أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير














المزيد.....

النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 14:51
المحور: الادب والفن
    


النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير

أعرف تمام المعرفة أن هذا العظيم، إله الموسيقى منير بشير، أكبر مني، ومن كلماتي، ومن تحليلاتي، ومن ذهولي، وعجبي، أعرف أنني مهما تعمقت في الموسيقى، بحثا، وقراءة، واستماعا، فسأظل عاجزا عن أن أحيط بدنيا منير بشير وعوالمه، خيالاته، تأملاته، روحانياته، رومانسيته، عقلانيته، جنونه، كل هذا تجلى واضحا وبأروع أشكال التعبير الموسيقي، في موسيقى منير.
لا تنقضي عجائب هذا الرجل، ما مر علي يوم منذ ولجت دنيا منير بشير، دون أن اكتشف شيئا جديدا لهذا الرجل، لقاء، حوارا صحفيا، قطعة، مشروعا نفذه بنفسه، مشروعا لم يستطع تنفيذه نفذ بعد رحيله، عازفا من الأجيال التي تخرجت وتربت على يديه أتعرف عليه، لا تنتهي عطاءات هذا الرجل، الذي ملأ الدنيا بأشياء كثيرة كثيرة وعظيمة ورائعة، ثم رحل دون أن اعلم أنا او ملايين العراقيين والعرب برحيله، كانت حصة رحيله من الصمت عندنا، أكبر من حصة الصمت من موسيقاه نفسها.
في العراق، لا تمثال لمنير، ولا صورة، ولا مسرحا موسيقيا باسمه، ولا صالة عرض باسمه، لا متحف له يضم أعواده وأوسمته وجوائزه العالمية النادرة، لا أحد يحتفي بذكرى ولادته، أو ذكرى وفاته، لا تدرس أعماله الموسيقية في المدارس، ولا تشغل موسيقاه وتبث في الفضائيات، والإذاعات، ولا تتناوله برامج فضائياتنا الفاشلة في فقرة حدث في مثل هذا اليوم، بينما تتذكر الناس هنا ووسائل الإعلام التافهة، تافهين كثيرين، وتعج الشوارع والمطاعم والمقاهي بخراء صوتي يسمى أغاني. أما موسيقى منير التي تربي النفس على العقلانية والهدوء والتأمل والخشوع، فلا شيء منها في الحياة العراقية التافهة، التي تهتم بكل رخيص واستهلاكي وغرائزي، يحط قيمة الإنسان ويتسافل بالروح والعقل والقلب.

شغلني منذ أن استمعت لأنامل منير، النقاء الصوتي النغمي الذي يأسر الأسماع والألباب، حين تستمع إلى منير كأنك لم تستمع إلى عزف بالعود قبله، حينما تستمع إلى منير بشير تقول في نفسك أو تحس: هكذا يجب أن يعزف العود.

في موسيقى منير بشير شيء كبير من العظمة، من السمو، من الزهو، من التعالي على سفاسف الدنيا وقشورها الخادعة، إنها أشبه شيء بغرفة مغلقة منعزلة عن كل رديء ومادي وسخيف وتافه، في حضرة العظمة والتذكير بإن في الحياة شيئا آخر غير المادة والتراب، فيها التأمل.
لا تمل الأذن ولا تكل، عن التمتع بالتجوال والطواف الروحي اليومي الذي تأخذنا إليه أنامل منير بشير، من أين يأتي كل هذا الصفاء في النغمة؟، نغمة واحدة من أنامله، تكفي لأن تجتذبك بشرط واحد، هو أن تكون إنسانا من الداخل.


في هذه الأيام، وأثناء تصفحي في أحد المواقع المختصة بالموسيقية وتعليمها وآلاتها وصناعتها، وجدت مقطع فيديو لعمر بشير يتحدث فيه عن أشياء كثيرة تخص منير بشير وأعواده، اكتشفت في هذا اللقاء أن منير صنع عوده من خشب بيانو معتق منذ مئة وخمسين سنة، صنعه له محمد فاضل سنة 1974.

إنه أحد أسرار كثيرة عن منير، وبقي أكثرها غامضا، مجهولا حتى الآن، لم يسلط عليه الضوء، المحطات البارزة والأساسية في حياة شخصية منير بشير الفنية، ريشته، مقاماته، أبعادها الموسيقية، كيفية بناء الجمل الموسيقية وتركيبة النسيج الداخلي لموسيقاه الارتجالية، تقنيات عزفه، مشاريعه، أحلامه، ما حققه، أبحاثه في الوثائق والمخطوطات القديمة عن مقامات بسلالم مشفرة تعود إلى العصور العباسية، وتوصله إلى فك شيفرتها واستخدامها في موسيقاه.
خشب البيانو كشف بعض الشيء سر هذا النقاء الصوتي النغمي في موسيقاه، وسننتظر الأيام المقبلة لعلها تكشف المزيد عن عبقري يستحق أن تخصص عشرات من مرا كز الدراسات والبحوث عنه وعن موسيقاه.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدت العقل .. فتأنسنت
- دراسة الموسيقى الاوروبية.. عقدة نقص أم سعي للعلم؟
- الزمن الموسيقي وكيفية تطبيق التمارين عليه
- بياني الشخصي الى الامة الاسلامية العظيمة
- براءتي من الطائفتين العظيمتين
- أزمة التنظير في بعدها البروليتاري


المزيد.....




- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الرواني - النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير