أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الأديب الهارب من الله !















المزيد.....

الأديب الهارب من الله !


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أضيف إلى مدونتي أول نصوصي بعد محاولة الاغتيال ....

محبتي لكم جميعاً ....

( الأديب الهارب من الله)

قلم #راوند_دلعو

أعتقدُ أنها النّهاية .... لعلّه الفصل الأخير من فصول معركتي مع الآلهة و الأفكار و الأضداد !

لقد كان عالَمَاً متوحِّشَاً ... مليئاً بالأنانيّات و الخيانات و الكراهيّات و الآلهة ...

حقاً ! لقد كانت تجربة مؤلمة لا مكان فيها للضعفاء و لا الجبناء ....

#الحق_الحق_أقول_لكم بملئ قلمي و جوارح أدبي :

لقد وجدتُ تواقيع و أختام الداروينية المتوحشة في كل ركن من أركان المَجْمَع الحيوي على هذا الكوكب الأزرق ... بل رأيت توقيع دارون شخصياً على جبين الله شخصياً ، شاء من شاء و أبى من أبى ! ... فلا تحدثني عن شيء آخر يا كريستوفر ... ها هو القوي يلتهم الضعيف بلا رحمة ، يطؤه بلا هواده ... يسحقه دون أدنى ذرة من شفقة .... ها هو الشر أمر روتيني اعتيادي في عالمنا المرعب ...

_ ناولني تلك السكين يا كريستوفر ...

_ أتريد أن تنتحر يا أبي !

_ لا .... و إنما أريد أن أتحايل على هذا الوعي المُتعِب الخبيث ، كي أعبر منه إلى اللاوعي الأبدي المريح ... هاتِها يا بني و لا تفهمني بشكل خاطئ ... فأنا لا أريد إنهاء حياتي ، و إنما أريد أن أقتل الجميع بطعنة واحدة ! أريد أن أغتال الوعي بقُبلة واحدة ...

هات السكين يا بُنَي لأبحث في لُمَع نصلها عن ثغرة قانونية في نسيج الناموس الذي قام عليه هذا العالم اللئيم ... لعَلّي أتخابث فألتفُّ بمكرٍ على هذه المعادلات المتنمرة في تشابكاتها و تداخلاتها و تعقيداتها .... فأختصر الطريق إلى العدم.

أخرجوني من ها هنا أرجوكم ... أخرجوني من ها هنا و خذوا مهر زفافي إلى لحدي قصيدةً من ماءات الحرية و طين اليقين !

#الحق_الحق_أقول_لكم .... لقد وُُلدتُ في العالم الشرق أوسطي المحمدي البائس ... فأضعتُ عمري و أنا أبحث عن حريةٍ ما لقلمي .... حاربت ثم حاربت ثم حارَبتُ ... فأهدرت أزمنتي و أنا أحاول تكسير قيودي .... هزمتُ محمداً بسيف العقل ثم أهرقت كل دموع العالم بين يديه كي أشتري منه حريتي ... بكيت ثم بكيت كثيراً ... لكنه رفض أن يبيعني حريتي ... رفض أن يعتقني .... ثم لجأ إلى العنف و الإرهاب ... فاستمر بملاحقتي إلى آخر قطرة مسفوحة من دماء الكلام ... لينتهي الحوار بمحاولة اغتيالي الأخيرة ... ذبيحاً على فراش في مشفى !

#الحق_الحق_أقول_لكم ..... لقد استهلكَتْني معركتي مع المقدس المحمدي .... لقد أنهكني خوفي من أشباح كتاباتي التي تطاردني بمحظوريّتها و تمرديّتها على النصوص المحمدية المنسوبة للسماء ... لقد سئمت من كل الخطوط الحمراء التي حاربتُها فهزمتُها ثم تجاوزتُها ، ثم باتت تطاردني بعمائمهما المفخخة و لحاها المتزمتة و إرهابها المقدس ....

لكنني و في غمرة الرعب الذي أعيش فيه و أنا هارب من ظلال السيوف المحمدية ... تغمرني نشوة الانتصار و أنا في غرفة العناية المركزة في المشفى .... إذ يكفيني شرفاً صراعي الرهيب مع المارد الذي ابتلع ربع كوكب الأرض في القرون الوسطى ! لقد تسلقت المارد أخيراً ... و هزمته بسيف المنطق.

و عندما ثبّتتني جراحي على سرير المشفى ... لم أعد أسمع إلا موسيقى أجهزة الإنعاش .... توت توت توت تووووووت .... لينتابني الضعف الجسدي ... فأكتشف أنني أضعف من تمردات حروفي و مارديّات عباراتي و تعَمْلُقات أفكاري المشاكسة المشاغبة المتشاغبة ...

نعم لقد أدركتُها حقيقة مؤلمة : أنا أقزم بكثير من أنياب و مخالب المواضيع الشائكة التي بحثت و نقبتُ فيها .... بل أنا أرقُّ بكثير من جبروت سيف محمد و غدر ذئابه المنتشرة في كل مكان !

لقد قتلني المحمديون فأنقذني الله ، ثم قتلوني ثم أنقذني الله ثم قتلوني ليقتلوا الله في حروفي ثم دُفِنَّا معاً في لحد واحد لنكون قِبلة جديدة للاهوت جديد !

و هأنذا أسلِّمُ روحي لقلمي كي أموت في غربتي وحيداً و لا بواكي لي !

القصة _ باختصار _ يا سادة أن وعيي ارتفع بي إلى السماء ذات البروج ... فاستطعتُ أن أفكِّك أسرار الكذب الجمعي الذي توارثناه في وعينا الشرق أوسطي المبرمج ، فلا نحن _ السوريين _ بعرب ، و لا ديننا المحمدي مُنزّل من السماء ... كاهنُنا خبيث و واقعنا سخف و غباء في غباء في غباء .... !

اكتشفت هذه الحقيقة فذبحني اكتشافي هذا بسكاكين كتبي التي خرجت بها إلى العالم ... ثم ليأتي خوفي فيحاصرني بجحيم من الرعب إذ يجتاحني سيف محمد من كل الجهات ....

فوجدت نفسي هارباً هارباً هارباً من كل ما هو محمدي !

****

هأنذا راحل إلى المجهول ... أحمل مدونتي على ظهري لأعبر بها البحار و الغابات و الوديان و الجبال ... نسيتُ حَمل طعامي و شرابي و ثيابي ! و اكتفيت بحروف مدونتي و هوامشها و فواصلها و جميع إكسسواراتها من مقالات و أشعار و روايات و و و ... تركت طعامي و شرابي و ثيابي ... ثم حملت مدونتي و ( هجَجتُ ) إلى المجهول ... فتضور الطريق من جوعي بلا طعام ... و تصحرت الغابات من عطشي بلا شراب ، و اكتست التلال من عرائي الذي بات يمضغني بأعاصيره و زوابعه المتألهة بلا ثياب .

و ها أنا أموت ما بين مطرقة وعيي الذي ارتفع بي ، و سندان الطلاسم المحمدية الموروثة التي فكَّكتُها .... ليأتي خوفي بكل ما فيه من رعب فيحرق جثتي .... لينقلب واقعي إلى نار تحرقني برياح قلمي الذي أصبح منفاي و موطني و غربتي و لجوئي ....

_ هات السكين يا كريستوفر .... نعم هاتها .... أريد أن أطفئ هذا العالم بطعنة واحدة .... لتكون كلمة الحرية هي العليا و كلمة الذين جبنوا السفلى.

***

ثم أخذ الأديب قَلبَه غدراً فأصابه بطعنة انتحارية في الشغاف ! فحل بهذه الخطوة الجريئة طلاسم الحرب الدائرة منذ عشرين عاماً ، ما بين جرأة حروفه من جهة ، و خوفه و عشقه للحرية من جهة ، و كراهيته للدماء التي سفكها المحمديون من جهة ثالثة! فأعلن بمَوتَتِهِ تلك قيام السلام الأبدي بين الأقطاب الثلاثة.

الخاتمة :

مات الأديب هارباً مُكفَّناً بصفحات مدونته إذْ أغرقَتْهُ بحبرها ...

مات المفكر بعد أن شربت أحباره من مدادات دمائه ، و ارتوت دماؤه من مدادات أحباره ... ثم اختلطت هذه السوائل الملونة بخطوط قلمه القزحي الذي اصطاد به ملايين الآلهة الزائفة و الأنبياء المتألهة ... ليركّب من هذا المزيج عطر الحريّة الفكرية .... حيث يسجد الجميع لِ لامحدودية العقل و آفاقه الوسيعة ....

ثم أطلق صرخته الأخيرة من ضريحه الأبدي :

لا سيف إلا سيف العقل ، و لا ضياء إلا ضياء التنوير ... !

ثم كُتِبَت على قبره العبارة التالية :

أعطني حريتي و خذ كل دمائي ، فأنا الهارب من إلهكم الزائف إلى جلال إلهي !
Rawand Dalao



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة نجمتين
- العُنْصُطَائفية المحمدية
- الوهم الهرموني المريح
- الإبهام في الشعر الرمزي
- ضياع الارتقائية في المسابقات الأدبية
- لم يعد الإبداع الأدبي حِكراً على طبقة الأكاديميين
- على مذبح الترجمة _ الفرق بين الأدب و اللغة !
- فيه اختلافاً كثيراً _ الأخطاء القرآنية في ترتيلة المسد
- شذرات الذهب في نقد أهم معلقات العرب !!
- لماذا نجح صانعوا الديانة المحمدية في إيصالها إلينا و جعلها م ...
- الرصاصة الأخيرة في نعش الإله الأخير ...
- لماذا نرسل أبناءنا إلى المدرسة ؟
- أحاشيشٌ محمدية _ دعاء ركوب الدابة و المرأة !!
- التأجيج الطائفي وحش يبتلع إنسانية الإنسان تحت غطاء المُقدَّس ...
- تحويل البيئة التعليمية إلى وطن (مَوطَنَةُ المدرسة)
- طفولة على مذبح الطلاق _ قصة قصيرة
- كوميديا الأغبياء _ من هلوسات الدعاة الجدد و تكريم المرأة
- لن تجد تنويرياً داعماً لإسرائيل
- قانون نيوتن الثالث في التعامل مع الديانة المحمدية
- عيد العبيد


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - الأديب الهارب من الله !