مدحوا القضاء وذموه في اسبوع واحد !

جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة في العراق هللوا وطبلوا للقضاء العراقي ووصفوه بالمستقل وقالوا: ( اننا نثق في القضاء العراقي وكنا نقبل النتيجة سواء كانت لصالحنا او ضدنا ).
كل ذلك كان فقط حينما اصدرت هيئة التمييز التي شكلت بتنسيق من قبل البرلمان العراقي ومجلس القضاء الاعلى اصدرت قرارا يقضي بتاجيل البت في ملفات المستبعدين البالغة حوالي 177 ملفا الى ما بعد الانتخابات. ولكن سرعان ما انقلبت الاية حينما تراجعت الهيئة على خلفية منحها وقتا من قبل الجهات المعنية خصوصا بعدما تم تأجيل بدء الحملة الانتخابية من السابع من شباط الى الثاني عشر منه ، حيث بمجرد ان اكدت الهيئة انها سوف تراجع الملفات قبل بدء الحملة الانتخابية اسودت الوجوه وتغيرت المواقف واصبحت الهيئة بقدرة قادر تعمل لصالح الجلبي مرة واخرى لصالح احمدي نجاد !
فصالح المطلك من جهته اتهم الهيئة بانها تابعة لايران بعدما اعلن قبل اسبوع بان الهيئة مستقلة وانه يثق كثيرا بالقضاء العراقي واضاف في اخر ما صدر عنه من مواقف حول قرار الاستبعاد: ان هذا الاجراء هدية لاحمدي نجاد بمناسبة ذكرى الثورة الايرانية.
اما ظافر العاني وهو من ابرز المجتثين فكانت مواقفه تصب في ذات الاتجاه حيث اكد بان احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني وموفق الربيعي رئيس تيار الوسط كانا خلال الايام الماضية في ايران ولذلك فإن قرار التمييزية يعني "ان التعليمات الايرانية لاستبعادنا قد وصلت الى الحكومة العراقية ".
والبعض الاخر يريد ربط ايّ اجراء قانوني او سياسي ضد هذا او لصالح لذاك بما يجري في ايران وبالمناسبات الايرانية السارة وغير السارة!
لكن اكثر المواقف المثيرة للضحك والشفقة تلك التي جاءت عن بعض المقربين من المرشح عن الكتلة العراقية حسين سعيد الرئيس السابق للاتحاد العراقي لكرة القدم والمشمول بقرارات الاجتثاث حيث قيل: بان استبعاده جاء بسبب تسجيله هدف الفوز في مرمى ايران عام 1977 في نهائي بطولة كاس اسيا للشباب التي اقيمت انذاك في طهران!
وعلى طريقة البعض ( لو العب لو اخرب الملعب ) جاءت تصريحات قيادات الكتلة العراقية ومن يقف الى جنبها بالتهديد بالحرب الاهلية ! والبعض الاخر اراد اكثر من التلويح بشعار الحرب الاهلية !
وسواء اكانت تلك التهديدات حقيقية وهذا ليس بمستبعد عن اساليب حزب البعث الذي لا يتوانى عن حرق الاخضر واليابس ان استطاع الى ذلك سبيلا كما فعل في السابق او لم تكن حقيقة فان العجلة لن ترجع الى الوراء وان ما حصل بين الاعوام 2004ـ 2006 بالتاكيد لن يعود مرة اخرى بعدما سقطت الاقنعة وتغيرت معادلات اللعبة السياسية.. كما ان البعض يحاول ربط ذلك باستبعاد المكون السني وهذه اسطوانة اخرى مشروخة لان المكون السني له من المرشحين ما يكفيه ويزيد اضافة الى ذلك فان الخطاب الطائفي لم يعد هو الورقة الرابحة في الجانب الدعائي للعملية الانتخابية وانما ما يهم هو اولويات اخرى يطالب بها المواطن اكثر من ظاهرة التخندقات الطائفية او العرقية ولهذا تغيرت كثيرة خارطة التحالفات السياسية في هذه الانتخابات فاندثرت كتل وتشكلت اخرى والخيار الاول والاخير في حقيبة الناخب العرقي.
جمال الخرسان
كاتب عراقي
[email protected]

#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات