واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 00:38
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
الفأر والبنصر السمين
نجح أخيراً في إمساكه بقرار طالما أرّق حجرته العابثة ، ظل متخبطاً دائراً تائهاً بين جدران الحائط ومصدات الرأس المتدلية من عنق الأرضية ، فكر في انبعاث هذه الخاطرة والهاجس ألغولي أمسك ببنصره الأيمن وهو يرمق حلقة الفضة حول أصبعه الضخم لمح سواد المعدن الذي احتل جسده الأكبر أبتسم برهة وتذكر أن هذه الفضة من النوع الردي.
حاول أخراج الحلقة من أصبعه عبثاً فشعر بالغثيان والإرهاق ، لم يأهمل إصبعه فترة استراحة فلامس كفه الصابون والسيئ الصيت مع خمسة من رشفات الصنبور صدى فتكونت رغوة طينية أستطاع من خلالها أن ينتزع الحلقة دون أن يراها .
قلد حركات الغوريلا فلم تفلح كفه في الضرب على صدره ثم حاول أن يقلّد الأسد فعدل عن ذلك بجلوسه القرفصاء للتفحص.
إمتد نظره فجأة إلى جنازة فأرة نائم فوق مئات من سرايا النمل الأحمر المجنون حيث كانت الطريق سالكة لوصول الكتائب إلى شيء دائري صغير..
أمسك بنصره الأيمن فلم يجد إلا شعيرات ناشئة متدفئة ناشرة طرفها بحضن إصبعه الوثير ..
دقّق النظر وإذا بذيل الفأر يدخل من حلقة السيرك الفضي ويعلق..
وقرر النمل أن يخذل الفأر..
دهُش وأسرع نحو الجنود المنتفضة الثائرة ولكنه للأسف سقط متعثراً فأغمي عليه فمرت سرايا النمل المنتصرة فوق أصبعه الأيمن من غير أن يحرك ساكناً ولم يتحرك البنصر السمين حيث كان صاحبه يفكر في قرار آخر كالفأر الذي غادر مع أحلامه الفضية .
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟