أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ( مع ملحق تطبيقي)















المزيد.....

في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ( مع ملحق تطبيقي)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تخيلان وهميان، غلبا على التصورات والافكار في المنطقة المعروفة بالعربية في العصر الحديث، تصور يذهب الى استعادة الماضي واستحضاره بحذافيره راهنا، واخر مقابل يرى ان الدخول في العصر يعني الانتقال اليه كليا، والتصوران ايديلوجيان لايمتان الى الواقع المعيش، الا بما تكرسه طبيعة البنية التاريخية التصورية في هذه المنطقة، باعتبار انها منطقة تغلب فيها العقيدة على حكم الواقع، والالهام والحس بدل العلة والعقلانية. بما يخص العالم الايديلوجي الثاني، ابدى الحداثيون قصورا تكوينا تاتى من اصل مقاربتهم العقلية لظاهرة الغرب الحديث والالتحاق به، ففاتهم ان يتساءلوا: "هل نحن في لحظة تأثر بالغرب ووقوع تحت سطوته واثره، ام اننا قد غدونا جزءا منه من هنا وصاعدا؟" اي اننا دخلنا طورا في التاريخ، لامكان فيه لماضينا او لخاصيات تاريخنا الطويل المديد، و صرنا محكومين الى "الصراع الطبقي"، ومخطط "المادية التاريخية" المتجه الى الثورة وانتهاء الطبقات، وزوال الدولة، وقيام نظام اجتماعي عادل، مساواتي، هو بالاحرى حتمية العصر.
هذا النمط من التفكير كما تبنته الشيوعية المستعارة، كان من شأنه إظهار فداحة خاصية لازمت تاريخنا، على طوله، وتعاقب دوراته، وتوالي حقبه، بحيث جعلت منه ظاهرة غير مدركة، ومفتقدة للاليات ووجودها وعملها، وهذا ليس بالحال الفريد، فالبشرية بعمومها تمر ومرت بفترات، يكون التاريخ فيها قصص ابطال وحكايات ملوك واحوالهم وشؤونهم، وفي اوربا لم تحدث القفزة الى الرؤية التاريخية العليه والسببية وصولا الى القانون، الا في العصور الحديثة، ويعود لماركس انه وضع نظرية في "الصراع الطبقي" كمحرك للتاريخ و"المادية التاريخية" كرواية مسببة لمخطط التحولات والانتقالات عبر الحقب والمراحل التاريخية، مع ان هذا الشكل من النظر الى التاريخ، وجد قبله، وظل مشتتا مبعثرا، الى ان جاء هو ونقله الى الصيغة المتكاملة التي اصبحنا نعرفها.
كذلك فان علم الاجتماع لم يظهر الا في اوقات قريبة، وهو احدث العلوم التي تبلورت في التاريخ عند اواخر القرن التاسع عشر، غير ان المشكلة هنا هي ايماننا نحن، وبالذات من تبنوا الماركسية، بان "الصراع الطبقي" و"المادية التاريخية" صالحان لكل مكان، ويمكن تطبيقهما على التاريخ البشري برمته، ففي هذا الصنف من العلاقة بالنظرية الماركسية، يتحول الانتماء لها الى نوع من "الايمان الديني" مارسه الشيوعية عندنا، وكانها تؤمن باية عقيدة من العقائد الايمانية التي عرفتها هذه المنطقة من قبل.
والمؤكد ان العراق والمنطقة عاشا في العصور الحاضره، بلا حاضر، فالحاضر كان ومايزال مصادرا من الماضي، ومن الحاضر الاوربي المستعار، اما المعاش وسيروراته وحقائقه، فلا وجود له، والذين عاشوا في هذه المنطقة في العصور الحديثة، عاشوا ومازالوا خارج الواقع، في عالم اصطنعوه وتخيلوه افتراضيا، واليوم في العراق مثلا، اذا سال المرء اين هي "المادية التاريخية"، واين الطبقات وصراعها، والبرجوازية والبرجوازية الصغيرة، واين "الطبقة العاملة" التي كانت البرامج والمخططات ترسم لها، والاحداث تفسر بضوئها، والمصائر ترهن في ضوئها وعلى اساسها.
الأكيد حسب النتائج التي نعيشها، ان هذه المخططات والبرامج لم يكن لها اي حضور، وان القوانين المفترضة عن "الصراع الطبقي" وفعل آلياتها، لم تكن فاعله، في حين لعبت عوامل واليات اخرى الدور الاساس في التاريخ العراقي الحديث، وعينت وجهته، ومنحته طابعه العام والخاص، وان المهمة التي لم تعد قابلة للتاجيل، ولا يجوز الهرب منها، تتركز اليوم وتنصب على اكتشاف تلك المحركات والقوانين، فهل المنطقة وـ العراق محور حديثناـ ياترى خارج القوانين المسماة بتبسيط وابتسار ايديلوجي، "علمية"؟ واذا كان الأمر كذلك، فماهي القوانين التي تحكم تاريخنا ؟ وهل ثمة آليات من هذا النوع موجودة داخل هذا التاريخ لم تكتشف في الماضي، وصار لابد من اكتشافها كما اكتشف الغرب وماركس خاصيات تاريخه وآلياته، وسبب دينامياتها، كما وجدت في "الصراع الطبقي"؟ هذه الاسئله تبدو غير مقبولة بالمطلق، والشيوعيون الاستعاريون يرفضونها رفضا قاطعا، كدليل على نزعتهم الايمانية الدينية، ولاعقلانيتهم، ورفضهم الاحتكام للواقع والتجربة التي آل اليها التاريخ الحديث.
الا ان المنطق والعقل، صار اليوم يجيز، لابل يحتم هذا النوع من الاسئلة، اولا لان ليس في المعرفة والعلم محرمات، او تابوات، الا عند اصحاب الايمانات والعقائد المطلقة، وهنا كما نعتقد، يكمن اول فرق اساسي وجوهري بين شيوعية الاستعارة التي تترجم حرفيا بايمانية، وبين المشاعية التاريخية الواقعية، حيث الاحرى ان نجيب على الاسئلة التي سبق ونوهنا بها، من مثل تكرار ظاهرة التعبيرات المساواتية التشاركية في الدورات الحضارية العراقية الاولى والثانية، مايدفعنا للسؤال: لماذا؟ وما السبب؟ وما المحرك الكامن في تاريخ هذا المكان بحيث يجعله يكرر انتاج اشتراكية مساواتية؟
الاجابة التي توصلنا لها وعرضناها كمقدمات نظرية في كتب صدرت منذ عام 2008 تنحو هذا المنحى، وتطمح لتاسيس قاعدة تصور تاريخي تفسر هذا المظهر الحيوي، ابتداء من كتاب "ارضوتوبيا العراق وانقلاب التاريخ" 460 ص / دار الانتشار العربي/ بيروت. و"تجديد النبوة والثورة الكونية الكبرى الاتية من جهة العراق" صدر في بغداد 2011 و "انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/ 1968 : 45 عاما ومايزال القتال مستمرا" عن دار ميسوبوتاميا العراقية / بغداد، ففي هذه الكتب ومقالات عديدة، ينتقل النظر الى التاريخ العراقي وتاريخ المنطقة من العقيدة الالهامية الى القراءة العلية، ومن التقديس للصوت العلوي، الى العوامل المعيشة، والعناصر المحركة، والديناميات.
يعني ذلك ان طورا من المشاعية "الشيوعية" التشاركية قد بدا، وان مابعد الاستعارة، اصبح من هنا وصاعدا هو المرشح للتغلب وينبغي انتظار سيادته على الوعي بين التشاركيين العراقيين، ومع ان هذا الطريق مازال في بداياته، الاانه قطع شوطا مهما، وينتظرالانتقال اللاحق من الدعوة النظرية الى التطبيق والإنتشار، حيث اهم ركيزة ينظر من خلالها التشاركيون من غير الاستعاريين في المحور التاريخي هي اعتماد مبدا "الصراع المجتمعي" اي مابين مجتمعات، مكان "الصراع الطبقي" الذي هو من خاصيات التاريخ الاوربي، وتاريخ مجتمعات "الملكية الخاصة"، ففي العراق توفرت منذ بدء الحضارة، شروط تشكل مجتمعين متعايشين داخل كيان واحد، متعارضين ومتناقضين كليا، بنية وكينونة ومفاهيما، الاول مجتمع "لادولة" يقوم في الجنوب في ارض السواد، ومجتمع دولة قاهرة متسلطة موقعها شمالا، وتركب فوق المشاعات المحاربة المنتجة، وهذا الصراع يبقى بلا حل، ويتكرر في دورات عرف منها ثلاث حتى الان، وهو من مسببات ظاهرة انهيار البنية الحضارية، والوقوع في "الانقطاع الحضاري" الذي تكررلمرتين، بعد انهيار بابل لحين الفتح الاسلامي، وبعد سقوط بغداد عام 1258 حتى القرن السابع عشر.
هذا الكيان طابعه وتجلياته كونية، وهو مصدر الفعاليه الحضارية الكونية الوحيد في محيطه، وسط كيانات وحضارات محلية. ومثل هذه التعيينات الاجماليه تطابق نمطا من التاريخ تحكمه بنية خاصة واستثنائية، تتجلى على مستوى"الكيان" بخصوصية خارجه عن مفهوم الدولة الواحدة العادي، او النمو الواحد لمجتمع متماثل، فكيان العراق تحكمه التباينات "التضاريسو ـ اجتماعية"، وآلياته تحتم اشكالا امبراطورية، من تجليات الدولة، على المستوى الأعلى القاهر ( قامت في التاريخ العراقي ست امبراطوريات/ وظهرت هنا اول رؤية كونية حية الى الوقت الحاضر، هي الابراهيمة).
كل هذا ياخذنا لحقبة/ مابعد الماركسية ـ اللينينة/، بينما ينفتح السبيل نحو نموذج جديد من المنظور التشاركي على المستويين النظري والعملي، الارجح انه اصبح قريبا من الدخول الى الحياة، ولاعطاء ماتبقى من هياكل باهته للتشاركية بصيغتها الاستعارية، فرصة تجدد تاريخية ونوعيه.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق


المزيد.....




- بعد رحيل رئيسي.. إجراءات تضمن ثوابت سياسة إيران الخارجية
- قصف أوكراني يستهدف أحياء بيلغورود
- عالجوها بعقار باهظ الثمن.. إنقاذ فتاة مصرية حاولت وضع حد لحي ...
- رفع راية الحزن السوداء على أكبر سارية في إيران تكريما لذكرى ...
- محامي مضيفة الطيران التونسية.. أميرة كانت تحت تأثير سحر أسود ...
- غضب إسرائيلي بعد إعلان الجنائية الدولية
- زاخاروفا: التصريحات الأمريكية حول قرار الجنائية الدولية تشبه ...
- شاهد.. القسام تستهدف مروحية أباتشي بصاروخ سام 7 وتقنص جنديا ...
- حزب الله يشن عددا من الهجمات على مواقع إسرائيلية
- لامركزيّة الكهرباء


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ( مع ملحق تطبيقي)