أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - الحس التاريخي














المزيد.....

الحس التاريخي


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 05:22
المحور: الادب والفن
    


ثرثرة في حقبة الهزيمة- 2-
الحس التاريخي

أي كاتب يتمتع بالحس التاريخي يعي بالضرورة دوره، وهو ينحي البنية الماضوية. لا يعني ذلك أن الرشد وحده كاف للاهتداء إلى قيم السوق الثقافية القائمة في الساحة؛ بل إن المبالغة في استعمال العقل مجردا من كل استيطيقا يؤدي إلى العكس عند عزله عن وظيفته التاريخية، وانغماسه الكلي في مكنكة الواقع.
الأصل في الاتجاهات العقلانية الأولية في العالم العربي أنها كانت تنصب بحمولتها النقدية المحدودة على نقد النظرية التي تعقلن الواقع- تبرره، وتجعله معقولاً بقصد تكريسه ـ أو تنغمس بكليتها في الجري وراء الاجترار. خير مثال على ذلك، ما كان ينادي به الكاتب الإقليميون: لويس عوض حسين فوزي ـ سندباد مصري ـ ، توفيق الحكيم.
وجد الكتاب العرب، في ظروف ما بعد النكسة، أنفسهم في مفترق الطرق: ركزوا على اللاوعي، على التراكم والخصوصية، لم يغلبوا واحدهما على الآخر، وإنما استثمروهما في حوارهم مع الفكر الإقليمي، فتجاوزوه عن اقتدار، نحو تعبئة شاملة دون السقوط في الاستلاب. فقد كان عليهم أن يختاروا. ووقع اختيارهم فعلاً وحصل. فالصراع مازال ممتداً، وينبغي له. ودن أن نقول: إنه سيفضي إلى المعجزة أو النحاح، يمكن مخالفة نجيب محفوظ: " لقد نجونا بأعجوبة... لم نفقد شيئاً يتعذر تعويضه ـ أو إصلاحه ـ " ـ شهر العسل ـ .
إنه خطاب يحمل شحنة إيديولوجية معينة لم تزد على أن ضللت جمهورا واسعاً غارقاً في التفاؤل: لكن، هل يكفي ذلك لإيقاف الصراع؟
الواقع أن الصراع بطبيعته، ينقاد، في غالب الأحيان، إلى ذاته، فيتأصل، ويتأبد في الرفض الدائم للانقياد، والإذلال، وكل مظاهر الازدراء. وعلى ذلك، تبقى الرؤية إلى الواقع راهناً، قضية فلسفية ككل، والمقصود بالكل،
الإنسان في كليته، والمجتمع المرتبط به ككل، والطبيعة المحيطة بهما ككل.
وبالرغم من ذلك، فهذا الرأي تقريبي، وتقابله الحلول التقليدية حول مسألة الوجود وشروطه، وعلاته...وهي حلول ظهرت عديمة الجدوى، وقليلة التأثير، بطروحاتها الجامدة اللاتاريخية. إلا أن حلول التغيير تدفعنا بدورها إلى الشك الذي يظهر حينئذ فوق الاختيار. فالمعاني من شأنها أن تخدع الحواس، فلا يمارس المبدع هنا إلا مهنة المشعبذ، أو المهرج، أو الحاوي.
على الأدب العربي أن يزيل الوهم، بعد أن وُجد في مفترق الطرق، يدق ناقوس الخطر تعبيراً عن تقهقر إنساني في العالم المعاصر أمام عدوانية الآلة، وجنون التكنولوجيا، وسيادة الأسلحة الفتاكة، وقد يتصدى الكاتب، في ثورة مضادة، في الوقت المناسب، وكأديب طلائعي، إلى الثورة التكنولجية والصناعة الحضرية. ومن هذا الموقف، قد يتسنى له، إذا ما بلغ هذا التقدم ذروته، و واكبه الإنسان حضارياً، أن يتصور مهمة " إزالة الوهم ." حينئذ يقال: إن الكاتب قد بلغ سن الرشد، حينما يدرك نفسه كذات متحررة وكذات أخلاقية.
لم يكن " إزالة الوهم " بالنسبة إلى الروائي، سوى جزء من الوعي النظري: لن نذهب مع بعض القائلين في حصره المكونات الأوتوبيوغرافية كلها في الحدود التي ينحصر فيها خبر صحفي عابر:" ماذا نقص كيف...
ولماذا... "
ببساطة، يمكن إلغاء تلك الحدود، أو جلها، على افتراض أن الإبداع لا يعود إلى الكتابة في التذاذ سري شاذ، ولا يتظاهر بالكلمات، شأن محرري شيكات بلا رصيد. لا نحتاج إلى اقتناع أن المبدعات لاتبحث دائماً عن قارئ لها عبر قنوات النقد والتنظير، فكثيراً ما يبرز صوت المبدعات من خلالها بالذات، كصيغة إيديولوجية تخاطب بدورها طبقة معينة لعلها الطبقة الساحقة، في حين أن النقد، من خلال سلطته الرمزية، يكتسي طابعاً فوقياً، في حواره مع الطرف النقيض له، ويملي شروطه حتى يعتقد الطرف المناقض له، أنه يستعرض عضلاته.
محمد الإحسايني – الميثاق الوطني : ص2 بتاريخ 11 / 12/1983



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة في حقبة الهزيمة 1
- نعم ...أثر أرسطو في المناطقة العرب
- دليل رحلة رامبو
- إطلاق النار والمقبرة
- جواد أصيل شعر. لبودلير
- قنديل الليل وحديث الصم في سفر القطيعة
- سقوط هالة المجد
- من رسائل بودلير...1
- رواية
- بودلير لوركا في شعر صلاح عبد الصبور
- لعبة الطفل الفقير
- إشراقات بعد الطوفان-لآرتور رانبو *
- عناصر منفصمة...14
- عناصر منفصمة...13
- عناصر منفصمة...12
- نصف كرة في خصلة شعر
- خمرة العشاق
- عناصر منفصمة..11
- الإنسان والبحر
- عناصر منفصمة...10


المزيد.....




- سار على خطا والده.. وفاة الممثل تشاد ستيف ماكوين عن عمر 63 ع ...
- الازدواجية تثير الغضب الفرنسي: باكو تسجن فنان غرافيتي فرنسي ...
- مهرجان تورنتو يقرر -تجميد- عرض فيلم -روس في الحرب- بسبب تهدي ...
- فيلم دي ماريا الوثائقي.. حبوب منومة و-فضيحة- فتاة في المصعد ...
- تأجيل عرض الفيلم الهندي -الطوارئ- تحت ضغط السيخ
- -العدالة- في سراييفو.. معاناة الفلسطينيين في قلب مهرجان الجز ...
- أبو الغيط يطلق كتابه شهادتي باللغة الإسبانية في مدريد
- مصر.. نظرات فنان مشهور لفنانة شابة تثير جدلا واسعا
- -فين أنا- في دورته الخامسة.. مسار فني لإعادة اكتشاف طنجة الم ...
- نجمة أفلام إباحية أمريكية شهيرة تكشف تفاصيل تعرضها للحجز في ...


المزيد.....

- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - الحس التاريخي