|
الْفَقْر الْأَسْبَاب وَالنَّتَائِج
صالح لفتة
كاتب
(Saleh Lafta)
الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 12:06
المحور:
المجتمع المدني
يَعُد الْفَقْر مِنْ أَهُمْ الظَّوَاهِر الْاِجْتِمَاعِيَّة السَّيِّئَة الَّتِي تُصِيب الْكَثِير مِنَ الْمُجْتَمَعَات وَهُوَ عَدَم تَوَفُّر الْحَدّ الْاِدَّنَى مِنْ مُتَطَلِّبَات الْحَيَاة وَالْمَعِيشَة لِلْأَفْرَاد أَوْ الْأَسْر وَالْفَقْر يَنْتَشِر وَ يَكْثُر فِي الْمُجْتَمَعَات الَّتِي عَانَت وَيْلَات حُروب أَوْ كَوَارِث طَبِيعِيَّة او فِي الدُّوَل الَّتِي تُعَانِي مِنْ قِلَّة الثَّرْوَاتُ الطَّبِيعِيَّة اِخْتِلَاَف النَّاس بِمِقْدَار أَرْزَاقهمْ بِاِخْتِلَاَف طَرِيقَة تَعْلِيمهمْ او افكارهم او اِسْتِغْلَاَل الْفُرَص وَاِسْتِثْمَارهَا هِي سُنَّة الله الَّتِي حَكَمَت الْبَشَرِيَّة لَكِنَّ هُنَاكَ أَسْبَاب تَزِيد فِي اِنْتِشَار الْفَقْر وَالْمجَاعَة فِي الْمُجْتَمَعَات أَسَبَّابهَا بَشَرِيَّة يَمّكُنَّ السَّيْطَرَة عَلَيْهَا أَوْ تَقْليلهَا وَتَحْسِين مِنْ حَيَاة النَّاس فَالتَّوْزِيع الْعَادِل للثروات يُخَفِّف الْأَعْبَاء عَلَى الْفُقَرَاء وإيجاد فَرَصّ عَمَل وَتَوْسِيع بَرَامِج الْحِمَايَة الْاِجْتِمَاعِيَّة وَتَحْدِيد حَدّ اِدَّنَى لِلْأُجُور فَالْفَقْر لَيْسَ فَقَطُّ عَدَم وُجُود مَصْدَر دَخْل لِلْفَرْد وَإِنَّمَا قَدْ يَكُون مَصْدَر الدَّخْل غَيْر كَافِّيِّ للإيفاء بِمُتَطَلِّبَات الْحَيَاة الْفَقْر مُشَكَّلَة بِحَدّ ذاته لَكِنَّ الْمُشَكَّلَة الْأكْبَر بِمَا يُنْتِج عَنِ الْفَقْر مِنْ تَغْيِير بِالْأَفْكَار وَالسُّلُوكِيَات وَالْأَعْمَال وَمَا يُحْدِث مِنْ مَشَاكِل وآفات لَا تَسْتَطِيع أَكْثَر الدُّوَل اِسْتِقْرَارَا السَّيْطَرَة عَلَيْهَا مِنْ تَفَكُّك أُسْرِيِّ فِي الْمُجْتَمَعَات وَاِنْتِشَار الْجَرَائِم وَالْأَمْرَاض النَّفْسِيَّة مِنَ اِكْتِئَاب وَغَيْرهَا فَالْفَقِير يُشْعِر بِفُقْدَان ثِقَته بِالْمُجْتَمَع عُمُوما وَالدَّوْلَة خُصُوصًا وَلَا يُشْعِر بَعْدَ بِالْاِنْتِمَاء او الْمُوَاطِنَة لِلدَّوْلَة وَالْمُجْتَمَع الَّذِي يتركه يُعَانِي وَيُوَاجِه مَصِيرَة لِوَحْدَة وَلَا يَكْتَرِث بِأَمْوَال الآخرين الَّتِي بِنَظَرَة سَتَكُون مُبَاحَة لَمَّا يُعَانِيهِ مِنْ مَشَاكِل وَعَدَم اِهْتِمَام الآخرين بِحَالَة الاملاك الْعَامَة بِنَظَرَة سَتَكُون هَدَف لِجَرَائِمه لِأَنَّهَا لَمْ تَكُن يَوْمَا لمساعدتة وَلَمْ يَسْتَفِد مِنْهَا ابداً لَا يَهْتَمّ بِمَا يُعَانِيهِ الآخرين وَفُقْدَان الرَّغْبَة فِي الْحَيَاة خُصُوصًا بَعْدَ أَنْ تُغْلِق جَمِيع الْأَبْوَاب فِي وَجْهه وَ يَتَخَلَّى الْجَمِيعُ عَنْ مساعدتة وَعَدَم اِهْتِمَام الدَّوْلَة بِحَالَة عَنْ طَرِيق تَحْسِين وَضْعه وَمُسَاعَدَته وإيجاد فَرَصّ عَمَل لَهُ الْقَضَاء عَلَى الْفَقْر لَا يُتْم عَنْ طَرِيق كَثْرَة الْكَلَاَم وَالْبَرَامِج الَّتِي لَا تُنْتِج شَيْء لِصَالِح الْفُقَرَاء الْقَضَاء عَلَى الْفَقْر يَتِمّ عَنْ طَرِيق خَطْوَات كَثِيرَة تَكَوُّن الدَّوْلَة بِالْأَسَاس هِي الْمَسْؤُولَة عَنْهَا وَالْمَعْنِيَّة بِمُتَابَعَتهَا اِبْتِدَاءً مِنْ وَضْع قَاعِدَة بَيَانَات صَحِيحَة لِكُلّ مُوَاطِنِيهَا وَمِقْدَار دَخْلهمْ السَّنَوِيّ وَالشَّهْرِيِّ وَنَوْعِيَّة سَكَنهمْ وَتَعْلِيمهمْ ثُمَّ الشُّرُوع بإيجاد مَصْدَر دَخْل كَافِّيِّ عَنْ طَرِيق شَبَكَة الْحِمَايَة الْاِجْتِمَاعِيَّة تَحْفَظ كَرَامَة الْفَقِير ثُمَّ الْاِتِّجَاه لإيجاد فَرَصّ عَمَل مُنَاسَبَة لِلْأَشْخَاص تَتَوَافَق مَعَ تَعْلِيمهمْ واعمارهم ايضاً يَجِب أَنْ يَكُون هُنَاكَ تَوْزِيع عَادِل للثروات تَضَمُّن أَنْ تُقَلِّل الْفَوَارِق بَيْنَ الْمُوَاطِنِينَ وإيلاء الْاِهْتِمَام الْأكْبَر عَوَائِل الايتام وَكَبَارّ السِّنّ وَالْأَسْر الَّتِي تُعِيلهَا النِّسَاء الْقَضَاء ايضا عَلَى عُمَالَة الْأَطْفَال وَدَمَج هَؤُلَاءِ الْأَطْفَال فِي الْمُدَارِس لِيَكُونُوا أفْضَل حَالَا عِنْدَ الْكِبَر ان اِهْم الاسباب لِلْقَضَاء عَلَى الْفَقْر هُوَ الْعَمَل وَالنُّهُوض مِنْ تَحْتَ الرُّكَام وَتَرْك نَاتِج الْعَمَل هُوَ الَّذِي يَتَكَلَّم فَالْيَابَانَ وألمانيا مِثْلا خَرَجَتَا مَهْزُومَتَيْنِ مِنَ الْحَرْب الْعَالَمِيَّة الثَّانِيَة وَمُدَمِّرَتَيْنِ لَكِنَّ التَّخْطِيط السَّلِيم وَتَرْك الْخِلَاَفَات جَانِبا وَالْاِتِّجَاه إِلَى الْعَمَل جَعَلَهُمَا مِنْ أَقْوَى اِقْتِصَادَات الْعَالَم وَمَا تَمْتَلِكهُ الْبُلْدَان الْعَرَبِيَّة وَاِخْص بِالذِّكْر الْعِرَاق يَفْوَق مَا تَمْتَلِكهُ الْيَابَانُ او المانيا مِنْ ثَرْوَاتُ طَبِيعِيَّة وَعُقُول مُفَكِّرَة كَثِيرَة وَاِيدِي عَامِلَة شَابَّة لَهَا رَغْبَة كَبِيرَة فِي الْعَمَل تَجْعَل الْفُرْصَة سَانِحَة لِلتَّطَوُّر سَرِيعَا فِي حَال وُجُود الارادة الشَّعْبِيَّة وَالسِّيَاسِيَّة الَّتِي تُسَاعِد عَلَى ذَلِكَ
#صالح_لفتة (هاشتاغ)
Saleh_Lafta#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة الرجل الشرقي للمرأة
-
احتلال الكويت بداية الخراب
-
آمال تشرين
-
السلطة بين الفاشلين والناجحين
-
التقليد وأثره في المجتمع
-
لماذا لا يُستجاب لدعائنا
-
مقترحات
-
الدين بين الحقيقة والوراثة
-
امريكا الى زوال
-
سياسات العراق الخارجية
-
العراق ما بعد ثورة تشرين
-
سلطة العشيرة في العراق
-
من يُعيد لنا خصوصيتنا التي فقدناها
-
حشر الدين بكل شيء
-
المعارضة الشيعية العراقية في سطور
-
قراءة في مواقف الاخوان المسلمين
-
تقديس السياسيين
-
القدرة على الاقناع
-
الجيش المصري في خطر
-
رحيل سلطان صاحب خيمة صفوان
المزيد.....
-
منظمة الإنقاذ والإغاثة الإيرانية: 3 ساعات تفصلنا عن مكان نتو
...
-
اعتقال 19 طالبا بجامعة بنسلفانيا وبايدن يعد بسماع الطلاب
-
-الصف التعليمي-.. مبادرة تعيد أطفال غزة النازحين إلى مقاعد ا
...
-
المحامي مهدي زقروبة، عودة التعذيب بوجه قبيح وأكثر بشاعة
-
السودان والأراضي الفلسطينية بين أكثر الدول بعدد النازحين داخ
...
-
المتحدث باسم الحكومة:فرق الإغاثة تواصل عملها ضمن الظروف الجو
...
-
شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين
...
-
الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في -جرائم حرب كثيرة- في غزة
-
مفوض الأونروا: المساعدات تصل بـ القطارة إلى قطاع غزة
-
برنامج الأغذية العالمي: نحتاج وصولا آمنا للمساعدات لمنع المج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|