أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما يَسْتَحقُّ الاهتمام في -المبادرة العربية-!














المزيد.....

ما يَسْتَحقُّ الاهتمام في -المبادرة العربية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3616 - 2012 / 1 / 23 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي "مبادرة (سياسية) عربية جديدة (ولو في بعض بنودها)" لحل "الأزمة السورية" حلاًّ "عربياً مؤيَّداً دولياً (هذه المرَّة، ويُعِبِّر مجلس الأمن الدولي عن هذا التأييد، ويُعْلِنه)".

وإنَّ أهمية هذه المبادرة (وأهميتها السياسية "العملية والواقعية") تكمن في كَوْن مُعدِّيها (وبعضهم، وليس كلهم، ظَهَر في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري) كانوا يَعْلَمون عِلْم اليقين أنَّ "المخاطَب فيها"، وهو الرئيس السوري بشار الأسد، لن يقبلها، ولسوف يسارِع إلى رفضها؛ فإنَّ الحل النهائي (بل اللانهائي على ما أتوقَّع) للمشكلة "السياسية ـ الشخصية" للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والذي جاءت به "المبادرة الخليجية"، ليس بالحل الذي يُغْري الرئيس بشار بشرائه، على افتراض أنَّه يستطيع، لو أراد، شراءه.

"المبادرة" نجحت، ولم تفشل؛ لقد نجحت في "تحقيق بعضٍ من المُمْكِن تحقيقه"، ألا وهو إرضاء المعارَضة السورية التي ترى "التدويل"، عند مقارنتها له بـ "التعريب"، خيراً وأنجع؛ ولقد عقَّب رئيس مجلسها برهان غليون على "المبادرة" قائلاً: "إنَّ الدول العربية كافة قد أعلنت اليوم أنَّها تعتبر نظام حكم بشار قد انتهى، ولا بدَّ من تغييره".

ونجحت، أيضاً، في إغضاب الرئيس بشار إغضاباً يمكن (ويجب) أنْ يُتَرْجمه نظام حكمه (على ما يُتَوَقَّع، ونتوقَّع) بأفعال وأعمال من شأنها أنْ ترفع منسوب التأييد لـ "التدويل"، عربياً ودولياً؛ فـ "المبادرة" تقول للرئيس السوري إنْ أردت المفاضلة ففاضِل بين نهايتين لكَ: النهاية التي يأتي بها حتماً قبولكَ لها، أيْ لـ "المبادرة"، والتزامكَ تنفيذها، أو النهاية التي ستأتي، حتماً، من إنهائكَ "خيار الحل العربي"؛ فأنتَ (تُخْبِر "المبادرة" بشار) إنْ قَبِلْتَ مُتَّ، وإنْ رفَضْتَّ مُتَّ (ولكَ الخيار).

من قبل، أيْ قبل إعلان "المبادرة العربية الجديدة"، كان كل شيء يبدأ (أيْ يجب أنْ يبدأ) من التزام نظام حكم بشار عدم مقاومة الحراك الشعبي ضده بالحديد والنار، وبكل ما يمتُّ بصلة إلى هذا الأسلوب (أيْ أسلوب الحديد والنار) والذي هو أسلوب عيش لكل حاكم يحكم، ويستمر في الحكم، بمنأى عن إرادة شعبه، وضدَّها.

أمَّا الآن، وعلى ما توضحه لنا "المبادرة"، فإنَّ كل شيء يبدأ من الرئيس نفسه؛ فالرئيس بشار يُعْلِن التنازل عن صلاحيته وسلطاته (أو عن تلك الصلاحيات والسلطات التي يقتضي الأمر تنازله عنها) لنائبه، الذي ينبغي له، بعد حصوله عليها، أنْ يقود نظام الحكم السوري إلى نهايته، بدءاً بتأليف حكومة انتقالية، يتقاسمها "الموالون" و"المعارضون"، ويرأسها شخص يتِّفِق عليه الطرفان.

وعلى هذه الحكومة، المتأتية من ذاك "التنازل"، ومن جهودٍ ووساطةٍ يبذلها "المبعوث العربي (أيْ مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية)"، أنْ تُعِدَّ لانتخاب "جمعية تأسيسية"، تتولَّى وَضْع دستور جديد للبلاد، وقانون جديد (ديمقراطي) للانتخابات البرلمانية والرئاسية، فيُقَرُّ الدستور الجديد في استفتاء شعبي، ثمَّ تُجرى هذه الانتخابات في إشراف عربي ودولي.

وعلى "الحكومة الانتقالية" أنْ تَجْعَل الصراع السياسي سلمياً، وأنْ تؤلِّف لجنة في مقدورها معرفة وتسمية أولئك الذي ارتكبوا "جرائم (سياسية)"، ومعاقبتهم، وإنصاف الضحايا؛ أمَّا مجلس الأمن الدولي فعليه الآن أنْ يُعْلِن تأييده لهذا "الحل العربي"؛ وفي موازاة هذا الجهد (السياسي العربي) يستمر "المراقبون العرب" المُحسَّنون (فنِّياً) في أداء عملهم.

صلاحية، أو سلطة، واحدة فحسب هي التي ما زالت جامعة الدول العربية تعترف بصلاحية حيازة الرئيس بشار لها، ألا وهي "صلاحية (أو سلطة) التنازل عن صلاحياته وسلطاته لنائبه"؛ وكأنَّ "الجامعة" تقول له في "مبادرتها": "إنَّكَ ما عُدْتَّ صالحاً لقيادة الحل، أو الإصلاح؛ وعليكَ أنْ تشتري مصيراً (شخصياً) لكَ يشبه مصير علي عبد الله صالح؛ وثَمَن حصولك على هذا المصير هو هذا التنازل".

نظام الحكم السوري سارع إلى إعلان رفضه (وإنْ ليس في صورة رسمية حتى الآن) لهذه "المبادرة"؛ وربَّما لن يُتَرْجِم هذا الرفض برفضٍ آخر هو رفض استمرار المراقبين العرب في عملهم. وربَّما يُعْلِن مجلس الأمن الدولي تأييده لهذا "الحل العربي".

لكنَّ أخشى ما أخشاه هو أنْ يستمر (ولو إلى حين) عمل المراقبين العرب في الطريقة نفسها، وأنْ نرى النتائج نفسها، وأنْ "يتعاون" نظام الحكم السوري مع "المبعوث العربي" بما يُكْسبه مزيداً من الوقت، وكأنَّ الغاية (الكامنة) هي تَرْك الصراع في سورية يَبْلُغ مداه، مع ثبوت فشل وعجز "التعريب"، واستعصاء "التدويل".

أمَّا الأسئلة التي ما زال الواقع يُصعِّب إجابتها فهي: هل يَفْهَم نظام الحكم السوري "المبادرة العربية" على أنَّها إغراء له بالتضحية بـ "الرئيس"؟

هل تَكْتَسِب الثورة السورية مزيداً من القوَّة من طريق تنامي الانشقاق في الجيش السوري، وتَعاظُم أزمة الاقتصاد السوري؟

هل تتفاعل الأزمتان السورية والإيرانية بما يُحْدِث تغييراً جوهرياً في الصراع في داخل سورية؟



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دُوَلٌ لنفي الحقوق!
- -25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!
- -المستقيم- في فضاءٍ مُنْحَنٍ
- -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!
- شيءٌ من -فلسفة التاريخ-
- شَرُّ البليَّة ما يُضْحِك!
- -الزمن- إذا -تمدَّد-!
- أسئلة تثيرها -الأزمة السورية-!
- مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!
- مِنَ -الكوزمولوجيا الدينية- إلى -الديانة الكوزمولوجية-!
- -إيران الشمشونية- قَيْد الصُّنْع!
- تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!
- -القصور الذاتي- في -فضاءٍ مُنْحَنٍ-
- الديمقراطية الطوباوية!
- الفضاء -الآخر- Hyperspace*
- معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما يَسْتَحقُّ الاهتمام في -المبادرة العربية-!