أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الوهم الهرموني المريح













المزيد.....

الوهم الهرموني المريح


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6679 - 2020 / 9 / 17 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا نشعر بالسعادة أثناء أداء الطقوس الدينية ؟

لماذا يمنحنا مفهوم الاتكال على الله تلك الراحة النفسية ؟ هل هذا يعني أن الله موجود ؟

قراءة ممتعة أحبائي ☕

( إدمان الوهم الهرموني المُريح 💉💉💉)

قلم #راوند_دلعو

الحقُّ يُقال ، إن الدين ظاهرة مريحة لبعض الجوانب السايكولوجية عند الهوموسابيان ( البشر ) ؛ فحياديّتي في التعاطي مع الظواهر الإنسانية تفرض علي الاعتراف بذلك .... و لذلك أكررها بمِلْءِ فمي .... [ إن الدين مريح لبعض النواحي السايكولوجية عند الإنسان ] ، فهو يخلق في سايكولوجيا المتدين سعادة ملحوظة أثناء ممارستة للطقس .... و لقد لمستُ تلك الراحة بنفسي عندما كنت كاهناً محمدياً أصلي جميع الصلوات في المسجد و أعتكف و أعتمر و أدعو الله باكياً بخضوع تام 🙏 ...

لكن توقف عزيزي القارئ و أعِرني انتباهك لأكمل ... فهذه نصف الحقيقة فقط ... إذ بالرغم من أن الدين ظاهرة مريحة للمتدين ، لكنها تبقى مجرد وهم ... وهم ...

فالدين وهم مريح لا يقدم حقيقة علمية و لا يغير واقعاً و لا يُسمن و لا يغني من جوع !

و بيان ذلك كالتالي :

🍓 ( التأثير الكيميائي للطقس الديني )

فلو عمّقنا النظرة أكثر في الدين كظاهرة ذات تأثير كيميائي على الجملة العصبية ، لوجدنا أن الدين عبارة عن طقوس و هلوسات مريحة تعمل كمحفزات دماغية تؤدي إلى إفراز بعض هرمونات السعادة ، كهرمون الدوبامين و السيروتونين و المورفين و غيرها ، و ذلك بناء على نظام المكافأة ، من خلال ربط إفراز هذه الهرمونات مع :

١) حركات و تمتمات الطقوس الدينية حيناً ...

أو

٢) ربطها مع المحتوى العقائدي الذي يُوجِّه المتدين أحياناً أخرى.

و من ثم الاعتقاد جزماً بأن ممارستك لهذه الطقوس و تبنيك لتلك العقائد ، سيدفع تلك القوة الماورائية لحفظك ، و ذلك مهما توجهت بك الأقدار ... و الدليل على ذلك تلك السعادة المنبعثة في جسدك أثناء ممارستك للطقس.

فعندما يُعَمِّقُ الإنسان المتدين إيمانه بعقائده ، و يواظب على ممارسة طقسه الديني بإخلاص ، يشعر بسعادة و سكينة لا نستطيع إنكارها ! بحيث يرمي مشاكل و هموم الحياة على عاتق الوهم الخرافي الذي سيحرك الأقدار لمصلحة هذا الشخص المتدين !!!

و هنا ستشعر أَنّ أمرك كله لك خير ... فإن أصابتك سراء شكرت فكان خيراً لك ، و إن أصابتك ضراء صبرت فكان خيراً لك ، حتى لو تم اغتصابك ثم تقطيعك إرباً إرباً و تعليقك مصلوباً على سيخ شاورما ، لتصبح مسيحاً شاورميّاً جديداً 😂 ... فكُلُّهُ خير ... كُلُّهُ خير !!

و لنتحدث باختصار عن كيفية توظيف الدين لهرمونات السعادة ...

♦️♣️ ( توظيف السيروتونين و الإندروفين و المورفين )

تقوم الجملة العصبية بإفراز هذه الهرمونات بعد قيام الجسم بحركات رياضية أو فيزيائية تتطلب جهداً ، إذ يساعد وجودها الجسم على تخطي الشعور بالألم الناتج عن الإرهاق العضلي مما يخلق نوعاً من المتعة ... و لذلك نجد أن هناك من يدمن على ممارسة الرياضة ... فهو في الحقيقة لا يدمن على الرياضة بحد ذاتها ، بل يدمن على السيروتونين و الإندروفين و المورفين الذي يتم إفرازه بعد بذل الجهد .... أي أنه يدمن على السعادة المصاحبة لهذه الهرمونات و المتمثلة بتخفيف الألم.

هل أدركت الآن عزيزي القارئ سبب تصميم طقوسك الدينية بحيث يرافقها حركات فيزيائية تتطلب جهداً ما ( انحناء _ قيام _ هبوط _ انبطاح _ دوران _ ركوع _ سجود _ قفز _ لطم 😂 _ سعي _ طواف _ زحف _ رمي ... الخ ) ؟

نعم ، الجواب كي يرافقها إفراز السيروتونين و الإندروفين و المورفين ، و بالتالي الإيقاع بك في وادي الإدمان على السعادة المنوطة بإفراز الهرمون الكيميائي !! و هنا يتم خداعك حيث تظن أن هذه السعادة إنما مصدرها ربك الخرافي و طقوسك الدينية ...

♥️♠️( توظيف هرمون الدوبامين )

تقوم الجملة العصبية بإفراز مادة الدوبامين لتحديد الأفعال الإيجابية ، فكأنها تقول لك :

لقد أعجبني هذا الفعل ، أرجو أن تقوم بتكراره مرة أخرى !!

و بناء على هذه الإشارة الكيميائية تقوم بتكرار الفعل ثم تكراره ثم تكراره .... و هو ما نسميه الإدمان ...

فالسجائر ( النيكوتين ) مثلاً ، تحرض على إفراز الدوبامين في الدماغ ، و الذي بدوره يقول لك :

كرر هذا الفعل فهو ممتع ...

فتكرره ... فإذا بك مدمن على التدخين ( تبغ ) ، و كذلك المخدرات و الكحول و الطقس الديني !!!

و هنا نجد أن الطقس الديني ( الصلاة _ الدعاء _ الاعتكاف ... الخ ) كالمخدرات من حيث تحفيزه للدماغ على إفراز الدوبامين مما يدفع المتدين إلى تكرار الطقس لخلق المتعة !!!

و هكذا نجد أن لكل طقس ديني مزيجه الهرموني الخاص .... فالصلاة مثلاً تؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين الذي يربطها بالسعادة ، و هرمونات المورفين و السيروتونين و الإندروفين التي تخفف ألم ما بعد القيام بحركاتها الفيزيائية ....

و هكذا تتحول الصلاة إلى نشوة من الأمازيج الكيميائية التي تسرح بالضحية في عالم الوهم المريح.

😡 ( كيمياء العنف و التعصب )

فعندما تناقش المتدين لتبين له بطلان الصلاة من الناحية المنطقية و خلوها من أي معنى ، فأنت تهدد هذه الخلطة الكيميائية التي تسبب له السعادة ... لذلك يستشرس في الدفاع عن مشروعية الصلاة ، و بالتالي مشروعية و صدق النبي الذي أمر بالصلاة ... و من هنا ينشأ التعصب الديني ؛ فالتعصب الديني هو تعصب للمتعة الناشئة عن الهرمونات الكيميائية التي يتم إفرازها أثناء تبني العقيدة و ممارسة الطقس الديني !

فدفاعه عن ممارسته لطقس الصلاة ليس لأن الصلاة فعل منطقي يجلب له منفعة حقيقية ... بل لأن الصلاة عبارة عن طقس يفرز له هرمونات السعادة !

👳‍♀️🧎‍♂️( الربط بين الهرمون و العقيدة )

و لو أردتَ عزيزي القارئ أن تفهم كيف تقوم الجملة العصبية بالربط بين الإفراز الهرموني و المحتوى العقائدي لطقس معين ، لطلبت منك أن تطبق التجربة التالية :

♥️♠️ قم بالدوران لمدة ثلاث دقائق فاتحاً ذراعيك ... عندها ستشعر بمتعة ناتجة عن ممارستك لهذا التمرين الرياضي ( الدوران ) ، و سبب هذه المتعة هو أن جملتك العصبية تفرز هرمونات الدوبامين ( السعادة) طالبة منك تكرار الفعل ، و هرمونات السيروتونين و المورفين لتخفيف الألم العضلي الناتج عن الدوران ....

♣️♦️ الآن أعد التجربة السابقة مع إضافة مفهوم فكري و ليكن قولك أثناء الدوران : محمد رسول الله ... أو الله أكبر ... أو يسوع له المجد ... أو بقرتنا المباركة 🐂...

عندها ستقوم الجملة العصبية بالربط بين التحفيز الهرموني و المفهوم العقائدي المرافق ...

و بعد فترة من التكرار ستقوم الجملة العصبية بإفراز الهرمونات ( الخلطة الكيميائية) لمجرد تلاوتك للمحتوى الفكري العقائدي ... ( منعكس شرطي _ لمزيد من التوسع في هذه الفكرة راجع مقالتي استكلاب المحمدي ).

و هكذا سيشعر المتدين بالنشوة لمجرد ذكر ربه سواء كان الله ، أو يسوع أو كريشنا أو زيوس أو بقرة هندية أو فستان بنت الجيران أو أو أو !

■■

🍄 ( مجرد خدعة )

#الحق_الحق_أقول_لكم .... نحن التنويريون نعترف أن هذه الخدع الكيميائية العصبية و الهلوسات الوهمية تؤدي إلى إفراز هرمونات السعادة ... لكن هذا لا يلغي حقيقة ناصعة مفادها أن الدين عبارة عن مجموعة أكاذيب ...

و يجب على المتدينين أن يعلموا بأن الإدمان على هذه المتعة الوهمية المؤقتة سيؤدي حتماً إلى أضرار كثيرة على المدى البعيد !! و أنَّ الأضرار المترتبة أكبر بكثير من المتعة اللحظية الوهمية ، كما سنرى.

فالأديان و طقوسها مريحة بشكل مؤقت فقط ، لكنها تبقى أكاذيباً ذات ضرر كبير على المدى البعيد ...

و من هنا نستطيع أن نفسر سبب استمتاع [ جميع ] أتباع الديانات أثناء صلواتهم ، و شعورهم بنفس الراحة و السعادة و السكينة ، و ذلك بغض النظر عن اختلاف المحتوى العقائدي و اختلاف الآلهة و الأنبياء و الكتب المقدسة !

إذ لو كانت الراحة ناتجة عن تأثير حقيقي يبعثه الإله في نفس المتدين ، لشعر بها أتباع الديانة الصحيحة و الإله الحقيقي فقط .... لأنه يستحيل أن تكون آلهات كل الديانات صحيحة !!!

♦️ فإن كانت آلهة الهندوسية صحيحة ، فيجب أن تنشأ السعادة عند تلاوة و ممارسة طقوس الهندوس فقط ... بسبب بطلان ألوهية الإله المحمدي و الآب المسيحي ...

♥️ و إن كان الإله المحمدي حقيقياً ، فهذا يعني أن السعادة يجب أن تنشأ عند ممارسة الطقس الديني المحمدي فقط ... فالإله المسيحي و الهندوسي الباطل لا أثر له على العبيد ...

♣️ و إن كان الإله المحمدي السني حقيقياً فقط ، فهذا يعني أن السعادة يجب أن تنشأ عند ممارسة الطقوس السنية فقط ... و عدم قدرة الطقوس الشيعية و لا المعتزلية على توليد السعادة .... !

لكن المُلاحَظ من الواقع المشاهد أن الهندوسي يشعر بنفس سعادة المحمدي السني و المحمدي الشيعي و المسيحي الكاثوليكي و المسيحي الأرثوذوكسي أثناء أدائه لصلواته و طقوسه في المعبد !!

و السبب ببساطة ، أن المسألة ليست مسألة إله يستجيب و يلقي السعادة ... بل مسألة خلطة كيميائية تتولد في الجمل العصبية عند أتباع جميع الديانات أثناء ممارسة جميع الطقوس .... فالسعادة هنا هي خدعة ناتجة عن عملية الربط بين بعض الطقوس و التمتمات من جهة ، و بعض الهرمونات من جهة أخرى ، مع تحفيز المُخيِّلة باتجاه الاطمئنان من خلال التوهم بوجود الحافظ الحامي القدير !!!

فالعامل المشترك بين الهندوسي في معبده و المحمدي في مسجده و المسيحي في كنيسته هو الخلطة الكيميائية ( هرمونات السعادة ) ... فكل من هؤلاء يربط حركاته و طقوسه بإفراز خلطته الخاصة ...

و لذلك يظن كل متدين أن ديانته هي الحق المبين و غيرها الباطل ، فهرموناته خدعته و خلقت في عقله الباطن نوعاً من اليقين بصحة عقيدته ... و الدافع المُرَسِّخ لذلك اليقين هو ذلك التجلي الإلهي و تلك النشوة الزائفة التي شعر بها أثناء ممارستة للطقس الديني ... مما يحثه على التمسك بها و التعصب إليها ....

و هذا هو التفسير الكيميائي لدفاعه عنها من صميم وجدانه ، و سعيه الحثيث لنشرها و التبشير بها بكل قوته ، و هكذا تنشأ الحروب الطائفية و الحروب الدينية المقدسة التي تؤدي مقتل ملايين الضحايا !!

ضحايا هرمونات الوهم المريح !!

♦️♠️ ( كيمياء المعجزة 💉 )

و بسبب ذلك الربط بين الإفراز الهرموني من جهة ، و ممارسة الطقس الديني من جهة أخرى ، يدّعي المحمدي حدوث المعجزات معه و مع من يوافقونه في العقيدة و الطقس ( مشايخه ) حصراً ، و كذلك نجد نفس الدعوى عند المسيحي الذي ينسب الخوارق للباباوات و القساوسة من نفس المذهب حصراً ... و كذلك اليهودي و الهندوسي ....

فالسعادة و النشوة الناتجة عن كيمياء رأس السني تخبره أن ما يحدث معه معجزة ... فيبدأ بربط الأحداث و الصدف ليستنتج أنه شفي ببركة رسول الله ! أو ببركة الشيخ ابن عربي أو ببركة الحسين ...

و بنفس الطريقة نجد أن كيمياء رأس المسيحي تخبره أن شفاءه و سعادته إنما حدثت نتيجة لزيارته للقديس مار مارون أو البابا بولس ... لأن الربط الكيميائي حدث أثناء زيارة المار مارون أو بولس ... و قس على ذلك جميع الأديان.

لكن الحقيقة أنه لا الله و لا المسيح و لا كريشنا و لا الحسين و لا المار مارون يقومون بالتجلي ... بل ( هرمون السعادة ) جل جلاله هو الذي يتجلى على أدمغة هؤلاء جميعاً 😂 ... بحيث يتم ربط هذا الهرمون مع الله في المسجد ... و مع المسيح في الكنيسة و مع كريشنا في المعبد الهندوسي ، و مع الحسين في المعبد الشيعي ....

جل جلال سيدنا الدوبامين 🤣 عز و جل.

و لذلك نجد أن كل فريق من هؤلاء ، يجر بساط المعجزات إلى تحت قدميه ، نافياً حدوث أي معجزات مع أتباع الديانات الأخرى !

🍑( الهرمون يؤكد الوهم )

و لو قمت بتعميق النظرة في سلوكيات هؤلاء الضحايا ، للاحظت أن الهرمونات أدت إلى التأثير على المحتوى العقائدي من خلال ترسيخ الإيمان بالوهم .... فيزداد إيمان السني بكرامات الكاهن البوطي ، و يزداد إيمان الشيعي بكرامات الكاهن الصدر و يزداد إيمان المسيحي بقداسة البابا ....

فالطقس أدى إلى خلق هرمونات السعادة و التي بدورها أدت إلى ترسيخ الاعتقاد بصوابية الطقس و صحة الديانة محل الاعتناق و التطبيق ... و لذلك يستمر الإنسان القابع في أسر هذه الهرمونات بممارسة التدين لفترات طويلة ...

فالعلاقة دائرية بين الطقس و الهرمون ...

طقس ---》 إفراز هرمون

إفراز هرمون ---》 ترسيخ الطقس

♣️♥️ ( كيمياء اليوغا )

و تجدر الإشارة هنا إلى أن جماعة ( اليوغا ) قد درّبوا أنفسهم على إفراز هذه الهرمونات ( أي هرمونات السعادة ) دون ربطها بأي محتوى عقائدي ، أي قاموا بتفريغها عقائديّاً .... و ذلك من خلال ربطها برياضات التأمل و التركيز في صفاء الطبيعة و جمال الكون فقط .... دون تصور أي كائن ماورائي.

لتقوم هذه الطقوس و الرياضات التأملية بدورها بتزويدهم بجرعات مماثلة من هرمونات السعادة دون وجود المحتوى العقائدي الميتافيزيقي ....

و بهذه الطريقة الذكية استطاعوا رمي فكرة الدين و الإله المُشخَّص في سلة المهملات ... مع الحصول على الهرمونات السعيدة المطلوبة 👌!!!

🙀( السقوط الهرموني الكاذب )

💜 و أخيراً فلنلاحظ الآن المشهد الفضائحي الكوميدي 😂 التالي :

عند المساء يصاب الكاهن المحمدي بالتخمة من كثرة الأكل ، فيسأل الله أن يشفيه 🙏 ، لكن للأسف لا يذهب الألم 🤢 ...

تباً !!!

يقوم الكاهن باتّباع الرقية الشرعية ( طقس محمدي ) .... لكن لا يذهب الألم 😲 !!!

يصلي ركعتين على نية الشفاء .... لكن أيضاً لا يذهب الألم 🤕 ...

فيدع كل هذه الأوهام و يلجأ إلى الطبيب الحقيقي الذي يصف له عقاراً مضاداً للغازات و المغص !!! فما هي إلا بضع دقائق حتى يذهب الألم 😌.

و السبب أن هرمونات السعادة التي يفرزها الكاهن أثناء صلاته و دعائه لا تعالج آلام التخمة الشديدة ... بل هناك عقار آخر يتوافر في الصيدليات لمعالجة الغازات و تشنجات الكولون ( و هو باسكوبان ) ... فيأخذ الكاهن الدواء الذي وصفه الطبيب فيرتاح و يُشفى !!

هل لاحظتم معي ذلك السقوط المدوّي للوهم المريح في المثال السابق ؟

يسقط الوهم لتظهر الحقيقة العلمية الناصعة متجلية في وَصْفَة الطبيب البشري التي تم تطويرها في المختبر العلمي ...

فالصلاة خلقت بعض الراحة لأنها مصدر لبعض هرمونات المتعة إلى حد ما ... لكنها لا تستطيع توليد العقارات و الأدوية المناسبة لمختلف الأمراض !!!


فالصلاة الخاشعة جداً تشتري لك في أحسن الأحوال تركيزاً معيناً مؤقتاً من هرمونات السعادة فقط ، ثم تحقنها في جملتك العصبية أثناء أدائك لبعض الحركات ( إفراز هرموني ) .... ثم ما تلبث هذه الهرمونات أن تتلاشى مع الوقت ... لكن وجود هذه الهرمونات في دمك لن يشفيك من الأمراض ... و لن يحل لك مشكلة الحاسب الآلي الذي يحتاج إلى صيانة ، و لن يساعدك على النجاح في الاختبار دون دراسة ... و لن يؤمن لك فرصة عمل جيدة دون البحث الدؤوب ... و لن يحل لك مشكلة الفواتير و مصاريف الأكل و الدراسة و لن يشفي لك والدك و و و

🍒 ( هرمونات مدمرة للأمة و المجتمع )

و لا تنسى عزيزي القارئ أنني أشرت سابقاً إلى أنك ستدفع ضريبة كبيرة من الأضرار التي ستترتب حتماً على إدمانك على ممارسة هذه الطقوس و ما ينتج عنها من متع مؤقتة موهومة ... !

فإدمانك على ممارسة الطقس يدعوك إلى :

١) التواكل و الكسل غالباً.

٢) و يدفعك إلى القيام بأعمال غير منطقية و غير عقلانية ( حجابات _ بخور _ زار _ قرابين _ ...) الخ.

٣) و يهدر لك وقتك.

٤) و يدفعك إلى ممارسات لا أخلاقية كثيرة.

٥) و يحرفك عن المسار الحقيقي العلماني لحل المشاكل ....

٦) يفصلك عن الواقع !!

مما يؤدي إلى تقهقر الأمة ككل ، و عدم قدرتها على حل مشاكلها بشكل علماني عصري ، و بالتالي تخلفها على جميع الأصعدة مقارنة مع الأمم التي لا تتبنى نظرية الوهم الكيميائي المريح.

🧠 و الآن سأطرح على العقلاء السؤال التالي 🤔 :

هل من الأفضل للإنسان أن يختبئ وراء الوهم المريح ( بعض الهرمونات المؤقتة ) ، أم أن يجابه الحقيقة المرة المزعجة المؤلمة و يحاول إيجاد الحلول العلمية لها بعيداً عن الخدع الكيميائية ؟

هل من الأفضل للإنسان أن يرمي حمله على الله ليتفاعل مع الواقع بشكل بليد بطيء ساذج زائف .... أم أن يجابه الواقع بإمكانياته المتاحة و عقله الرزين و تخطيطه العلمي ؟

هل من الأفضل للإنسان أن يُقحم الله في تفسيره للظواهر المبهمة و في إجاباته عن الأسئلة الوجودية الكبرى ... ليوهم نفسه بوجود عالم سعيد عادل خالي من الشرور ....

أم الأفضل له أن يفسر ظواهر هذا الكون القاسية و الشريرة بشكل علمي و من ثَم يجيب عن الأسئلة الوجودية و الفلسفية الكبرى بشكل عقلاني منطقي رصين ؟

أيهما أفضل ؟ فلسفة وهمية تبعث نوعاً من كيمياء السعادة الزائفة المؤقتة ... أم محاكمة عقلانية واقعية علمانية للكم الهائل من الآلام و العقبات التي نشاهدها في هذا العالم ؟

#الحق_الحق_أقول_لكم .... إن اللجوء للوهم المريح لا يسمن و لا يغني من جوع ... فمهما كانت الراحة التي يخلقها الوهم كبيرة ، فهي لا تعدو أن تكون خادعة زائفة مؤقتة ( مجرد هرمون سعادة مؤقت ) ، إذ مهما تضخم الوهم و قام بالصراخ الهرموني فلن يُنتج و لا ذرة حل للمشاكل الواقعية ... أي أنه لن يتجلى كتغيير حقيقي في طبيعة الواقع ...

فها هي البلاد المحمدية تقبع في قعر السلم الحضاري و تزداد تخلفاً بعد تخلف ... بالرغم من أن صراخ الوهم الهرموني المريح يملأ الشوارع خمس مرات في اليوم ( الأذان و الصلاة ) ...

و ما تكرار الصلوات و الطقوس إلا بهدف تمديد حياة هذا الوهم المؤقت ... أي تحفيز الجمل العصبية عند القطيع على تكرار إفراز هرمونات السعادة خمس مرات يومياً ، و بالتالي الاستمرار في تخدير القطيع و تغييبه عن الواقع طيلة النهار ....

و هذا هو سبب توزيع الصلوات الخمس على طول اليوم ( فجر _ ظهر _ عصر _ مغرب _ عشاء )

🥳 ( بُرهان مقولة كارل ماركس )

#الحق_الحق_أقول_لكم .... إن ( الدين أفيون الشعوب ) ... مقولة قد قالها الفيلسوف العظيم كارل ماركس ، لكنه قالها على سبيل المبالغة في توضيح الأثر الضار للدين على المجتمع ...

لكنني و من دون أن أقصد ، قد أثبت صحتها و دقتها في هذه المقالة 😁 ... فالدين _ كما لاحظنا _ عبارة عن حالة إدمان على هرمونات كيميائية ( أفيون ) لتخدير الشعوب و منحها النشوة المؤقتة الزائفة ...

فلننظر إلى الهوموسابيان في بلد محمدي متدين .... سنلاحظ أن الناس يذهبون إلى المساجد خمس مرات يومياً ليأخذوا جرعات متنوعة و شاملة من هرمونات السعادة ( ترتيل الخرافات القرآنية + تمايل موسيقي + قفز في الحضرات + حركات الصلاة + بكاء أثناء الحديث مع السماء + اتكال و تواكل على الماوراء الموهوم ) ... الخ

لكنها للأسف كلها أوهام لا تغير من الواقع شيئاً ، فهي تشعرهم بسعادة مؤقتة فقط !!

و إلى الآن أذكر تلك الراحة النفسية التي كنت أشعر بها عند الخروج من المسجد بعد صلاة الفجر 😌 !!!

ما شاء الله ! الجو ملائكي و الراحة النفسية في القمة ، و الأمل عظيم و التفاؤل رهيب و الكيمياء تلعب في رأسي .... و أذكر حينها مدى تردي واقعي كطالب في إحدى جامعات البلاد المتخلفة ...

و لم يتغير واقعي إلا عندما جاءتني فرصة سفر إلى دولة أخرى ، فواجهت مشاكلي وفق منهجية علمية بعيداً عن أمنيات الوهم الهرموني المريح ...

🗣 ( وزارة تنظيم الترويج و التجارة و التعاطي )

لذلك أنا أتوجه إلى حكومات و أنظمة الدول المتدينة و أطالبهم بإغلاق جميع المعابد الدينية بشتى أنواعها ... و إغلاق جميع وزارات الأوقاف و الشؤون الدينية ... و التوقف الفوري عن ترخيص تجارة تخدير البشر و حقنهم بهرمونات و مخدرات تساهم في تخلفهم و تفصلهم عن الواقع ....

فوزارة الأوقاف ... ما هي إلا عصابة تشرف على تنظيم التعاطي و الترويج و التجارة بالمخدرات و الهرمونات و العقاقير الفاسدة .....



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبهام في الشعر الرمزي
- ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية
- لم يعد الإبداع الأدبي حِكراً على طبقة الأكاديميين
- على مذبح الترجمة _ الفرق بين الأدب و اللغة !
- فيه اختلافاً كثيراً _ الأخطاء القرآنية في ترتيلة المسد
- شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!
- لماذا نجح صانعوا الديانة المحمدية في إيصالها إلينا و جعلها م ...
- الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ...
- لماذا نرسل أبناءنا إلى المدرسة ؟
- أحاشيشٌ محمدية _ دعاء ركوب الدابة و المرأة !!
- التأجيج الطائفي وحش يبتلع إنسانية الإنسان تحت غطاء المُقدَّس ...
- تحويل البيئة التعليمية إلى وطن (مَوطَنَةُ المدرسة)
- طفولة على مذبح الطلاق _ قصة قصيرة
- كوميديا الأغبياء _ من هلوسات الدعاة الجدد و تكريم المرأة
- لن تجد تنويرياً داعماً لإسرائيل
- قانون نيوتن الثالث في التعامل مع الديانة المحمدية
- عيد العبيد
- مفكرٌ مغمور جداً جداً .... !!
- قِيثَارِيّات على مذابح الوُرُود
- قيثارية الطائفية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الوهم الهرموني المريح