واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 01:24
المحور:
الادب والفن
بعد أن سمع صوت الريح لم يرهبه صوت الأسد .. ظل يبعث في مجرات صمته عن بقايا ضلعه المكسور .. لم يمضي على قتله سوى سويعات قضاها متكسراً بين خفاياه وأنين الرصيف الممزوج بجثث الأحياء والمخلوعين عن معاطف الزمن .
إتضح له أن جسمه كان بريدا لا يحمل طابع الإنسانية فاصلا بين أوقات ذكريات مرح الأحذية .. إتجه بكله إليه .. راح يقبل تراب القبر وهو يرى بقاياه المتساقطة كقلامة الظفر .. رسم أحلامه ناطقاً كغبار الأتربة وعفونة الأجوبة ..
نظر إلى الشمس وإلى القمر ثم إلى نفسه .. الشمس بازغة وكذلك القمر.. وهو بازغ والضحكات تسرقها الأبالسة متفاوت بين رسوم الصبا ورياح الهالكين .. نظر إلى عينيه أسفا يبحث عن مفردة شعرية لنثره المكشوف .. عرق الجبين شرابه المفضل وأوصاله لم تقطعها عسلان الفلاة ..
تساءل عن الشمس وعين الضوء ولم يخرج عن روحه شاهراً سيفه فإنبزغ من قبره نافضاً أتربة الضياء المظلم وجارحاً نتوء الصلف الهرم .
كان ثدياً سومرياً رمى السماء بنظرة فسقطت على مسامير نمرود ..
اكتظت رؤاه بالسكاكين فناول القمح أذرعة الشعير فنام غير آسف إلا على حياته وهي تدلق في أنسجة التراب ونحاس القوارير
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟