رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 14:36
المحور:
الادب والفن
انتشرت الومضة مع عصر النت والسرعة اكثر من السابق، وأخذت مكانها في الأدب، فأصبحت تستخدم من قبل من يستطيع اتقنها، فرغم بساطتها وصغير حجمها، إلا أنها تحتاج إلى مقدرات خاصة، تتمثل في التكثيف والاختزال، وربط الفكرة بألفاظ معينة، وإيجاد طريقة تقديم تتناسب وطبيعة الومضة، جمالية الومضة التي قدمها "أحمد خلف نشمي" تكمن في البداية العادية والبسيطة التي تتماثل ع حالة الفقراء: "فقراء، عراة، حفاة، ممزقة ثيابهم" وكلنا يعلم أن لفظ إخراج حرف التاء المربطة والهاء، يخرج من الداخل الصدر ويعطي للسامع معنى الألم، وهنا يكون الشاعر قد استخدم ألفاظا تعطي معنى الألم والوجع حتى لو لم نأخذ بمعنى الألفاظ المستخدمة.
ثم ينقلنا إلى لفظ جديد "يجري" والذي يلفظ فيه حرف الجيم وكأنه سكين يحز بها هؤلاء الفقراء، وكان يمكن أن تنتهي الومضة عند "أينما حلوا" حيث ان الفكرة وصلت من خلال المعنى وطريقة لفظ الكلمة.
المقطع الأخير جاء بصورة حكمة تكشف حقيقة ما يجري على الأرض تجاه الفقراء، وهي تكشف ما أراده الشاعر في الومضة، وهذا الكشف يشير إلى انفعال الشاعر وتوحده مع قضايا الفقراء، بحيث لم يقدر/يقبل على أن يكون شاعرا مخلصا للشاعر فقط، ـ لو لم يضع المقطع الأخير ـ بل أراد أن يكون منحازا للفقراء، من هنا ادخل القسم الأخير على القصيدة (عنوة)، ليس بصفته كشاعر بل بصفته إنسان.
" ( هكذا الفقراء )
هكذا الفقراء
عراة...حفاة
ممزقة ثيابهم
يجري العوز عليهم
أينما حلوا
فمن لم يكن غنيا
حين تعده
فما له من نصيب
يرجى فيعتزل ............."
الومضة منشورة على موقف مؤسسة دار العرب للثقافة والفنون.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟