أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - كنائسهم ومساجدنا














المزيد.....

كنائسهم ومساجدنا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 06:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قيض لي ان اتعرف قبل شهور على رجل اقترب من الاربعين. كان يملك عينين زرقاويتين وجسم نحيف بل ان النحافة سمته في كل شيء حتى في طريقة كلامه.
عرفت منه انه كان مدمنا على الكحول قبل سنوات, وقبل يومين دعاني الى احدى الكنائس ليحتفل بعيد ميلاده الخاص. لم اسأله لماذا اختار الكنيسة فقد كنت صبورا لمعرفة ما يجري بعد ذلك.
اوقفنا سيارتنا في الموقف الخاص بالكنيسة التي اصبحت الان ببنائها الشاهق على يميننا بينما اصطفت العديد من القاعات على الجهة اليسرى.مررنا بالقاعة الاولى التي يبدو انها روضة اطفال دون سن الثالثة وكانت القاعة الثانية ملتقى كبار السن والمتقاعدين واشارت القاعة الثالثة الى جدول مواعيد العمل للعاملين فيها لاستقبال من يرغب في تنظيم دخله الاسبوعي ويبحث مجانا مع الاختصاصيين طريقة التخلص من التبذير في المصروفات اليومية.
دخلنا القاعة الرابعة حيث استقبلتنا مجموعة من الرجال والنساء بالشموع والزهور. ولم تمض لحظات حتى اعلن احدهم بانه حان وقت قطع "الكيكة" واطفاء 12 شمعة هي عمر صديقنا المحتفى به.
اصابتني الحيرة فالرجل يكاد يبلغ الاربعين فكيف يحتفلون بعيد ميلاده الثاني عشر ولم اشك بخطأ كل هؤلاء المحتفين وقررت مع نفسي ان اصبر قليلا لعل الامر ينجلي بعد حين.
وانجلى الامر بعد دقائق فقد كان جميع الحاضرين من المدمنين على الكحول وكانت هذه القاعة مخصصة لاستقبالهم يوميا لتنفيذ ورش عمل على ايد متخصصة في التخلص من ادمان الكحول.
وعرفت ان هذا الجمع يحتفل بصديقي الذي مر عليه 12 سنة منذ ان توقف عن شرب الكحول.
فترة صمت اعقبتها كلمات صديقي الذي تحدث عن تجربته في شقيها: شق الادمان على الكحول وشق التخلص منه.
كان حديثه شيقا فعلا فقد كان يختار كلماته بعناية فهو يعرف ان هذه الكلمات سيكون لها تاثيرها على بعض الحاضرين الذين سيستمعون اليه باخلاص وربما يفكرون جديا بالتخلص من ادمان الكحول.
لاحت مني التفاتة الى يسار القاعة لاجد مدخلا اثارني بزخرفته فتسللت اليه ومنه اطليت على رفوف من الكتب لايشعر بهيبتها الا من ادمن القراءة والكتابة. في ركن سحبت كرسيا وجلست لم اكن انوي ان اتفحص الكتب ولكني اطلقت لنفسي العنان.
ترى من اشتري كل هذه الكتب؟ هل هو القس ام البابا ام مسؤول المشتريات في الكنائس ام من؟ سالت ذلك لاني شعرت ان هذه الكتب لاتقدر بثمن ليس لكثرتها فقط بل لانها تضم تاريخ حضارات مختلفة في العالم كان ذلك ملفتا من خلال علامات التقسيم المعمول بها في المكتبات.
لم يكن كل هذا يعنيني ولكن الذي كان يدق في رأسي ان هذه الكنيسة التي تستقبل المصلين في يوم الاحد فقط يكون العاملين فيها مثل خلية نحل في باقي الايام.
تخليت ان احد مدمني الكحول في مدينتنا الجنوبية "اقصد جنوب العراق" دخل الى احد المساجد يطلب المساعدة فقد تعب من هذا الوضع وهو يريد المساعدة عبر اللجوء الى الله من خلال هؤلاء الصالحين الذين يرتادون المساجد ويقيمون الصلاة في اوقاتها.لا يخطو اكثر من عشر خطوات حتى ان يغادر صوتا اخر يهيب بالجمع ان يفيقوه فامامه مائة وسبعون جلدة كل يوم ولمدة سبعة ايام.ويتخيل اليه انه يسمع اخر يقول دعونا نعلقه على باب الجامع ليكون عبرة لمن اعتبر.
اغمض عينيه وسد اذنيه وبكى بالم وهو يناجي ربه:
اهكذا يارب تسمح لعبيدك ان يعاملوا المرضى امثالي...انا اعرف انك تسع بحكمتك السماوات والارض ولكن عبيدك صغار النفوس يعتقدون ان بيتك ملكا لهم فقط ولم يعرفوا اني عبدك ايضا جئت الى بيتك اطلب المعونة بعد ان ضاقت بي الحيلة. انت رؤوف رحيم ولكنهم مسكوا السياط وانهالوا على ظهري ضربا وتجريحا, جئت تائبا من خلالهم اليك ولكنه وقفوا بيني وبينك. ولكني وعزتك لن ادعهم يستمتعون بما يريدون فساخرج من هذا المكان طالبا اللجوء اليك قريبا من الشطآن التمس منك التوبة النصوح بعيدا عن هؤلاء " العاهرين" الذين لا ادري لماذا سكت عليهم كل هذه السنين.
اني سالك المغفرة يارب العزة لي ولهم فانت التواب الرحيم.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مدينة الصدر
- انا وباسم وصائغ الذهب
- ميوشة والعنكبوت
- اربع حكايات اسيوية
- ميوشة تقص شعرها وتنثره بين النسوان
- اروع مخابرات في العالم
- خطبة ابوبريص
- الحجاب الحاجز
- شبعاد
- بمناسبة مرور 5 سنوات على انشاء الحوار المتمدن
- بغداد ... في عيون مي
- يوميات صحافي ... سائق تاكسي/ الحلقة الرابعة
- يوميات صحافي .. سائق تاكسي / الحلقة الثالثة
- يوميات صحفي ... سائق تاكسي- الحلقة الثانية
- يوميات صحفي ... سائق تاكسي
- اتمنى ان اصير امرأة
- حتى الكلاب
- ينتحرون حتى في الجنة
- انا مهدي المنتظر وهذا صك البراءة
- هكذا تحدث عبد الباقي بن يرفوع


المزيد.....




- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - كنائسهم ومساجدنا