أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض














المزيد.....

أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
جعفر المظفر
في جلسة الإستماع أمام اللجنة المكلفة بإستجواب أبرز رموز الإدارة الأمريكية الأوبامية رأيت الثلاثي (وزيري الدفاع والخارجية ومعهم جنرال الأربع نجوم ديمسي قائد الأركان) في موقع يبعث على الأسى ويستحق العطف وذلك في جلسة التحقيق التي إنعقدت لمعرفة فيما إذا كان الموقف العسكري الأمريكي على الأرض في كلا الساحتين العراقية والسورية يسمح ويستدعي تدخلا واسعا يجري بمباركة الكونغرس نفسه.
أستطيع ان اقول إنني مهتم بمتابعة جلسات كهذه منذ أن راح الكونغرس الأمريكي يحقق في العام الذي سبق الإحتلال الأمريكي للعراق مع مسؤولين أمريكيين لمعرفة ما إذا كان رأس النظام العراقي السابق قد اينع وحان قطافه, وكنت حينها في زيارة لإبنتي التي كانت تواصل دراستها من أجل الحصول على ممارسة الطب في أمريكا. ويوم عدت إلى العراق بعد تلك الزيارة القصيرة أتذكر إنني قلت لكثير من معارفي أن القرار بغزو العراق قد تم إتخاذه فعليا.
ثمة كثير من الذي يمكن قوله عن تلك المرحلة, لكن ما دمنا في موضوعة جلسات الإستماع تلك أستطيع أن أقول أنه كان بإمكان المتابع لها أن يخرج بنتيجة تقدم له نموذجا مبسطا للهزيمة العسكرية والسياسية الأمريكية وخاصة في العراق, ففي وجوه القادة السياسيين والعسكريين الثلاثة كان يمكن قراءة مدى العجز والخيبة التي تعانيها أمريكا نتيجة سياساتها الكارثية في المنطقة, إذ أن ثلاثتهم أجمعوا على أن أمريكا باتت تخشى على جنودها في العراق, لو أنهم ذهبوا إلى هناك, من خطر فتك الميليشيات العراقية المدعومة من إيران مما يجعلهم بين فكي كماشة, فهناك داعش من جهة وتلك الميليشات من جهة أخرى.
إذا وضعنا صورة الإجتماعين, ذلك الذي جرى قبل عام من الإحتلال وذلك الذي إنعقد قبل عامين, في مشهد واحد ثابت, ثم رحنا نتمعن في الوجوه والأقوال, ونتفحص الصورتين معا لنركب منها المشهد الأخير فسوف لن نواجه صعوبة في رؤية كيف يمكن لإمبراطورية طويلة عريضة تصول وتجول في البحر والجو والفضاء بسفنها وطائراتها ومركبتها الفضائية ثم ترى نفسها وقد باتت عاجزة تماما عن أن تضع قدما لها على الأرض.
لنضع جانبا نظرية المؤامرة, تلك التي يذهب أصحابها مباشرة للتأكيد على أن الوضع في العراق وما يحيطه هو نتيجة تآمر أمريكي فارسي مشترك ضد العرب والعروبة, ولنفترض أن الدمار الشامل الذي حصل للمنطقة لم يكن مقصودا بالمرة , بل أنه كان نتيجة لهفوات سياسية ليس إلا, فسيعطينا نحن, الطارئون على السياسة, والذين ينظر إليهم عباقرة (الثنك تانك) الأمريكان من أطراف أنوفهم, حق السخرية منهم جميعا, كونغرسا ووزراء خارجية ودفاع ورؤساء أركان وسادة للبيت الأبيض, وذلك لأنهم كانوا جميعا مسؤولين عن تحويل أمريكا إلى مخلوق فضائي يستطيع أن يطير لا أن يسير, وتحويلنا على الطريق نفسه إلى بلد ممزق وشعب تائه مهجر يتقاسمه الإرهاب من جهة والميليشيات الطائفية من جهة أخرى ومعهما سياسيون إتقنوا جيدا لعبة الصيد في المياه الضحلة الآسنة.
ليس أوباما وحده من يتحمل مسؤولية ما آل إليه الوضع الأمريكي على أرض العراق وسوريا, أو ذلك الذي كاد, لولا رحمة ربك, أن يكون عليه وضع مصر على يد الأخوان, فالجمهوريون بقيادة بوش الإبن كانوا رواد الفضاء الحقيقين يوم تصوروا أن مجرد ذكرهم لعبارة (مشن أكومبليشد) على الطريقة الهوليوودية سوف تجعلهم سادة للعالم. لكن كل ما فعلوه بعد أن إقتلعوا الدولة العراقية برمتها وليس النظام الصدامي لوحده, أنهم أكدوا على أنهم رواد فضاء لا رواد أرض.
هكذا بدت لي صورة أمريكا يوم شاهدت جلسة الإستماع الأخيرة, مثل رجل مهووس بالسكن في الطابق الأعلى من ناطحة سحاب لأنه مغرم بالنظر للعالم من فوق, ثم حينما أفاق ذات صباح وأراد النزول إلى الطابق الأرضي فقد وجد هناك من أخبره أن زر المصعد الكهربائي هو تماما في الطابق الأرضي وبيد بواب إسمه سليماني.
وسليماني هذا ربما لا يتقن فن التحليق في الفضاء لكنه بكل تأكيد خبير بفن المشي على الأرض.
وفي الصراع بين الإمبراطوريات القديمة المتجددة والإمبراطوريات الجديدة المتطايرة .. الفوز لمن يتقن فن المشي على الأرض لا من يتقن فن التحليق في الفضاء



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط
- بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث


المزيد.....




- -كل شيء في كبسولة واحدة-.. هكذا تقدم سريلانكا تجارب لا تنسى ...
- ولي عهد السعودية ومحمود عباس والسيسي وملكا الأردن والبحرين.. ...
- المعارضة الهندية تتهم مودي بتأجيج توترات طائفية
- -كغزل البنات-.. عالمي مغربي يكتشف كوكبا رقيقا وخفيفا جدا!
- نقطة حوار - ما أثر الخلاف بين نتنياهو وغالانت على مجرى الحرب ...
- حالة غير طبيعية لنفوق النمور في حديقة للحياة البرية شرق الصي ...
- 15 دولة أوروبية تقترح -وسائل جديدة- لمنع الهجرة غير النظامية ...
- الأمن الكويتي يضبط متهما بـ-الانضمام لجماعة محظورة- خططت لأع ...
- فرنسا تنشئ جسرا جويا إلى كاليدونيا الجديدة على خلفية أعمال ا ...
- باكو تعلق على اتهامات باريس حول تورطها في أعمال العنف في كال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض