أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - ثقافة الورق الأبيض














المزيد.....

ثقافة الورق الأبيض


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


ثقافة الورق الأبيض

كان يقرأ في معطيات الورق الخاص بالكتابة كل ما يمليه عليه العمر والتجربة وحجم الفقد والإضطراب النفسي ...حتى إنه قرأ أحجيات الزمن وراح بياض الورقة يعطيه سيلا من الأفكار التي حاول أن يمسكها بحبر قلمه ..فمنها من إستطاع أن يمسك بها ومنها من فرّت على إستحياء.
ثقافة الورق الأبيض تكاد أن تنمحي من الذائقة الفكرية التي شابها الكثير من الصدود والرين المطبق على أغلب المثقفين فبعد سن الكتابة الأول لم يجد الإنسان ما يلم بهش شعث إنشطاراته وبلادة الجو المحيط بكل ما هو مبهج .
تفوّق ألوان الظلام تتيح لنا المزيد من الأسئلة وحتى المرتبكة منها تحيلنا إلى أجواء من زوايا العتمة القاتمة ويلحف بنا السؤال : إلى متى تبقى ثقافتنا مضاعة لا أحد يستفزها ولو بوخزة خجلى لتفتح الأزمان لنا وتكشف خباياها المستورة.
هذه الأفكار اللاهثة وراء سرابية مصنوعة الأمل لا تتشكل عبر جيل واحد من الكوابيس القابعة في مداريج الفوضى والخيبة بل كانت تجربة إنسانية مريرة جعلت الخوف أساس العمل وهذا الأمر وحده كفيل بقتل كل أنواع الإبداع والتألق ...لقد بات الخوف من البياض سلاحا من الخوف المغلف بالإبتسامة المعتوهة والساذجة المعدومة الحياة وهكذا كانت الأوراق البيضاء وكرا لكل الأفكار الخائفة من شيء ما ولا أجزم ما هو ولكن الخوف قائم متسلط حدّ أن يختبئ كل شيء خلف الورق الأبيض ..ولكن الإعتبار في أحقية الإختفاء مرهون بسلطة البياض على نفوس كل من يمتلك الجرأة على الكتابة ولو كان ذلك نرجسية منه على حساب الورق الذي يموت ما إن يلامس جسده النقي أحبار الغاصبين.
أنواع الصراعات المخيفة تجلت منذ القدم على أساليب القمع الفكري والتعسف في إستخدام الحقوق ولكن اليوم أضيف لكل شيء ألف شيء من المحبطات والقيود المانعة من التقدم البشري على حساب الإنسان نفسه ..فثيمة الخلود التي يبحث عنها الإنسان مضاعة على الورق الأبيض والأسمر والملون وقبلا كانت تسفح على أوراق البردي والرقم الطينية والمسلات التي أكلت الزمن فشربها .
من منّا لا يريد الخلود ؟ من من البشرية والإنسانية لا يرد أن يعيش بلا تعب ؟
هل كان كلكامش هو الوحيد الذي كان يريد الخلود ؟ أم كان ملايين البشر والناس يريدون ذلك؟
حتما كان كل البشر والناس يريدون الحياة الأبدية وهكذا بدأ الصراع مع الورقة البيضاء والسوداء فسجلات الأعمال والبطولات التي سطرهّا أسلافنا ما كانت إلا لهاث الكائنات الحية وراء الخلود ولو بقتل كل بياضات الورق.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقلب ..ثقافة لم ينتبه إليها الفلاسفة
- من غير الممكن أنسنة البشر
- جفاف الاحزاب وإقصاء الثقافة
- ثقوب
- غباء الأربطة
- وديعة
- أحاسيس السكائر
- شفاه الوسائد
- طائر الشيخ
- قشرة الملح
- الأنسان والمكان
- ما بعد الإنسانية
- الرأس المفتوح
- جراح نجد
- وجع
- قصيدة
- أنصاف الدموع
- من يشتري أسناني
- رسالة إبليس
- الإستغراب


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - ثقافة الورق الأبيض