أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - وئامُ البهائم أرقى من البشر














المزيد.....

وئامُ البهائم أرقى من البشر


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 09:57
المحور: الادب والفن
    



قصّة قصيرة
هَرَبتْ زهرة من هولِ القصفِ، تجاوزت عامها الرَّابع منذ شهور، دخلَتِ الأزقّة الضَّيّقة، انزلقت أمّها على شظايا الرُّعبِ، تاهت الطِّفلة عن أمّها، عبرت بنايةً متاخمة لديرٍ قديم، راودها أنَّ العدو لا يقصف بيوت الله وما يجاورها، فيما كانت تعبر صحن الدار، استقبلتها قذيفة مجنونة، هطلت عليها من جوفِ السَّماء، تصدّعَ سقف البيت، تخلخلَتْ عظام صدرها الطريّ، تمسّكت بلعبتها، لم تتركها رغم انكسارات العظام، عبرت فضاء السَّماء تبحث عن الله، هل رأته مذهولاً؟!..
لم يخطر على بالها أبداً أن قذائف مجانين هذا الزَّمان لا تميّز بين الأديرة وما يجاورها ولا تميّز بين الرُّسل والقدّيسين، فقد سبق لهم وأن اغتاظوا من رسول البشرية ومخلِّصها، عندما خاطبهم وهو طفل، فلم يرُقْ لهم هكذا مخلِّص وهكذا طفولة، فأمروا بقتل كلّ الأطفال كي يقتلوا بدورهم طفل ولا كلّ الأطفال، فهرب بعناية ربّانية إلى بلاد الله الواسعة، لم يتركونه، ترَبَّصوا له إلى أن تمكّنوا من القبض عليه، فصلبوه على خشبة الصَّليب، ضاربين عرض الحائط شرائع الكون وشرائع السَّماء، بشر من فصيلةِ الضِّباعِ، لم يشبعوا من هدر دماء الطُّفولة منذ أكثر من عشرين قرنٍ من الزَّمان حتّى ولو كانت الطفولة مرسلة لخلاص البشرية، فحنّوا إلى تاريخهم المزدهي بقتل الطفولة، يقصفون أطفالاً بدون رحمة، كأنَّ قلوبهم مصنوعة من النَّار والبارود، ودماءهم مستحلبة من أنيابِ الثَّعابين!
عجباً أرى، كيف ينامون بين أحضان أطفالهم، ألا يشاهدون حماقاتهم على شاشات التلفاز، ألا يتصوَّرن هؤلاء الأطفال ولو لثوانٍ معدودات أنهم براعم الله المنبعثة إلينا من السَّماء إلى الأرض؟!
ماتت قلوبهم، وتحوَّلت دماؤهم إلى سمومٍ ولا سموم العقارب وأفاعي الأدغال، مندهشٌ من ساسةِ هذا الزَّمان، مندهشٌ من غباءِ الكثير من البشر، يراودني دائماً هذا السُّؤال، كيف تعيشُ البهائم مع بني جنسها في وئام، ولا يستطيع الإنسان أن يعيشَ مع بني جنسه في وئام، كم من القرونِ يحتاجُ الإنسان كي يصلَ إلى مرحلةِ البهائمِ ليعيشَ مع بني جنسهِ في وئام؟!
كَمْ مِنَ القرونِ يحتاجُ ...
كَمْ مِنَ القرونِ ...
كَمْ مِنَ القرون!!!


ستوكهولم: 31 . 7 . 2006
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردةٌ على شفاهِ طفلٍ
- كلكامش آتٍ لا محال
- غائصٌ في مروجِ القصيدة
- دماءُ الأطفالِ النَّديّة
- تبرعمَ في عمقِ الوهادِ عشبةُ الخلاص
- غافياً على أركانِ القصائد
- تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير
- وجهٌ طافحٌ بالتَّمرُّدِ على سلطةِ الأبواطِ
- هرباً من جلاوزةِ العصرِ
- حسرةٌ تنمو في جبهةِ النَّهارِ
- أيّها المتمرِّدُ في وجهِ الرِّيح
- ماتَ الشَّرقُ ماتَ الغربُ ماتَتِ القيمُ
- حيرةٌ كبرى تُسَربِلُ أجواءَ المكان
- تواصلٌ أكثرَ صفاءً من الماءِ الزُّلال
- يرحلُ العمرُ سريعاً متوغِّلاً دكنةَ اللَّيل
- لونٌ متناثرٌ من حفيفِ الرِّيح
- حاملاً بينَ جناحيهِ نقاءَ الحياة
- ضحكاته المترقرقة مثلَ خيوطِ الهلالِ
- نحكي عنِ العشقِ ولا نتعبُ مِنَ التَّعبِ
- يفرشُ ضحكةً مجلجلة فوقَ خميلةِ اللَّيلِ


المزيد.....




- بعد مهرجان لأفلام الذكاء الاصطناعي.. جدل حول مستقبل السينما! ...
- صلاح الدين الأيوبي الحلقة 24 صلاح الدين 24 مترجمة مسلسل صلاح ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 20 العشرون مترجمة مدبلجة hd ...
- مهرجان للسينما بالذكاء الاصطناعي.. هل تتأثر هوليود بالتطور ا ...
- مهرجان للأدب الروسي في جنوب الهند
- يسرا: هذا ما شجعني على خوض تجربة فيلم -شقو-
- -أوقفوا تسليح إسرائيل!-.. الممثل خالد عبد الله يطلق نداء في ...
- مهرجان كان: السعفة الذهبية... منحوتة فاتنة يشتهيها مخرجو الس ...
- مزرعة في أبوظبي تدّرب الخيول لتصبح نجوم سينما.. شاهد كيف
- ثلاثة وزراء ثقافة مغاربة يتوجون الأديب أحمد المديني في معرض ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - وئامُ البهائم أرقى من البشر