أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!















المزيد.....

-الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 11:07
المحور: الطب , والعلوم
    



هل من وجودٍ لكونٍ آخر، أو لأكوان أخرى؟

ثمَّة مَنْ يقول بهذه الفرضية، أو النَّظرية، متَّخِذين من "الفقاقيع التي تَظْهَر عند غلي الماء" مثالاً يوضحون به معنى هذه الفرضية، أو النَّظرية، وطريقة نشوء وزوال الأكوان الأخرى.

أُنْظُرْ إلى ماء يغلي؛ فماذا ترى؟

ترى "فقاقيع"، أو "نُفَّاخات"؛ و"الفُقَّاعة (أو "النفَّاخة")" هي كرة رقيقة جدَّاً، ممتلئة بالهواء، أو الغاز، ترتفع على سطح الماء، وتنطفئ (تنفقئ، تتلاشى، تختفي، تزول) سريعاً.

"الفُقَّاعة" هي كناية عن "كَوْن (بصرف النَّظر عن حجمه، وكتلته، وتكوينه)"، و"الماء (الذي منه تنبثق "الفقاقيع"؛ ثمَّ تختفي وتتلاشي فيه)" هو كناية عن "الفراغ" Vacuum.

ومنهم من يَفْهَم هذا "الفراغ" على أنَّه "لا شيء"، أو شيءٌ يشبه، أو يَعْدِل، "العدم" Nothingness معنى، إذا ما كان للعدم من معنى (فيزيائي، أو من معنى غير المعنى الدِّيني).

إنَّ "الفُقَّاعة" تنشأ، فتَكْبُر وتتمدَّد، ثمَّ تزول (أو تنفقئ). وإنَّ "فقاقيع"، أو "أكوان"، تنشأ، أو تُخْلَق، في استمرار، من "لا شيء"، على ما يزعمون في فرضيتهم، أو نظريتهم؛ وكثيرٌ من هذه "الأكوان (أو الفقاقيع)" لا يدوم طويلاً؛ وكلُّ "كَوْنٍ (أو فُقَّاعة)" جاء به إلى الوجود "انفجار كبير" Big Bang؛ ثمَّ يُخْرِجه، سريعاً، من الوجود، أيْ يعيده إلى "الفراغ" Vacuum الذي منه جاء، "انسحاق كبير" Big Crunch.

وبعضٌ من هذه "الأكوان" يتكوَّن من ثلاثة أنواع من الجسيمات هي: الإلكترون، والنيوترينو، والفوتون. وكل كَوْنٍ منها (أيْ من هذا البعض) يشبه بَحْراً من هذه الجسيمات.

فيزيائياً، لا بدَّ لكلِّ كَوْن من أنْ يكون، مع مكوِّناته وفضائه، منفصلاً تماماً عن سائر الأكوان؛ فليس من شيء يُمْكِنُه الإفلات من قبضة الكون الذي إليه ينتمي.

ومع أنَّ مثال "الفقاقيع التي تَظْهَر في الماء (أو تعلو سطحه) عندما يغلي" يخلو تماماً مِمَّا يَصْلُح دليلاً على أنَّ "خَلْق المادة من العدم"، والذي يسمُّونه "الفراغ"، هو أمْرٌ ممكن، فإنَّهم يأتون به لتصوير هذه "الخَلْق (خَلْق شيء من لا شيء)" على أنَّه أمْرٌ ممكن؛ لا بل حتمي، ويَحْدُث دائماً، وفي استمرار.

لقد تصوَّروا "الأكوان الأخرى"، أو بعضها، على أنَّه "بَحْرٌ من بعض الجسيمات"، التي منها "الإلكترون"، والذي هو جسيم له "كتلة"، ولا يُمْكنه، من ثمَّ، أنْ يسير بسرعة الضوء.

إنَّ هذا التصوُّر يَسْتَمِد "عِلْمِيَتِه" مِنْ كَوْن القائلين به يَنْسِبون بعض أجزائه إلى ما يسمَّى "إشعاع هوكينج"؛ فهل في هذا المفهوم ("إشعاع هوكينج") ما يسمح لهم باتِّخاذه سَنَدَاً لهم (في تصوُّرهم هذا)؟

هوكينج حَلَّ نظرياً مشكلة "العَجْز المُطْلَق" لمادة "الثقب الأسود" عن الإفلات من قبضة جاذبيته (التي لا مثيل لها لجهة شِدَّتها). ونحن نعرف أنَّ "الثقب الأسود"، وبصرف النظر عن حجمه، وعن كتلته، هو، في معنى من معانيه، الموضع (أو النقطة) الذي، لِفَرْط جاذبيته، أو لِفَرْط انحناء المكان والزمان فيه، لا يستطيع حتى الضوء الإفلات من قبضة جاذبيته، على الرَّغم من كَوْن سرعته (300 ألف كم/ث) هي السرعة القصوى في الكون؛ فلا شيء، من ثمَّ، في مقدوره مغادرة "الثقب" إلى الفضاء الخارجي.

ولقد حَلَّها هوكينج من غير أنْ يَخْرق قانون "حفظ المادة"، أيْ من غير أنْ يقول بفناء المادة، أو خَلْقها من العدم.

وهذا "الحل" سُمِّي "إشعاع هوكينج"؛ فهذا الفيزيائي البريطاني الشهير افْتَرَض، أوَّلاً، أنَّ "الفراغ" Vacuum يَلِدُ، في استمرار، أزواجاً من "المادة" و"ضديدها (أو المادة المضادة)" على هيئة جسيمات "افتراضية (غير واقعية، غير حقيقية)" Virtual particles.

افْتَرِضْ أنَّ جسيمين متضادين "افتراضيين"، هما "إلكترون" و"بوزيترون"، قد ظهرا الآن في موضع ما من "الفراغ". إنَّهما ما أنْ يظهرا حتى يتصادما، فيفني كلاهما الآخر، من غير أنْ يترتَّب على ذلك أي تغيير (زيادة أو نقصان) في كمية المادة في الكون؛ لأنَّ وجودهما لا يستغرق إلاَّ زمناً لضآلته لا "يَحِسُّ" به، ولا "يلحظه"، قانون "حفظ المادة"؛ فهذا "الخَرْق" لهذا القانون إنَّما هو خَرْق مؤقَّت، غير محسوس.

لكن، ما الذي يحدث إذا ما ظهرا (أيْ الإلكترون والبوزيترون الافتراضيين) في "فراغٍ" قريب من سطح "ثقب أسود"، أيْ من ذلك الجزء من "الثقب" المسمَّى "أُفْق الحدث" Event horizon؟

جواب هوكينج هو أنَّ أحدهما (البوزيترون مثلاً) يُسْحَب إلى عُمْق "الثقب الأسود"، بسبب الجاذبية الهائلة لـ "الثقب"؛ أمَّا الآخر، أيْ الإلكترون الافتراضي، فيبقى في خارج منطقة "أُفْق الحدث".

يترتَّب على هذا "السَّحْب" أنَّ نَزْراً ضئيلاً من مادة، أو كتلة، هذا "الثقب" يتبخَّر؛ وهذا "النَّزر" هو الذي بفضله يتحوَّل الإلكترون الافتراضي (المنتَظِر في خارج منطقة "أُفْق الحدث") إلى إلكترون حقيقي، أيْ إلى إلكترون له كتلة.

إنَّ هذا التفاعُل بين الجاذبية الهائلة لـ "الثقب الأسود" وبين البوزيترون الافتراضي الذي سُحِب إلى عُمْقه هو الذي تسبَّب بإفقاد هذا "الثقب" جزءاً من مادته، أو كتلته، وبتحوُّل هذا الجزء المفقود (أو المُتبخِّر) إلى كتلة في الإلكترون الافتراضي المُنْتَظِر، فيغدو، من ثمَّ، إلكتروناً حقيقياً.

في هذه الطريقة، يتبخَّر "الثقب الأسود"، أيْ يَفْقِد مادته، أو كتلته؛ وفيها، أيضاً، يتحوَّل الجسيم الافتراضي المُنْتَظِر إلى جسيم حقيقي؛ و"الثقب" الأصغر حجماً، وكتلةً، هو الأسرع تبخُّراً.

وفي النتيجة النهائية، يظل قانون "حفظ المادة" في الحفظ والصون؛ فكمية المادة في الكون تظل ثابتة، لا تزيد، ولا تنقص.

ونحن يكفي أنْ نَفْهَم "إشعاع هوكينج" على هذا النحو حتى يتَّضِح لنا أنْ ليس في نظرية "الفقاقيع"، أو في طريقة خَلْق "الفقاقيع (أو الأكوان الأخرى)"، ما يوافِق هذا المفهوم ("إشعاع هوكينج").

إذا صَحَّ أنَّ "الفراغ" يَلِدُ، في استمرار، "جسيمات (متضادة) افتراضية"، فهذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّه، أيْ "الفراغ"، يُحوِّل هذه الجسيمات الافتراضية إلى جسيمات حقيقية من تلقاء نفسه، ويبتني منها، من ثمَّ، أكواناً أخرى؛ فليس من طريقة يتحوَّل فيها "الافتراضي" من الجسيمات إلى "حقيقي"، له كتلة، إلاَّ الطريقة التي شرحها وبسطها هوكينج، والمسمَّاة "إشعاع هوكينج"؛ وهذه الطريقة تتنافى، على ما أوضحنا، مع نظرية "الفقاقيع"، التي فيها يزعمون أنَّ "الفراغ"، وبحدِّ ذاته، يمكن أنْ يَلِد أكوان أخرى، تتكوَّن من جسيمات حقيقية.

إنَّ "الثقب الأسود"، ولفَرْط جاذبيته، هو "الآلة" التي بفضلها يتحوَّل "الافتراضي" من الجسيمات إلى "حقيقي"؛ وهذا التحوُّل لا يؤدِّي إلى ولادة أكوان أخرى، ولا إلى خَرْق وانتهاك قانون "حفظ المادة"؛ إنَّه يؤدِّي، فحسب، إلى تبخُّر "الثقب الأسود"، وإلى تحوُّل "الافتراضي" من الجسيمات (التي وُلِدَت من "فراغ" مجاوِرٍ له) إلى "حقيقي".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إشكالية -الأبعد- و-الأقدم- في الكون!
- -الصراع الدولي- الكامن في -الربيع العربي-!
- الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!
- في -التَّزامُن- Simultaneity
- في -الاقتصاد السياسي- ل -الربيع العربي-
- أهي -ديمقراطية- أم -دينقراطية-؟!
- ما معنى -انحناء الزمن-؟
- ما يَسْتَحقُّ الاهتمام في -المبادرة العربية-!
- دُوَلٌ لنفي الحقوق!
- -25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!
- -المستقيم- في فضاءٍ مُنْحَنٍ
- -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!
- شيءٌ من -فلسفة التاريخ-
- شَرُّ البليَّة ما يُضْحِك!
- -الزمن- إذا -تمدَّد-!
- أسئلة تثيرها -الأزمة السورية-!
- مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!
- مِنَ -الكوزمولوجيا الدينية- إلى -الديانة الكوزمولوجية-!
- -إيران الشمشونية- قَيْد الصُّنْع!
- تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!


المزيد.....




- لولو عايزة ماما .. ثبت الآن تردد قناة وناسة بيبي الجديد عبر ...
- تجربة أول لقاح -شخصي- في العالم تجدد أمل مرضى سرطان الجلد
- أبعد جسم من صنع الإنسان في الفضاء يلتقط أنفاسه مجددا
- مع ماشا والدب والنمر الوردي.. تردد قناة سبيس تون الجديد على ...
- جميلة جميل أعطت 5 نصائح كي تحمي جسمك وعقلك في عالم غير متواز ...
- تمارين التمدد ليست الحل الدائم للآلام وتشنج العضلات
- فرنسا: يمكننا تمويل خط كهرباء يربط المغرب بالصحراء الغربية
- مؤشرات -وول ستريت- ترتفع في أسبوع بدعم من أسهم التكنولوجيا
- قفزة كبيرة في عمليات التلقيح الصناعي وتجميد البويضات بأميركا ...
- أسرار شعب أفار المرعب الذي غزا أوروبا بدأت تتكشّف.. ماذا نعر ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -الأكوان الأخرى- و-إشعاع هوكينج-!