أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!














المزيد.....

الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتدنا "فيتو" تستعمله الولايات المتحدة، في مجلس الأمن الدولي، حمايةً لعدوِّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، وضدَّ الحقوق والمصالح والقضايا القومية للعرب؛ ومع "الفيتو المزدوج"، الذي استعملته روسيا والصين، مرَّة ثانيةً، حمايةً لنظام حكم بشار الأسد، ولمصالحهما الكامنة في هذا "الفيتو (المزدوج، والثاني)"، يتأكَّد لشعوبنا العربية، وفي ربيعها الديمقراطي الثوري، أنَّ هذه "السلطة الدولية العليا (مجلس الأمن)" تَقِف، أيضاً، مع "عدوِّها الآخر"، وهو أنظمة الحكم العربية الدكتاتورية، وضدَّ حقوقها الديمقراطية؛ ولقد حان لنا، من ثمَّ، أنْ ننظر إلى القابضين على زمام هذه "السلطة الدولية العليا"، وهُمْ الأعضاء المتمتِّعون بـ "حقِّ النَّقض"، بعيون لا تغشاها أوهام؛ وأحسب أنَّ ثورة الشعب السوري من أجل الحرِّية تحتاج الآن، وأكثر من ذي قبل، إلى أنْ تُطلِّق ثلاثاً أوهام "التعريب" و"التدويل"؛ فإنَّ كل ما هو أصيل في هذه الثورة يَنْبُذ جهود ومساعي "التعريب" و"التدويل"، والتي فيها تكمن مصالح، تتصالح وتتصارع بما يُفْسِد ثورية الثورة السورية، وإنْ جاءت تجارب ثورات الشعوب بما يؤكِّد أهمية وضرورة أنْ تعرف قيادة الثورة كيف تستفيد من نزاع المصالح الدولية (والإقليمية).

في هذا "الفيتو المزدوج"، أكَّدت روسيا والصين للشعب السوري ولسائر شعوبنا العربية أنْ ليس لديهما من المصالح والأهداف والدوافع إلاَّ ما يَحْمِلهما على حسم أمرهما بما يُظْهِرهما على أنَّهما عدوَّان للربيع الديمقراطي الثوري للشعوب العربية، وصديقان لأنظمة الحكم العربية الدكتاتورية التي تنتفعان من بقائها واستمرارها.

بَعْد هذا "الفيتو المزدوج" لا بدَّ لشعوبنا العربية من أنْ تبادِل روسيا والصين عداءً بعداء؛ لكنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنْ تَقِف شعوبنا الثائرة من الولايات المتحدة، وسائر القوى الغربية، موقفاً مبدأُه "عدوُّ عدوِّي صديقي"؛ فهؤلاء "الأصدقاء" لا ينتصرون، ولن ينتصروا، لثورة الشعب السوري إلاَّ بما يجعلها انتصاراً لهم، أي لمصالحهم وأهدافهم الإمبريالية في سورية، وفي سائر العالم العربي.

ونحن لو أمْعَنَّا النَّظر في مواقف القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم، أيْ الولايات المتحدة، من "الربيع العربي"، لَوَجَدْنا فيها "رسالة" إلى شعوبنا العربية، تقول لها فيها إذا أردتم انتصاراً على "عدوِّكم الداخلي"، أيْ أنظمة الحكم الدكتاتورية، فلن نَعْمَل بما يُمكِّنكم من إحراز هذا الانتصار، وفي سرعةٍ ويُسْرٍ وسهولةٍ، إلاَّ إذا ارتضيتم أنْ يعود علينا انتصاركم هذا، وعلى عدوِّكم القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، بالنفع والفائدة؛ فبهذا فحسب تشترون انتصاراً لثوراتكم.

إنَّ الولايات المتحدة لا تَقْبَل، ولا يُمْكنها، أنْ تتَّخِذ من التوقُّف عن انحيازها إلى إسرائيل طريقاً إلى خَطْب وُدِّ الشعوب العربية؛ فوَقَع اختيارها على الأسهل والأيسر، وهو بَيْع ما تستطيع بَيْعه من أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، على أنْ تَدْفَع لها الشعوب العربية "الثَّمن" الذي تريد، وهو ليس بالبخس إذا ما وَزَنَّاه بميزان الحقوق والمصالح والقضايا القومية العربية، وبميزان الحقوق الديمقراطية لشعوبنا أيضاً.

روسيا والصين لحِقَ بهما الخزي والعار؛ ولن تُعاملهما شعوبنا، بَعْد هذا "الفيتو المزدوج"، إلاَّ كعدوٍّ لربيعها الديمقراطي والثوري؛ أمَّا "الطرف الآخر" فَعَلَيْهِ الآن أنْ يُثْبِت لشعوبنا، ولثورة الشعب السوري على وجه الخصوص، أنَّه أقَلُّ نِفاقاً مِمَّا نَظُن؛ فيذهب سريعاً إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليستصدر منها أقوى قرار، يَنْتَصِر فيه المجتمع الدولي للثورة السورية ضدَّ نظام الحكم الدكتاتوري الذي يُهدِّد الآن الشعب الثائر عليه بانتقامٍ يشبه، أو يَفُوق، انتقامه في حيِّ الخالدية في حمص.

أقول هذا وأنا أعْلَم أنَّ روسيا ستشرع عمَّا قريب تَلْعَب لعبة "الإصلاح السياسي الذي يقوده بشار نفسه"؛ وستلعبها بما يجعلها تؤتي نتائج من شأنها أنْ تُعزِّز الثِّقة بجدوى فكرة "الإصلاح السياسي المتأتِّي من نظام الحكم نفسه".

ثورة الشعب السوري امْتَحَنَت جامعة الدول العربية، فسَقَطَت؛ وامْتَحَنَت روسيا والصين، فسقطتا؛ وعليها الآن أنْ تَمْتَحِن أولئك الذين يَزْعمون الحرص عليها، ويتظاهرون بتأييدها، والوقوف معها؛ فلعلَّ سقوطهم يُسْقِط ما بقي مُرْتَفِعاً من أوهام، فيَصْلُب عود الثورة أكثر، ويتأكَّد للثائرين أكثر أنَّ لعدوِّهم الواحد ثلاث رؤوس هي "أنظمة الحكم الدكتاتورية"، و"إسرائيل"، و"القوى الإمبريالية الغربية، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة"؛ فَحَذار (يا أبناء الربيع العربي) من المفاضَلة بينهم، فهي الطريق إلى أنْ يَحْفُر "الربيع العربي" قبره بيديه!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في -التَّزامُن- Simultaneity
- في -الاقتصاد السياسي- ل -الربيع العربي-
- أهي -ديمقراطية- أم -دينقراطية-؟!
- ما معنى -انحناء الزمن-؟
- ما يَسْتَحقُّ الاهتمام في -المبادرة العربية-!
- دُوَلٌ لنفي الحقوق!
- -25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!
- -المستقيم- في فضاءٍ مُنْحَنٍ
- -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!
- شيءٌ من -فلسفة التاريخ-
- شَرُّ البليَّة ما يُضْحِك!
- -الزمن- إذا -تمدَّد-!
- أسئلة تثيرها -الأزمة السورية-!
- مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!
- مِنَ -الكوزمولوجيا الدينية- إلى -الديانة الكوزمولوجية-!
- -إيران الشمشونية- قَيْد الصُّنْع!
- تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!
- -القصور الذاتي- في -فضاءٍ مُنْحَنٍ-
- الديمقراطية الطوباوية!
- الفضاء -الآخر- Hyperspace*


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الإيجابية الكامنة في -الفيتو المزدوج-!