أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - أيوه أنا حبتها















المزيد.....

أيوه أنا حبتها


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6786 - 2021 / 1 / 12 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


كان في بنت زميلتي في الشغل مجننة كل الزملاء ، حلوة حلاوة تخلي الواحد يلف زي النحلة حوالين نفسه لغاية ما يقع من طوله ، أحلي من أي ممثلة في السيما ، قوام ممشوق ، وخصر علي أد الدايرة إللي تعملها بصباع واحد ، نهدين يتهيألك إنهم يمامتين صاحيين من كتر النبض إللي تحسه لما تقرب منها ، عينين إذا بصيت أوي فيهم تغرق ، تغطس ما تئبش تاني ، شفتان مكتنزتان نديتان يخلوك تقول إن أحسن فراولة في السوق مغشوشة ، ابتسامتها تخلي قلبك يتنطط جوه في صدرك عايز يطلع بره ، إنت نفسك تبقي عايز تتشقلب زي القرد لما تسمعها وهي بتتكلم ، يتهيألك إن إللي طالع من بين شفايفها مش كلمات إنما حبات لؤلؤ ، ولّا وهي ماشية بتتمخطر زي الفرسة إللي متشوقة للرقص ، يا أخي حتي صوابعها لما تشاور بصباع منهم علي حاجه إنت تتوه وعقلك يروح لبعيد وتقعد تفكر هي صوابعها مخروطة كده إزاي وبتنور ليه .
البنت دي بصراحة خبلتني ، خطفتني ، خلعت روحي من روحي ، خلّت قلبي كل ما اشوفها يصرخ جوايا ويزقني ناحيتها وزي ما يكون بيقولي إعمل حاجة علشان خاطري ، بس أنا كنت أعمل إيه ، البنت دي مكنتش بتعبر أجدع واحد وأنا كنت أروح فين وأنا مجرد واحد غلبان ، جميع الزملا كانوا بيرسموا نفسهم قبل ما يجوا الشغل علشان يمكن تقبل واحد فيهم ، كانوا عاملين زي ديوك الرومي ، كل واحد كان يجي الصبح لابس أحسن حاجه عنده ، ومستحمي وحاطط فنطاس ريحة ، ومسرح شعره علي هيئة عرف زي عرف الديك ، ويجي يتسنتر قدامها وهو متهيأله إنها هاتخده بالأحضان ، إنما كانت دايما بصتها لأي ديك منهم معناها : إلعب يا ابني بعرفك ده في وسط البط إللي في عشة بيتكم.
طيب ..أنا بأه أعمل إيه وأنا لا بعرف أعمل عرف الديك ولا بعرف أتأنط في كلامي وحتي لما بكون ماشي في الشارع ببقي زي ما أكون محدوف زي الطوبة وببقي خايف أحسن أخش زي الأعمي في أيها حيطة ، أعمل إيه وأنا قلبي خلاص خايف يقع من حلقي وأنا ماشي ، وروحي لما بشوفها بتبقي عايزه تفارقني وتروح تحضنها ، حبيتها؟ ، ايوه أنا حبتها ، والله مش علشان حلاوتها ، إللي أخدني شخصيتها ، عامله زي ما تكون ملكة ، كلامها دايما ما قل ودل ، بتفهم من أول وهلة وترد علي أي محاولة لاقتحام خصوصيتها بإشارة أو بإيماءه لطيفة أو بعبارة عجيبة تخلي الواحد منهم يحتار ويبقي عايز يخلع من قدامها بأقصي سرعة ، لما فاجئها واحد سلفي بلحية طويلة من الزملا وقالها : هاتبقي جميلة أكتر يا أختاه لو لبستي الحجاب ، فوجيء الأخ السلفي وهي بتقوله : لو كنت مزنوق إجري بسرعة دورة الميه هناك ع الشمال روح قبل ما تعملها علي نفسك ، الأخ السلفي بلّم والزملا فطسوا من الضحك ، ومن يومها كل إللي يقابله يقوله : إوعي تكون لسه مش عارف فين دورة الميه .
ولا مرة شوفتها مشتركة مع الزميلات في أي نميمة ، قاعدة دايما في أبعد ركن يا إما بتقرا في كتاب أو سانده راسها بإيديها وسرحانه بتفكر ، لما مرة كنت بناقش زملائي في موضوع عام انتبهت هي وكنت ساعتها عامل فيها فلحوس ومثقف وزمايلي واقفين زي الحناطير فاكرين إني مُثقف بصحيح ومفيش بعد كلامي كلام وأنا عمال أتفلحس علشان هي تسمعني يمكن أحوز إعجابها ، فجأة هي قاطعتني ، جملتين بس إللي قالتهم خلوني غطست في عرقي زي الغرقان واتمنيت من شدة جهلي إن الأرض ياريت تتشق وتبلعني.
حبتها؟؟ ، ايوه أنا حبيتها ، حبيت سرحانها وهي قاعدة بتفكر ، حبيت منظر بلوزتها وهي داخلة في الجيبة من ناحية وطالعة من الناحية التانية ، حبيت تلقائيتها ، حبيت شجاعتها ، رنة صوتها ، صلابتها ، إنسانيتها.
في يوم وأنا قاعد أشجع نفسي : إنت معذب نفسك ليه قوم فاتحها بمشاعرك حتي لو قامت بيني وبينها خناقة ، إيه يعني إللي هايجري ، لما نويت ، قبل ما أقوم من ع الكرسي فجأة بصت لي ، زي ما يكون سمعت قلبي وهو بيكلمني ، من شدة رعبي غطست أنا تاني في الكرسي ، رجعت بصت لي ، ورجعت لتالت مرة ترمي شعاع عينيها في عينيا ، قلت في نفسي : زمانها بتقول : معدش إلا المعفن ده كمان ، طلعت من الشغل في اليوم ده مش عارف أروح فين ، تُهت حتي عن الشارع إللي يوديني للبيت ، ولقيت نفسي محدوف في شوارع لأول مرة أمشي فيها ، لقيت نفسي فجأة قدام بيتها ، والله ما اعرف أنا وصلت كده إزاي ، ولا أعرف أنا ضربت الجرس ولا هو إللي صعبت عليه ودق لوحده ، لما اتفتح الباب ولقيتها هي بطولها الفارع ووشها عمال يجيب ألوان لأنها زي ما تكون اتخضت أو مسكت سلك عريان فكرت إني أدّور واجري ، لكني سمعتها بتقولي اتفضل..أُدخل.
قبل ما اقعد ع المقعد إللي شاورتلي عليه نادت : ياماما..ياماما...عندنا ضيف ، أنا قلت في نفسي : يادي اليوم الكوبيا ، دلوقتي مامتها تيجي تسألني إنت مين وعايز إيه وتفتحلي محضر ، لكن أمها لما وصلت وشافتني اندهشت ، زي ماتكون اتخضت هي كمان ، قعدت تتأمل فيا وكأنها عايزه تتأكد من حاجه ، أخيرا وهي مدهوشة وبتتعجب فوجئت أنا وهي بتقول لابنتها: هو ....هو يابنتي .... هو بعينه ...هو بشعره المنكوش وقميصه إللي متزرر بالمقلوب ، ثم قالت لي أهلا ، قالتلي أهلا كده واقفة وجامدة وكأنها بتقول لي إنت جيت برجليك يا اخويا!!.
يادي الوقعة المنيلة بستين نيلة ، كلام مامتها رعبني ، دي أول مرة تشوفني ، يمكن أنا جيت إمبارح وأنا تايه كده برضه ، مهو أصل حبي للبنت دي بيتوهني وياخدني ويوديني مطرح مهو عايز وأنا مش دريان ، يادي النيله عليا وع الجابوني ، أكيد أنا جيت وهجصت ونيلت الدنيا ، قلت لنفسي إمسك نفسك المرة دي يا أهبل يا ابن الهبلة واخلع بالراحة قبل ما تحصل أي مفاجئة تخلي فضيحتك بجلاجل ، بس كان نفسي أعرف إيه معني كلام الست مامتها ، هل أنا مرووش لدرجة إني آزورهم وأنا مش داري ، أو يمكن أنا شبه الزبال إللي بيعدي عليهم يوميا ، الحلوة تقريبا قرت إللي بيدور في دماغي لأنها فجأة قالت لي : ما تخليش عقلك يروح لبعيد أنا حاسه بيك وكنت عارفه إنك هاتعملها وتيجي ، ومدت إيدها وراحت بصوابعها المخروطة بعناية تعدل في أوضاع زراير قميصي وسألتني : فاكر لما كنت قاعدة كل شوية أتأمل فيك وإنت يومها حطيت وشك في الأرض ..أنا يومها كنت برسم صورتك لأن أمي كانت عايزه تعرف شكل الراجل إللي بنادي عليه بالليل وأنا نايمه ، مدت إيدها تاني ولمست شعري وقالت : أنا بحب شعرك كده منكوش ، وبعد ما ورتني الصورة إللي رسمتهالي تقريبا كده أنا قلت لها حاجه ، مش فاكر أنا قلت إيه ، لكن إللي فاكره إنها ردت عليا وقالت : كل الزملا شايفني بس مجرد حتة حلاوة لكن إنت الوحيد دايما كنت محسسني إني إنسانة.
بصراحة كده كل إللي أقدر أفتكره دلوقتي هو إني لما وشها قرب من وشي أوي إتهيألي إننا طرنا من الشباك ، أيوه طرنا زي العصافير ، كنت مرة أسبقها في الجو وكانت هي ترجع تسبقني ، وساعات كانت تخبطني بجناحها وتهرب ، ومرات كنت أشيلها علي جناحي وأحوم بيها شمال ويمين بس هي ماكانتش تخاف كانت تنقرني في راسي وتقولي أنا برضه ممكن أشيلك علي طرف جناحي وأطير.
حبيت البنت دي زي العصافير ما بتحب ، وآديني أهو كل يوم أقوم الصبح ألبس قميصي وأزرر زرايره في مكانها صح وأنكش شعري بالطريقة إللي هي بتحبها.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم حدث في زنزبار السنة إللي فاتت
- مجرد أسئلة
- المناصفة
- التفاحة
- الوطن الجمر
- مجرد رأي
- السودان
- غفوة عاشق
- الفأر السمين
- شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة
- الصنف الثالث
- أوهام وكوابيس
- ليلة سوداء في حياة امرأة
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة


المزيد.....




- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - أيوه أنا حبتها