أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اتمنى ان اصير امرأة














المزيد.....

اتمنى ان اصير امرأة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 07:14
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد خمسة عقود من الرجولة والشوارب الكثة وبحة الصوت المعهودة، تمنيت ان اصير امرأة ما تبقى لي من العمر.
دعوت الله ان يحقق لي هذه الامنية .. قلت له مناجيا:
- يارب، انت تعرف اني بدأت اشعر باني اكبر كذاب على هذه الارض، فلا الشوارب نفعت ولا النضالين السلبي والايجابي - اقصد السري والعلني- اتى ثماره.
جاء الشيوعيون وذهبوا، ركب القوميون الموجة ثم تاهوا، وخطب المستقلون ثم عدلوا، واصدر الاشتراكيون بياناتهم ثم مسحتها الريح، وانا هنا وحدي لا اعرف ماذا افعل بعد ان صار اصحاب اللحى سادة الموقف.
انا اعرف يارب انك تكره الادعياء وانا احذو حذوك ولكني لم اجد في الرجولة ما اصبو اليه. في ايام المراهقة ادمنت القراءة ثم جربت الكتابة. قالوا لي ان مستقبلك واضح، ستكون كاتبا مشهورا ولم اكن اعرف ان الذي يقرأ كثيرا يصبح كاتبا.
وفي العقد الثاني من عمري تمنيت ثلاثا: ان اقول مايحلو لي - يسمونها بالديمقراطية هذه الايام- وارتبط بزوجة تقرأ اكثر مما تتكلم وان اعيش في مزرعة ليس فيها سوى الطيور والورق والاقلام.
وفي الثلاثين هجمت على عقلي الوساوس ودودة الجنون وفضٌا بكارته. طلقت شريكة العمر لانها "مغرورة" تريد ابداء رأيها بكل شيء حتى في ..... وطفح الكيل بعد صبر رجولي طويل. اذ كيف اسمح لامرأة ان ترفع صوتها اعلى من صوتي ، من منا الرجل؟؟ كيف يمكن ان تشترك في نقاشات ومؤتمرات وخطب وانا جالس في البيت اشرب الشاي.. اية رجولة هذه!.
امرتها الا تبارح البيت فابت، قلت لها ان المرأة وعاء للانجاب وتربية الصغار.. هكذا ارادها اصحاب اللحى وانا منهم فلم ترتدع.
جاءت ساعة الانفصال ولم تتوقف حتى هذه اللحظة.. نسيت ان اقول لكم انها تذكرني" باني الرجل دائما". بكيت مرة فقالت"عيب انك رجل" وزحفت مرة مع حفيدي على الارض فقالت" عيب انك رجل".
وها قد تحققت امنيتي الثانية - والشكر لك دائما يارب- فهاهي بلادي تنعم بالديمقراطية والامان بفضل المدعو اسامة بن لادن - حفظه ورعاه- اذ لولاه لما استوزر الشيوعيون وحصلوا لاول مرة في حياتهم على وزارة الثقافة والاعلام، ولولاه لما استطاع الشيعة ان يشكلوا اغلبية في البرلمان ويتصارعوا على تشكيلات اخرى ليس منها اعلان الجنوب ولا حراسة المنشات النفطية ولا اغتيال الحلاقين باسم ولاية الفقيه ولولاه لما استطاع السنة تنظيم صفوفهم واعادة توحيد مذاهبهم ضد الخوارج وتكفير كل "حاسد اذا حسد".. ولولاه ايضا لما ارتفع صوت المندائيين والتركمان مطالبين بدولة ورئيس.. ولولاه لما استمتع الناس بمشاهدة الدبكة الكردية وتراث الاكراد الموغل في القدم من على شاشات التلفزيون.
وكانت الطامة الكبرى حين ازف وقت تحقيق الامنية الثالثة: وجدت نفسي في مزرعة صغيرا -ما ازال اعيش بها لحد الان- محاطة بسور كأنه اعد لها خصيصا وبيت ذو طابقين وبقرتان وعشر دجاجات بيوض واربعة خرفان، ليس هذا فقط فهناك اطنان من الورق وانواع من اقلام الحبرو"لاب توب" حديث.
في السنة الاولىمن اقامتي فيها اقنعت نفسي بالابتعاد قليلا عن الكتابة وتأجيل مشاريع الرواية والقصص القصيرة وبحوث الرأي العام واساطير الاطفال، فهذا زمن الاسترخاء في هذه المزرعة الرائعة.
في السنة الثانية كنت قد استمرأت طعم الكسل فالدولة تصرف راتبا لكل العاطلين عن العمل فلماذا ابحث عن "وجع الرأس"، وهناك ايضا من يكتب بديلا عني .. ناس في المقاومة وناس في السلطة وناس مع كاسترو وحتى الذين في السجون سيكتبون بدلا عني فلماذا استهلك الورق والاحبار؟.
وفي السنة الرابعة اكتشفت اني دعي وكذاب.. اكتشفت ان مشروع الرجولة مازال مؤجلا وهو مشروع مثل باقي مشاريعي ينتظر التمويل.
وفي السنة الخامسة اقسمت اني دعي وكذاب بشوارب ثخينة لجميع الاطباء الذين راجعتهم من اجل التخلص من فحولتي.. ولكن لافائدة.
المهم اتمنى ان اصير امرأة الان وها انا التجأ اليك يارب لعل الانوثة تحقق لي شيئا لاكف بعد ذلك عن الكذب والادعاء.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الكلاب
- ينتحرون حتى في الجنة
- انا مهدي المنتظر وهذا صك البراءة
- هكذا تحدث عبد الباقي بن يرفوع
- هكذا تكلم عبد الباقي بن يرفوع
- ميوشة تنذر للملا مطشر
- مازالوا يضحكون حتى اعداد هذا الخبر
- ميوشة تزور قبر الملا مطشر
- ميوشة تتفلسف على النسوان
- ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل
- ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
- ميوشة تكتشف عذاب القبر
- اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها
- بعبع المخابرات
- هذا العصفور لا احبه
- الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
- قاتل الله الجاجيك
- رسالة غير مكتوبة الى رب العزة


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اتمنى ان اصير امرأة