وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 16:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما تشهده مصر اليوم من تجاذبات و صراعات بين التيارات الدينية و التيارات العلمانية و الديمقراطية و الليبرالية يشبه إلى حد كبير تجربة العراق بعد التغيير في عام 2003 . لقد استعجلت القوى السياسية العراقية في انجاز دستور بائس يقوم على المحاصصة الطائفية / الاثنية و يخلق فدراليات تقسم العراق و الدستور مملوء بحقول الألغام . الآن كل القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية تنتقد الدستور و لكنها لا تكلف نفسها القيام بتعديله . إن الأحزاب الإسلامية لا تؤمن أساسا بالديمقراطية و لكنها تستخدم الديمقراطية كسلم للوصول إلى الحكم و من ثم إقامة ديكتاتورية ثيوقراطية و هم يبررون مشاركتهم بالحكم في الانتخابات وفق القاعدة الفقهية ( درء مفسدة عظمى بمفسدة صغرى ) و هم بالتالي يعتبرون أنفسهم داخلين في حرب مع جبهة الكفار لذا يستخدمون التقية و التورية و المعاريض في شعاراتهم السياسية للتغطية على أهدافهم الحقيقية . إن محاولة التيار السلفي و الإخوان المسلمين في مصر الاستعجال في وضع دستور دائمي و التصويت عليه و إقراره هي محاولة مستميتة لاستغلال الظرف التاريخي المواتي لها لفرض دستور ديني يؤسس لدولة دينية على نمط طالبان . إن مصر عبر تاريخها عرف عنها الاعتدال و الوسطية و ما هذا الفكر الوهابي الرائج هذه الأيام إلا هو نتاج المال الخليجي و الفضائيات المدعومة بالمال السعودي مع دعم نظام مبارك لهذه التيارات . إن زواجا غير شرعيا قد تم بين النظام السابق و التيارات السلفية بمباركة و دعم دول الخليج بأموالها و إعلامها و سياستها لنظام مبارك . إن خطرا كبيرا يداهم الثورة المصرية بسيطرة الفكر التكفيري المستورد من الخارج و الذي سيحرق الحرث و النسل و لا يبقي على شيء . المطلوب من كل قوى الثورة الوطنية و الديمقراطية و العلمانية و الليبرالية التوحد في جبهة واحدة و إقرار برنامج سياسي واضح المعالم للمرحلة القادمة و التأسيس لفضائية مشتركة و الضغط على المجلس العسكري الحاكم لإقرار مطالب الثورة المشروعة وعدم التسويف بها . في حالة تمكن السلفيون و الإخوان من الحكم في مصر فان عصرا من الظلام بانتظار مصر ستشهد فيه مذابح طائفية و سيتم إرسال السيارات المفخخة و العبوات الناسفة لاستهداف الشخصيات الوطنية . إن تجربة العراق تبين أن لا مستقبل للحركات الدينية في المنطقة فهي ستأكل أبنائها و يكفر بعضهم بعضا . لا يوجد لدى السلفيين سوى شعار الإسلام الذي لم تقطف شعوبنا منه سوى مزيد من الفقر و التهميش و المجاعة و الظلم و القتل . إن الفكر السلفي والوهابي جعل قائمة على شعوبنا قائمة على الأخذ بالفتوى ليبقى الفقيه يزيد في رصيده المالي في مصارف الغرب الكافر .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟