جمال الخرسان
الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 00:47
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
المشروع الديمقراطي بشكل عام يعتمد الصوت الانتخابي بما يمثله من دور اساسي في ديناميكية التعددية السياسية التي تنشدها المجتمعات المتمدنة، وذلك انطلاقا من سبب اساسي مهم هو ان الدميقراطية تعني حكم الشعب او الاغلبية .. وهذه الاغلبية يشكلها بكل تاكيد الصوت الانتخابي لمجموعة من المواطنين وبالتالي سيكون المشروع الانتخابي بمجمله رهينة التصويت و المشاركة الجماهيرية المطلوبة .. تلك المشاركة التي تجسد مساهمة المواطن في صناعة المستقبل السياسي والاقتصادي والامني لنفسه وبلده .. وهذا ما تعنيه ( مبدئيا ) الفكرة الانتخاباتية بغظ النظر عن التفاصيل والآليات، حيث ان هامشا مهما في مطبخ القرار السياسي للدولة سوف تمنحه الانتخابات للجماهير وتضعها في ميزان المسؤولية ، وتضع ايضا في مخيلة الحكومات ان بقاءها في الحكم مرهون بمستوى ما تقدمه للوطن والشعب من مشاريع وانجازات ومن ثم سيبقى رجالات السلطة يبحثون في اطار الممكن عن استرضاء الناخب بمعنى ان المصلحة للحاكم والمحكوم من المفترض ان تصب في اطار واحد والا يكون هناك تقاطع في المصالح مما يسهل ولادة الدكتاتور المستحوذ.
الا ان ذلك المشهد يمثل تحديا للناخب والمرشح على السواء وله استحقاقات كبيرة ومهمة وخطرة جدا، فالانتخابات استحقاق يستلزم ثقافة متميزة للناخب ووعي سياسي مطلوب يؤهله لاداء هذه المسؤولية، وكذلك مؤهلات متميزة للمرشح من اجل الوفاء بذلك الدور.
فالانتخابات المحترمة النزيهة تستدعي ناخبا واعيا يملك الحد الادنى لادبيات الوعي السياسي بمعنى ان يكون بمستوى التفضيل لهذا الطرف على ذاك، هذا من جهة الناخب ، اما المرشح فأن مايقع على عاتقه من مسؤولية هي اضعاف ما تقع على عاتق الناخب، ولذلك فلابد ان يرقى الى طموح الجماهير التي منحته صوتها وثقتها ووضعته مسؤولا عن مصيرها ومستقبلها السياسي.
من يبحث عن الديمقراطية عليه ان يوفر مستلزماتها ويتمرس على ادواتها التي تعتبر من ابرزها واهمها الانتخابات .. والا فالحرية والتعايش السلمي والتداول السلمي للسلطة ليس قرارا اداريا فحسب بل ذلك الطموح مشروع يتطلب مراسا وحراكا سياسيا توعويا من الجميع، وكل ينطلق ويؤدي ذلك وفقا لما يمليه عليه دوره واختصاصه .
واخيرا:
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
#جمال_الخرسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟