أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!















المزيد.....

شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6670 - 2020 / 9 / 7 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


( شذراتُ الذَّهَبِ في نقدِ أهمِّ معلقاتِ العربِ )

قلم #راوند_دلعو

يقول أشعر العرب في أهم و أجمل معلقة بإجماعهم :

《《 قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل 》》.

قال صاحبي :

(هذه القصيدة بالتحديد عُدت أقوى وأجزل ما قالته العرب منذ زمن إسماعيل إلى قيام الساعة ، لا سيما مقدمتها الرائدة في الغزل )

فقلت له :

سؤال بالله عليك ... دعنا نُترجم هذا البيت إلى اللهجة العامية الدمشقية ، علَّنا نرى قيمته المعنوية بعد انزياح ستارة اللهجات و الفوارق السَّبكِيّة ، و من ثم تعرية المعنى لتقييمه بموضوعية ....

يقول المطلع :

(وقف معي يا صاحبي

لنبكي عذكرى الحبيبة

يلي كانت ساكنة بلئيمرية بين الطبالة و الدويلعة )

فأين الغزل الرهيب الذي شق العصور في المعنى السابق ؟؟؟

شَعَرَ القوم بالصدمة ! ... و بمنطقية كلامي ... و أن المطلع الغزلي يحمل معنى أقل من عادي في هذه المعلقة !!

فاعتبروا كلامي صفعة للأدب العربي كله ، لأن هذه المعلقة بمثابة ركنه الركين و حبله المتين و كنزه الثمين !!

♡♡ فتدخل صديق آخر ، بل أستاذ لامع في تعليم الأدب و بحور الشعر و أراد أن يحفظ ماء وجه العرب ، فقال مُمتعضاً :

( يا صديقي المتفلسف ، إليك هذا البيت من نفس القصيدة لامرئ القيس :

مِكرّ مفرّ مقبل مدبر معاً
كجلمود صخر حطه السيل من عل

فحتى لو شرحت هذا البيت شرحاً عصرياً باللهجة العامية الدمشقية ، لتبين لك أن امرئَ القيس رقم صعب في الشعر ، بل هو الأصعب ... بل رائد الشعر في كل العصور !)

فقلت له : برأيي المتواضع هذا تشبيه خاطئ من امرئ القيس !

فأين وجه التشابه بين حركة الصخرة الشاقولية إلى أسفل و هي تهوي بلا رجوع ، و بين حركة الزكزاك التي يقوم بها الفرس بالإقبال و الإدبار ؟؟؟؟؟

هذا خطأ واضح ...

فالبيت برأيي ساقط معنوياً ، لأنه ليس من المذهب الرمزي في الشعر ، فلا محل لمعنى آخر غير ظاهر اللفظ ، لكن ظاهر اللفظ ينبئنا بقياس غير سليم ، إذ لا يسلم عند العرب قياس انهيارية الحركة الشاقولية على التذبذب الأفقي الدال على الخفة جيئة و ذهابا.

♡♡ و سأزيدك من الشعر بيتاً ... فلو رجعت إلى صدر المعلقة ، للاحظت بأن امرئ القيس وقف على أطلال ديار محبوبته يتغزل بها فقال بكل قرف :

{ ترى بعر الأرآم في عَرَصَاتها

و قيعانها كأنه حب فلفل ... }

لا تستغرب من تراثك يا عزيزي !! ... فامرئ القيس يتغزل ببراز المواشي التي كانت ترعى في الساحات بجوار خيمة حبيبته ... فيصف كرات البراز بحبات الفلفل الأسود .... يخخخخ 🤮🤮 !!

يا له من غزل عظيم ، دفعكم إلى جعل امرئ القيس ملك ملوك الشعر العربي !!!

ما شاء الله ! ما هذه الملكة الشعرية الرهيبة عند أعظم شاعر عندكم ؟

ذلك الشاعر الذي لم يطرق باب أحاسيسه عندما وقف على ديار الحبيبة ، لا سطوع الرمال الذهبية ، و لا لألأة الشمس البراقة ، و لا انسيابية الكثبان الرملية ، و لا باسقات النخيل ، و لا جمالية الطيور ، و لا عفوية النباتات الصحراوية ، و لا عبق أثير حبيبته الذي من المفروض أن يملأ ندى الصباح ! ....

لم ينتبه لكل تلك المعاني ... و إنما اختار براز المواشي و بعر الغزلان كأداة استشعار لذكرى الحبيبة !!! يا له من شِعر و شعور و مشاعر و استشعار و رقّة رومنسية و رهافة هفهافة !!!

♧♧♧ ثم لو عدنا إلى ذلك المقطع الإباحي ( السيكسي ) الشهير في القصيدة ، للمسنا معنى غبياً جداً !! ملخصه أن امرئ القيس أراد التغزل بحبيبته فذهب يذكر لها تفاصيل ممارساته الجنسية و إيلاجاته الذكريّة و قبلاته الساخنة و مغامراته الشَّبِقَة مع أخريات !!!

يقول امرئ القيس واصفاً لحبيبته تفاصيل مغامرته الجنسية مع فتاة أخرى متزوجة اسمها ( عُنيزة ) :

《《 و يَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ فَقَالَتْ
لَكَ الوَيْلَاتُ ! ، إنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ و قَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا : سِيْرِي و أَرْخِي زِمَامَه
و لَا تُبْعدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ و مُرْضِعٍ
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ

إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
بِشَقٍّ ، و تَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَوَّلِ !!!!》》

تخيل أنك تريد أن تتغزل بحبيبتك( مها ) مثلاً ، فرحت تذكر لها كيف ضاجعت بنات القبيلة و حواملها و أراملها و مرضعاتها ثم استرسلت تذكر مغامراتك الهاتكة لأعراض الآخرين !!

تخيل أنك رحت تقول لها و أنت واثق من نفسك : (يا حبيبتي مها أنا فحل جداً إلى درجة أنني نمت مع المتزوجة عنيزة ، و استمتعت بجسدها أيّما استمتاع !! حيث استدرجتها خلسة تحت وطأة ذكورتي إلى خارج القبيلة ، و نمت معها تحت ضوء القمر ، و كان طفلها المسكين يبكي مستلقياً خلف ظهرها ، فتدير وجهها لتداري بكاءه ببعض الملاطفة في حين أن قضيبي لا يزال في فرجها ، و زوجها الأحمق لا يعلم أن قرونه تلامس السماء !!).

عذراً من الأخ القارئ ... لكنه معنى درة معلقات العرب ... و يا له من معنى !!

◇◇ و على صعيد آخر و مصيبة أخرى في بيت آخر ، نجد أن أشعر العرب يصف ملمس أنامل حبيبته بملمس جلد الديدان !!

تخيل مدى فظاعة هذه الصورة و قبحها بمقاييس اليوم !!

بربكم أي غزل هذا ، و أية معلقة تلك التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به بمقياسنا اليوم !!!

●●●

☆☆ و لنقارن معلقة امرئ القيس بقصيدة حرة لشاعر مغمور ....

إذ يُهلوس هذا الشاعر لحبيبته الغَنِجَةِ قائلاً :

{ حبيبتي ... كفى شغباً .... و لتَنزِلِي عن سطحِ ذاك القمرْ

و لتبحثِي عن أرجوحةٍ أُخرى ... بين خطوطِ الله ....
و أدبِي الذي انتحر ! }}

فحبيبة هذا الشاعر المغمور فتاة ذات جمال مشاكس جداً إلى درجة أنها تتسلق القمر بجمالها ثم تركبه كأرجوحة ... فهي تتأرجح بالقمر !!!

فيطلب الشاعر من حبيبته أن تبحث لها عن أرجوحة أرقى و أقدس من القمر ... فالأرجوحة التي تليق بحبيبته تتموضع بين خطوط الله و أدبه الذي انتحر هناك في الملأ الأعلى !!

يا له من معنى !!!

لكن أمة العرب تفضل امرئ القيس ... !

■■ و هكذا بايَعَت أمة العرب امرئ القيس كملك ملوك الشعر العربي .... و سمّت قصيدته التي تتغزل ببراز المواشي و بعر الأرآم بالمعلقة .... و أشبعتها دراسة و تحليلاً و مداولة و طباعة ... كما تم إقحامها في المناهج المدرسية في المراحل المتقدمة !!

في حين لا تلفت قصيدة هذا الشاعر المغمور نظر أي ناقد أو مدير تحرير مجلة من الدرجة العاشرة !!

و هكذا ينتصر امرئ القيس بوصفه ( البليغ ) لبراز المواشي ، و يُهزم هذا الشاعر بمبايعته لمحبوبته كإلهة تتمشى في الملكوت متأرجحة متدللة بين خطوط الله و أدبه الذي انتحر !!

☆☆ مما سبق أستنتج أن الأدب الجاهلي له مقاييسه التي سادت في عصره ، و لكننا لو أسقطناها على عصرنا لاتضح فشلها جمالياً ... لأن العصر الجاهلي هو عصر تخلف إجمالاً إذا قارناه بعصرنا اليوم .... و العالم البشري في تحضر مستمر ، فطبعاً شِعر اليوم أرقى من حيث المعنى من شعر الأمس.

ما أريد أن أقوله أن لكل زمان دولة و رجال و مقاييس جمال ... و من الخطأ قياس جمالية القصيدة الحديثة بمدى خطفِها خلفاً لتحاكي النبرة الجاهلية، و بالتالي لا يوجد أغزل بيت في كل العصور بل يوجد أغزل بيت في عصره بمقاييس عصره و جماليات راهِنِهِ.

فلا هو أغزل مطلع و لا هي أجمل قصيدة ....

#الحق_الحق_أقول_لكم ....

إن الأمة التي تقدس الموروث البالي حتى لو كان غزلاً بكرات براز المواشي ... أو قرآناً يدعو للقتل و نكاح الطفل و السبي ... ثم لا تلتفت لقصيدة تصور الحبيبة كمدللة تتمرجح على أكتاف الآلهة ...

إنها فعلاً أمة من الجهل و الغباء !




#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نجح صانعوا الديانة المحمدية في إيصالها إلينا و جعلها م ...
- الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ...
- لماذا نرسل أبناءنا إلى المدرسة ؟
- أحاشيشٌ محمدية _ دعاء ركوب الدابة و المرأة !!
- التأجيج الطائفي وحش يبتلع إنسانية الإنسان تحت غطاء المُقدَّس ...
- تحويل البيئة التعليمية إلى وطن (مَوطَنَةُ المدرسة)
- طفولة على مذبح الطلاق _ قصة قصيرة
- كوميديا الأغبياء _ من هلوسات الدعاة الجدد و تكريم المرأة
- لن تجد تنويرياً داعماً لإسرائيل
- قانون نيوتن الثالث في التعامل مع الديانة المحمدية
- عيد العبيد
- مفكرٌ مغمور جداً جداً .... !!
- قِيثَارِيّات على مذابح الوُرُود
- قيثارية الطائفية
- فيه اختلافاً كثيراً _ سجعية الواهبة نفسها للنبي
- تقاسيم على مقام النيكوتين !!!
- لماذا نزهد براغبنا و نرغب بزاهدنا ؟
- وداع الفَيُولا
- جريمة
- صرخة سلام على هامش الحروب الطائفية !!


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!