أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟














المزيد.....

دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 20:34
المحور: الادب والفن
    



منذ أن وضعت خطوتي الاولى على طريق الموسيقى، وكان ذلك في 1-11-2012، حين ابتعت أول عود، وفي خاطري أفكار كثيرة تجول ونقاشات على شكل مونولوج داخلي وحوارات وأجوبة واعتراضات على الاجوبة، بشأن الموسيقى ودراستها وتعلم الآلة التي كانت بحسب اختياري العود، ثم قررت أن ادخل معه التشيلو ضمن منهجي في التعلم الموسيقي، وكان من أبرز تلك النزاعات الداخلية في نفسي هي مسألة الموسيقى من الناحيتين: الموسيقى كعلم، بما تتضمنه العلوم الموسيقية الاوروبية من نظريات وقوالب وبحوث في تأثير الموسيقى السيكولوجي، ودراسات التفضيل الفني، وعن كيفية تأليف النصوص الموسيقية وتوزيعها، الى آخره مما يتصل بالبحث الموسيقي النظري، الذي يتناول أيضا في جملة ما يتناول تاريخ الموسيقى وجذورها والآلات القديمة في الحضارات الشرقية والغربية، والناحية الثانية، هي الجانب التطبيقي في الموسيقى بما يتضمن من اتقان العزف على الآلة وتقنيات العزف والاساليب العزفية، مرورا بأنماط الموسيقى المقدمة بالآلة وصولاً الى تقييم المنتج الموسيقي من حيث تقديمه على شكل موسيقى انفرادية ( ميوزك صولو music sollo).
سبب النقاش الذي لا أكتم أنه ربما اتسم بدرجات خفيفة من القلق أحيانا، هو ما شاع في أدبيات البحوث الفكرية والعلمية الشرقية عموما والعراقية على وجه الخصوص من الإحساس بعقدة النقص من التبعية الفكرية لكل ما هو اوروبي، التبعية والتقليد اللذين صارا سبة على الباحث او المفكر، وصار الاتصاف بهما تهمة تحط من قيمة أي منجز علمي بحثي، او فكري تنظيري يطرحه باحث من البيئة العربية عامة، أو العراقي خاصة.
ليس من صعوبة أبدا في انتقال هذا الاحساس بالنقص من جانب القراءة والفكر والادب، الى جانب الموسيقى، بل يزيد من سهولة هذا الانتقال أمر شخصي قررته مع نفسي وهو: أن أستمع الى جميع موسيقات العالم، العراقية، ثم العربية ثم الآسيوية دولة دولة، وهكذا الافريقية والاوروبية، والامريكتين الجنوبيتين والقارة الاسترالية، وقد بدأت الفعل بجدول استماع يومي، خصصته هذا الاسبوع للموسيقيار الروسي الكبير تشايكوفيسكي.
بعد ثلاثة اشهر او اربعة، من دخولي عالم الموسيقى، عرفت انه لا بد لي من تعلم العزف على آلة التشيلو او الفيولونسيل، كان اتقان الشريف محيي الدين حيدر العزف على التشيلو سببا رئيسا من اسباب شهرته عالميا، وبغض النظر عن فائدة الشهرة التي لا افكر بها مطلقا، توجد فائدة أعظم وهي ما ابحث عنه، الا وهي اتقان العزف على آلة العود بأعلى المستويات، لم يكن ما عزفه الشريف محيي الدين على التشيلو من مؤلفات وقطع موسيقية وسوناتات لكل من ( لوكاتيلي - سانت سايني - سباستيان باخ - بوبر - ورافيل) أمام مفكرين عالميين وموسيقيين كبار أمثال كريسلر، هايفتز، والبروفسور أوير، إضافة الى البيانيست العالمي المشهور آل – غودوسكي، هو الذي أثار اعجابهم وادهشهم، لم يكن ذلك فقط، لقد نقل الشريف قطعا موسيقية مؤلفة خصيصا للتشيلو الى آلة العود وعزفها ببراعة.
حين قررت ان اتعلم الفيولونسيل، كان مما شجعني على ذلك كلمة تنسب للموسيقار جميل بشير، يقول: "لا اعترف بموسيقي اذا لم يعزف ويدرس الموسيقتين الشرقية والغربية"، لكن بدأ فأر عقدة النقص من اوروبا والتحسس من كل ما هو غربي يتقافز في ذهني من جديد، قلت لنفسي باستنكار وبطريقة اشبه بالتوبيخ: لمَ أتعلم التشيلو، لمَ التشيلو بالذات وهو آلة اوروبية؟ ها، الا يوجد في العالم موسيقى وآلات موسيقية غير الاوربية والغربية؟ توجد موسيقات وآلات اسيوية، وكذلك افريقية، وعربية، كل آلة في العالم تستحق ان تدرس ويُتَعلم العزف عليها، لم الاوروبية بالذات؟
اليوم.. وفي صفنة من صفناتي، تذكرت الموضوع، واستطعت ان اتوصل الى مقاربة في هذا الجانب، وهي:
أن اوروبا درست الموسيقى بشكل علمي ومنهجي مدروس منذ نهضتها الصناعية العلمية حتى الان، وما زالت متقدمة في هذا الجانب على جميع شعوب العالم، تهتم دول اوروبا وشعوبها بالموسيقى اهتماما لافتا للنظر، يستدعي التأمل ويستحق الاعجاب والاكبار، ففي اوروبا توجد كليات خاصة بالموسيقى وعلومها وآلاتها تسمى اكاديمية الموسيقى، حتى ان مثلا يضرب لمدى اهتمام الشعوب الاوربية بالموسيقى يقول: "ان كل عائلة أوروبية تتمنى ان يكون أحد ابنائها طبيباً والآخر عازف كمان".
كل ما نتعلمه في الموسيقى الشرقية هو اوروبي، بدءا من الاصطلاح مرورا بأسماء الدرجات الموسيقية، انتهاء بالقالب الموسيقي، إلا بعض الاشياء القليلة التي لا ترجع في استحداثها الى اوروبا، كبعض الأسماء الفارسية او التركية للمقامات، او اسماء أجزاء الآلات الموسيقية الشرقية.
وكمثال على ذلك، فأنا ابحث منذ ثلاثة أشهر في الانترنت، عن أي شيء عربي له علاقة بالفيولونسيل، دروس فيديو عربية، صور للأوتار وعليها العلامات الموسيقية، أماكن العفق (الدوسات)، كتب عربية بصيغة bdf، صفحات duc، لا شيء عربي فيما يخص هذه الآلة على الاطلاق، سوى لقاء تلفزيوني لقناة الثقافية السعودية مع عازف عربي ولا شيء تعليمي في اللقاء، ولكن بمجرد أن بحثت باللغة الانكليزية، حتى عثرت على عشرات المواد والمقالات ودروس الفيديو على اليوتيوب عن التتشيلو.
ثم اني في الحقيقة، لا يهمني، ولست بمعنيا ابدا بعقدة النقص هذه، ولا انا من المتمسكين بترهات قوميتنا العزيزة التافهة، ولجت الى دنيا الموسيقى وانا كافر بالدنيا وما فيها والآخرة وما فيها بعد مخاضات وتجارب بغظتني كل ما اقلت الغبراء واظلت الخضراء، ولست مستعدا ألبتة لاضاعة وقتي من حياتي اليومية في التنشز والاشمئزاز من أوروبا وغير اوروبا، أريد ان اعزف فحسب، لا أكثر.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن الموسيقي وكيفية تطبيق التمارين عليه
- بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة
- براءتي من الطائفتين العظيمتين
- أزمة التنظير في بعدها البروليتاري


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟