أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - ما هي جدوى الشعر














المزيد.....

ما هي جدوى الشعر


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 07:05
المحور: الادب والفن
    



(1)

ما هي جدوى الشعر
في زماننا
ما هي جدوى الحب
في زماننا
وكلمّا أردت ُ أن أهتف َ
أن أغازل النجوم والشقيق
واستنارة الضبابْ
وكلما عثرتُ في أكوام ِ
أفكاري على عبارةٍ
تبدىءُ الكتابْ
وجدتني منطرحاً
فوق رمال النار والعذابْ
وفي فمي جنادلٌ
وفي فمي ترابْ

(2)

وكلما مرّ عليَّ الدهرُ
صرتُ حارقا كالنارْ
مفترساً كالنارْ
إن ّوجودي ها هنا
مضيعة ٌ كبيرة ٌ
وشوقي َ المظفّرُ انكسارْ
ماذا تراني قائلٌ
ماذا تراني فاعل ٌ
وهل أظلُّ هكذا لفترة ٍ طويلة ٍ
أخاطبُ الأشجارْ
وهل أظلُّ هكذا لفترة ٍ طويلةٍ
أصارع ُ الغبارْ
اليوم َ يذبلُ السنا
شيئاً فشيئاً........
تختفي حضارة النجوم والشقيقِ
واستنارة الضبابِ
ثمّ يسقط الستارْ

(3)

ما هي جدوى الشعر في
زماننا المنزلقِ المجنونْ
عولمة الأنسان والأحساسِ
في عالمنا الجديدْ
الولد المعاق والطالع من
ذاكرة الأفيونْ
أوّاه لن تفهم أحزاني سوى الصحراء
أرجعوا لي السماءَ
من سرقتم السماء ْ
أرجعوا لي براءة ألاطفال في العيونْ
والقمر ألابيض والنخيل والزيتونْ
لا الشجر ُ الأسود في قارعة
الطريق ِ يستوقفني
لا الشمس إذ تموت تسترحمني
ولا أخي قابيل ُ يستفهمني
جميعنا في غربة ٍ
مريرةٍ
كأنما قابيل لا يفهم ُ احساسي
ولا يفهم ُ ما أقولْ
كأنما من ألف عام ٍ
ربّما قتلني
من ألف ٍ عام ٍ
ربمّا قتلته
تذكّر الحقدُ الذي يأكله
بأننا كنّا سوّياً مرة ً
وفرّق الشيطان ُ فيما بيننا
وخلط الزمان من ورائنا
القاتلَ بالقتيلْ
في دربنا الطويلْ


(4)

أهذه البلاد لا يطلع في
سمائها الصباحْ
أمطارها ميتةٌ وغيمها نباحْ
تزعجني ....تخيفني .....
كأنها مسكونة ٌ باألف ألف ِ
مهجة ٍ شريرةٍ
أخاف ان غفوت ان تأكلني الرياحْ
لا الشعر يسقيني ولا يطعمني
الحبُ ...
ولا يُسكنني
وقد ْ أظل ُّ هائماً طريدْ
تعلكني مصانع الحديد ْ
تنفثني المداخن العظامْ
وأغمض الجفون َ عن ذاكرتي
لعلّني أنامْ
الشعر ُ في مدينتي
كوجه طفل ٍ حالمٍ
قد ضاع في الزحام ْ....!

(5)

اليوم ما عدت ُ نبيّاً عاشقاً
ولم أعدْ أذكر ُ شيئا ً واحداً
من ذلك الغرام ْ
أهربُ من حبيبتي
أهرب من طفولتي
أهرب ُ من سماوتي
أهرب من براءة الخيامْ
من أيّما سيارة ٍ تضيءُ
في الظلام ْ
أهرب ُ من نفسي
فإن ّ الشعر في
زماننا إنفصامْ
والحب في زماننا إنفصام ْ
وكلُّ ما أحمل ُ في حقيبتي
حطامْ......!
صيف عام 1999



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوليوس قيصر شاعرا
- احبك اه شفاعمرو
- قصائد مختارة
- لا تصفي الحياة كما هي
- جحيم الاحلام
- فوح الورد الحار
- غامض دمها في دمي
- عندما ......عندما
- كاما سوطرا لترتيب اعضائنا
- رغبة لا تلح سوى بالبراكين
- موسيقى البحر
- في القدس اعرف من انا
- طيور السكونك
- تحولات لمرايا نرسيس
- لغة الجمال
- اغنية اوديس الفلسطيني
- قصائد اولى
- أوتوبيا انثى الملاك
- اوراق
- مقال


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - ما هي جدوى الشعر