أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل














المزيد.....

ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:31
المحور: كتابات ساخرة
    


استيقظت "ميوشة" ليلة امس الاول على دقات عنيفة تهز باب غرفتها، نهضت من فراشها دون ان تشعر كانها قوة مغناطيسية سحبتها الى باب غرفتها غصبا عنها. اسرعت الى باب الفرفة الذي تعرف مكانه جيدا رغم الظلام الحالك، ولكنها توقفت قليلا فقد نسيت ان تلبس غطاء رأسها، عادت الى وسط الغرفة وقفت ثوان كأنما نسيت ما الذي تريده، تنبهت مرة ثانية على طرقات اعنف على باب غرفتها، تناولت حجابها على عجل وفتحت الباب.
رغم الظلام الكثيف الا انها احست بوجود رجلين احدهما يبدو ضخم الجسم وذو كرش بارز والاخر غير واضح المعالم بسبب الغترة التي كان يلبسها.
سمعت البدين الذي كان يتقدم صاحبه يسألها:
- هل انت ميوشة؟
- نعم انا ميوشة
- وهل يوجد غيرك في هذا البيت؟
- لا ابني انا بس وحدي
- خلاص ياحاجة تعالي معنا، الضابط يريد ان يشوفك
- ولكن هذا الضابط ما يستطيع ان ينتظر الى الصباح
- لا ميوشة انه يريد ان يشوفك الان
اقتادها الاثنان في سيارة جيب صغيرة. كان الاثنان صامتين.
سألت القريب منها وكان يلبس "غترة" حمراء، لقد رأته الان بوضوح:
- الا تعرف ابني "شنو" يريد مني الضابط؟
- ............
التفت الى الرجل السمين وسألته نفس السؤال. اجابها بعد ثوان دون اهتمام وحتى دون ان يلتفت اليها:
- ستعرفين بعد قليل
احست "ميوشة" بانه لافائدة من السؤال ولكنها شعرت بقلق غامض يعصرها كأنما قذفوها من جبا شاهق. ولكنها تعرف جيدا انها لم ترتكب اي خطأ ضد هذه الحكومة ولا حتى الحكومات السابقة. فهي تبدأ يومها بزيارة جاراتها، ام زهير وام علوان وام خير الدين وتشرب الشاي عند هذه، والماء البارد عند تلك، ولا تنسى ان تسأل عن الحاجة نظيرة التي فقدت بصرها بعد اختطاف ابنها الذي لم تعرف سببه لحد الان، كما تسأل عن زوجة محمود التي حلقت شعرها الذي كانت تتباهى به امام صديقاتها وبسببه هام بها محمود وتزوجها رغم معارضة اهلها، الا انها لم تهنأ معه فقد جاء اليوم االذي تركها به وحيدة بعد ان اقتحم ملثمين الدار واقتادوه الى حيث لايعلم احد و...
ايقظتها يد الرجل البدين من افكارها وحين فتحت عيناها عرفت انهم وصلوا الى المكان المطلوب .. مكان الضابط الذي لم يستطع الانتظار الى الصباح ليراها.
ادخلوها مبنى لايبان منه الا بابه الخارجي. مشت مع الرجلين، البدين وصاحبه مسافة احست بانها طويلة نوع ما قبل ان تصل الى غرفة ادخلوها اليها واقفلوا الباب.
لم تجد في الغرفة سوى كنبة طويلة وكرسي ذو مسند عال وارض ملساء الا من سجادة كالحة تآكلت اطرافها ورميت باهمال في ركن الغرفة. لم تدر من اين خرج لها رجل قاسي الملامح يبدو في الاربعين من عمره، لم يجد الكافي لتمشيط شعره الا ان لحيته كانت مرتبة بشكل ملحوظ.
سألها:
- انت ميوشة؟
اجابت "نعم". سألها مرة اخرى:
- وماأسم حفيدك؟
تسارعت دقات قلبها، احست بالخوف عليه فهو الوحيد الذي بقي لها في هذا العالم رغم انه بعيد عنها... بعيد الى حد انها يأست من رؤيته مرة ثانية ولكنها ستظل مشتاقة اليه.
- عباس .. اسمه عباس يا ابني
- واين هو الان..؟
- لا ادري هاجر الى الخارج من عشرين سنة
- اتعرفين الى اي بلد هاجر
- لا والله ابني ما اعرف
- وهل يبعث رسائل
- مرات ابني
- وما يذكر اسم البلد الذي يعيش فيه
- لا ياابني
- ما يصير يا ميوشة لازم تعرفين
- كيف اعرف
- يعني من تكتبين له رسائل لازم تكتبين له العنوان
- والله يا ابني انا ما اعرف اقرأ واكتب، بعض الاحيان اطلب من اولاد الجيران يكتبون كل شيء
- زين ... عباس كان يصلي
- طبعا يا ابني، ما يترك فرض، يصلي 3 مرات باليوم
شعرت باحساس مزعج وهي تقول كلماتها الاخيرة. سألها صاحب اللحية الانيقة:
- الم تريه مرة يصلي 5 مرات؟
- لا اتذكر يا ابني، بعدين شنو الفرق ربنا واحد
- لا ميوشة لازم تعرفين الفرق
- شنو الفرق يا ابني
- الرقم 3 مو يختلف عن الرقم 5؟
- طبعا
- ونفس الفرق في الصلاة. اللي يصلي 3 مرات غير اللي يصلي 5 مرات
- بعدني ما افهمت
- ميوشة منو اكبر، رقم 5 او رقم 3
- رقم 5
- شوفي، ليش لعد عباس ما يروح على الرقم الكبير
- والله يا ابني راح اسأله باول رسالة هذا السؤال ... بس ابني شنو مناسبة هذا الكلام؟
- حفيدك يسبنا في الصحف والمجلات
- لا .. لا ماله حق، اصلا السب والشتم مو خوش عادة
- وانت ميوشة كم مرة تصلين؟
- ابني انا اصلي 3 مرات وبعض الاحيان اربع مرات وتجي ايام اصلي الليل كله . والله يشهد ما تركت الصلاة يوم واحد حتى وانا مريضة، واعرف اذا ما صليت ربنا يغفر لي . منو للناس غير ربهم.... بس "يما" ليش تسأل؟
- سؤال بس
- بس اني ما سمعت مثل هذا السؤال من قبل
- الان اسمعيه
- ليش؟
- الوضع اختلف
- شنو اللي اختلف
- الفرق بين رقم 5 ورقم 3



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
- ميوشة تكتشف عذاب القبر
- اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها
- بعبع المخابرات
- هذا العصفور لا احبه
- الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
- قاتل الله الجاجيك
- رسالة غير مكتوبة الى رب العزة


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل