|
أُمنِياتٌ مُؤجَلة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 20:49
المحور:
كتابات ساخرة
اُمنِياتٌ مُؤجَلة امين يونس إتفقنا أنا وصديقي حمكو ، أن نبدأ يومنا بإبتسامةٍ تفتحُ باب التفاؤل أو ضحكةٍ تشرح القلب ، لوقف مَد الكآبةِ وكسر حاجز السوداوية .. وعادةً ما أفتح اليوتيوب صباحاً ، لأستمتع ب " لقطات مُضحِكة " . جاءني حمكو قائلاً : إليكَ نُكتةً طازجة . فقاطَعْتهُ : أكيد أنها " بايخة " كالعادة ! . قالَ مُعترِضاً : إنتظر حتى تسمعها يارجُل ، لماذا أنت هكذا .. هل تستمتع بإحباطي ؟ قلت : هات ماعندك . قال : سألوا شخصاً : ماهي اُمنِيتُك في الحياة ؟ أجابَ : أن يكون راتبي الشهري عشرون ألف دولار . مثل أبي . قالوا : واو .. هل أبوك راتبه عشرين ألف دولار ؟ أجاب : كلا . انها أمنيته في الحياة !. أطلقَ حمكو ضحكةً مُجلجلة وقالَ مارأيك ؟ قُلت كي أغيضه : أنها نُكتةٌ مُبكِية . لم يُلقِ حمكو بالاً لملاحظتي وإستمرَ في القهقهة ... وقال : أتدري ما يضحكني ؟ سألوا شاباً : كيفَ تتمنى أن تعيش ؟ أجاب : أتمنى أن أعيشَ سعيداً وفي وطنٍ حُر . مثل جّدي ومثل والدي أيضاً . قالوا وعلامات التعجُب واضحة على محياهم : واو .. وهل كان جدك ووالدك سعيدَين ويعيشان في وطنٍ حُر ؟! قال الشاب بحسرةٍ واضحة : كلا . ولكن كانت هذهِ أمنيتهما . قلتُ لحمكو : اُكّرِر ماقلته سابقاً ... أن نُكتتك مُحزِنة أكثر منها مُفرِحة ، وتُثير المواجِع والذكريات .. بل هي جزئياً وكأنما تتحدث عن أي واحدٍ مِنّا نحن الناس العاديين . فخُذ مثلاً .. لو سألتَ إبنكَ عن أعظم ما يطمح إليه ؟ فأنه سيجيبك : الأمان وضمان مُستقبل أطفالي . مثل أبي وجدي . وعندما تسأله : هل كان أبوك وجدك يعيشان في أمان ومستقبلهم مضمون ؟ سيجيب : كلا . بل كانت تلك أمنيتهما . نعم ياصاحبي .. لا أدري هل هي لعنة سماوية أو أننا لا نستحق أن نعيش مثل بقية البشر . هل نحنُ متخلفون أباً عن جد وليسَ لنا أي أمَل ؟ أم ان أولي الأمر هم الذين يتحملون المسؤولية ؟ ماذا أقول لك ياحمكو ... خُذ المرحوم والدك مثلاً ، لم يكُن لامُبالياً ولا كان شخصاً سلبياً ، بل إشترك بإخلاص في الحراك السياسي في ذلك الزمان ، ودافع بضراوة عن مايُؤمِن بهِ ، ودفع ثمناً غالياً من حُريته .. فدخل السجون وعانى من المُلاحقةِ والحصار والإبعاد ، وتحملتُم أنتُم أي عائلته ، الكثير من المصاعب والمشاكِل . وحتى أنتَ ، ومع إختلاف الظروف وتبدُل الأوضاع ، لم تُقّصِر في مُحاولة السَير على نهج المرحوم والدك والإهتمام بالشأن العام ( ورغم أنك مجنونٌ نوعاً ما ، ولا أريد أن أمدحك ) فأنك تميلُ نحو العدالة والخير والدفاع عن المظلومين وتُحاوِل ان لاتنخرط كثيراً في الفساد المُستشري ! . لكنك في الواقع العملي ، مثل المرحوم والدك ، لم تستطِع أن تُحّقِق شيئاً يُذكَر لأولادك وبناتك .. وأورثتهم تلك " الأُمنيات " العتيدة في الأمان وضمان المستقبل . ولهذا فأن إبنك أيضاً ( مع الأخذ بنظر الإعتبار ، الفرق في الزمن وإختلاف الأجيال ) مازال يحلم بنفس الأمنيات . يقول طيب الذكر أرنستو تشي جيفارا :[ مَنْ يقتُلك .. ليسَ مَنْ يطلق عليك رصاصة . بل مَنْ يقتل أحلامَك ] .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
براءةٌ وحُسنُ نِيّة
-
تعبنا ومللنا من الحروب
-
أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها
-
هَلْ مِنْ مُجيب ؟
-
اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟
-
حمكو والسُعال
-
ش / ع / ن
-
ال PKK في الأقليم .. وجهة نَظَر
-
لحمٌ وبصل ... وأحكامٌ مُسبَقة
-
تحضيرٌ ... وإرتِجال
-
توقُعات حمكو
-
إنطباعات حمكو عن 2018
-
مَصالِح الأحزاب ومصالِح الشعب
-
حول زيارة ترامب إلى العراق
-
أمورهُ ماشِية
-
اليوم العالمي للتضامُن الإنساني
-
هل للعِراق سِيادة ؟
-
قَبلَ .. وبَعدَ
-
حمكو والمزاج الرائِق
-
حمكو و .. الإصلاح
المزيد.....
-
فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
-
من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت
...
-
تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف
...
-
قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع
...
-
-روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
-
تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
-
الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت
...
-
مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
-
أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and
...
-
“سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|