أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - من وحي ليلة أمس














المزيد.....

من وحي ليلة أمس


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 14:33
المحور: سيرة ذاتية
    


نزل عليّ الوحي أمس بالتفاتتين، تخص الاولى مقولة الثقافة، ليلة أمس آمنت أن مقولة الثقافة مقولة بائسة، كاذبة، وأنها تشارك بمؤسساتها، أعني المؤسسات الثقافية، بقية المؤسسات في الانتهازية، واللصوصية، والهزالة، والخسة، والقبح. المؤسسة الدينية، والمؤسسة الاجتماعية، والمؤسسة السياسية وتنظيماتها الحركية واحزابها وايديولوجياتها من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، والمؤسسة الاعلامية، والمؤسسة الادبية بندواتها وصالوناتها، والقاسم المشترك بين الجميع، اقنعة الزيف، وبريق العناوين وتفاهة المضمون.
كم من تافه وتافهة يخرجون على الشاشة ويلوكون بهذه المقولة، ويضيفون اليها بعض المصطلحات، كم من تافه وتافهة يتكئون على المقاهي والصالونات التي تضاف اليها كلمة الثقافية، ويبدأون بدروشتهم السخيفة، وتمثيلهم المخزي.
يكفي مقولة الثقافة ومؤسساتها، خسة وكذبا وعهراً، أن يتمكشخ من لا يجيدون سوى التمثيل، يتمكشخون بها على من يسمونهم ازدراء بهم، بسطاء الناس، الساذجين، وقد يذهبون في قبحهم الى أكثر من ذلك، فيصفونهم بالجهل والتخلف، لأنهم لا يحفظون أسماء الكتب وكتّابها، ولا أسماء المجلات الدورية، ولا يحفظون النظريات ومنظريها.
يكفي هذه المقولة اللئيمة، شرا وقبحا، أنها كانت وما تزال وستظل، أداة لخداع الناس الانسانويين، أهل الريف، صافي النفوس، انقياء السريرة، الذين يبجلون أهل القوط واربطة العنق، لانهم خدعوا بأن المثقفين ( خوش ناس ويفتهمون)، ويهزون برؤوسهم موافقة لكل ما يقوله المثقفون، المتمكشخون.
يكفي هذه المقولة التافهة، والظالمة في الوقت نفسه، هي ومؤسساتها، شرا وسوءا أنها من وسائل خداع الناس واستغلالهم، والإثراء باسمهم، وباسم معاناتهم وهمومهم، وتوفير الارصدة في البنوك واقتناء الفاخر من السيارات، والدياحة في ما لذ وطاب من دول المنتجعات والمتنزهات والخصور اللدنة، والنبيذ الاصلي.
يكفيهما – المقولة ومؤسساتها – ان ادعاءها لا يكلف المرء سوى الهذر، بضعة مصطلحات، وقاط جديد ورباط منسق مع السترة، والى جلستين او ثلاث في مقهى رخيته، او الشابندر، ثم ظهورين او ثلاثة في شاشات الفضائيات التي لم يعد أسخف منها، وإذا بالتافه والتافهة قد اصبحا مثقفين.
يكفي هذه المقولة ومؤسساتها فشلا انها لم تصلح من خراب العراق شيئا، بل كانت على مدى الطريق، من وسائل الحكام الطغاة في التسلط على ما تبقيه من رقاب الناس، سيوفُ الحد الشرعي تارة، وسيف الخليفة والأمير والوالي تارة أخرى، وسيوف فدائيي صدام تارة رابعة، وسيوف المؤمنين من القاعدة وداعش وغيرها من عَفني العالم هذه الايام تارة ثالثة، وسيوف جيش مقتدى او المهدي وأجنحته وميليشاته الاخرى خامسة، ومفخخات طهران والرياض وغيرهما سادسة.
يكفي هذه المقولة ومؤسساتها ضحالة وسفالة، انها تحرق الانسانية في نفس من يخدع بهما، فيشتغل فيهما، تحرق فيه براءة الاحساس وعفوية الشعور والتصرف، وطهر الخاطر ونقاء السريرة، تقتل الانسان في داخله، وتحوله الى مجرد آلة ناطقة لا تجيد سوى الاتساخ بكثرة الكلام، يموت منه كل شيء إلا فمه.

هذه المقولة ومؤسساتها، من منتجات المدينة، مدينة الشوارع المعبدة وأعمدة الكهرباء، التي كثيرا ما استعملت في زمن الضرورة السنية لاغراض اخرى غير ايصال التيار الكهربائي، وهي عدام الناس، وتستعمل اليوم أيضا لاغراض اخرى كذلك، ليست الاعدام أيضا، انها تعليق صور المرشحين للانتخابات، انتخابات مجالس المحافظات وانتخابات مجلس النواب.
وكما أن هذه المقولة من منتجات مدن الاسفلت، التي قلت عنه شيئا في مقال سابق، فإن العشائر والعشائريات والقبائل والقبليات، من منتجات الصحراء، بكل ما فيها من غلظة قلوب، وجلافة نفوس، ووعورة أسلوب وتعامل، وأنا وأمثالي مطاردون، محاصرون بين هاتين الحياتين الشائنتين المشينتين، نكاد نموت انسحاقا تحت أحذية المؤسستين، المدينة، والصحراء، وأعيينا تظل شاخصة الى الريف، الى الحياة، والى الانسانية العذراء، حتى الحيوانات في الريف تحيا حياة إنسانية.
أما الالتفاتة الثانية التي نزل عليّ بها الوحي أمس، فهي السينما الهندية، والمقدار الكبير من الحميمة والانسانية المعروض في الافلام واحداثها وشخوصها، ليست السينما الهندية الا جانبا واحدا من جوانب كثيرة تمثل بمجملها ملامح الحضارة الهندية، والنمط الحضاري الذي يتشعب من الأس والاصل لينحدر كمياه ينابيع الجبال الى السينما، والى الموسيقى بشكل كبير وواضح.
حين تكون الحضارة ناجحة ورائعة متسمة بالرقي والنبل والإنسانية، ينعكس ذلك في كل ما تنتجه هذا الحضارة، التفتتُ الى كثرة ألوان الملابس والأزياء التي ترتديها الممثلات الهنديات، والى الاهتمام الكبير بالقضايا الاجتماعية التي تتسم بأبعاد إنسانية مشبعة بالرومانسية والرقة والشاعرية، مع جودة في التمثيل وتقنيات الصورة والصوت، واحتواء الفيلم على الكثير من المشاهد التي توثق للفلكلور الشعبي الهندي في الازياء والرقصات، والطقوس التعبدية والتأملية، في بلد زاخر بالاديان والمعتقدات، في بلد ذي عمق حضاري فاعل وشديد الحضور في الحياة اليومية الهندية. هذا فضلا عن رقي الحضارة الموسيقى الهندية التي تحتاج الى عدة مقالات ودراسات مختصة بها.
وباختصار، وجدت في السينما الهندية أكثر من ضالة لي ابحث عنها، توثيق تفاصيل القضايا الاجتماعية، والاهتمام الكبير بالجانب الروحي، والهروب من الواقع العراقي اليومي.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - في مفترق عامين-
- ثائر ضد الإسفلت
- منير بشير ليس عربيا
- حنين الى الريف
- رمتني بالطائفية وانسلت
- شيعة العراق.. طائفيون بلا فائدة
- الفرد والدولة العراقيان .. لمحات في التاريخين.. قبل 2003 وبع ...
- النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير
- عبدت العقل .. فتأنسنت
- دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟
- الزمن الموسيقي وكيفية تطبيق التمارين عليه
- بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة
- براءتي من الطائفتين العظيمتين
- أزمة التنظير في بعدها البروليتاري


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين الرواني - من وحي ليلة أمس