أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حتى الكلاب














المزيد.....

حتى الكلاب


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:29
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا هو الطبيب النفسي الخامس الذي يفحص صاحبنا عبد الامير وللمرة الخامسة لاينفع معه العلاج. كل ماقالوه الاطباء الخمسة انه مصاب بداء الكآبة الشديد وهو مرض لاينفع معه الا العلاج الذاتي فقط.
لم نصدق كلام الاطباء فصاحبنا عبد الامير بينه وبين الكآبة مثل ما بين المالكي وقوات الردع الزرقاوية ، فنحن لا نراه الا ضاحكا. نحن نبكي وهو يضحك ونحن نناقش قضايا الساعة بصراخ عال وهو يضحك ، نحن نعبس في ايام عاشوراء بحكم العادة وهو يضحك ونحن نحضر المآتم ونبكي ونلطم وهو يضحك ونحن نسب ونلعن اولئك الذين اطلقوا لقب "شهيد الامة" على الزرقاوي وهو يضحك. وحين نسأله عن هذه "الفطارة" يقول هازا كتفيه:
- شسوي امي جابتني وانا اضحك.
وفي يوم ما اقنعناه ان يعرض مشكلته على طبيب شعبي عسى ولعل ان تحل عقدة الكآبة عنده. ولكن الامر ازداد سوء بعد الكشف فقد انقلبت كآبة عبد الامير الى بكاء ونشيج وظل اياما وليال وهو ساهم، يبكي مرة بصمت ثم ينحب بصوت عال ويضرب كفيه ببعضهما تارة ويلطم خديه تارات اخرى.
وفي يوم مشهود قدناه الى احد "الملالي" المعروفين في مدينتنا. دخل عبد الامير بمفرده على "الملا" وقعدنا نحن في باحة الدار منتظرين.
بعد اقل من نصف ساعة سمعنا صراخا متواصلا خرج بعدها عبد الامير اشعث الرأس حافي القدمين وقد انطفأ بريق
عينيه فيما كان يتمايل كالسكران وهو يتجه الينا . اسرعنا اليه، احتضنه احدنا بينما ذهب آخر الى الملا ليعرف ماذا حدث.
قدنا عبد الامير الى الخارج وسمعنا صاحبنا الذي خرج من مقابلة الملا يقول:
- لافائدة .. ان الملا يقول لافائدة في علاجه ، سيبقى هكذا طول العمر.
تبرع احدنا بالسؤال
- الم يخبرك بالتفاصيل؟
- فقط قال لافائدة من علاج صاحبكم فانه "ممسوس" والجني الذي في داخله لايريد الخروج.
ظل عبد الامير اياما اخرىمضربا عن الحديث والضحك لا بل حتى الابتسامة صارت بعيدة المنال. لم نكد نطيق هذا الوضع فكان علينا اما ان نجاريه بالعبوس او نبتعد عنه، وبعد نقاش طويل استمر اياما آثرنا الخيار الاول.
ويبدو ان الخيار الاول قد اتى ثماره بعد ايام فقد جاءنا عبد الامير ذات صباح مورد الوجه ضاحك القسمات واستبشرنا خيرا حين سمعناه يقول
- المعذرة يا شباب لقد كنت سخيفا في الايام الماضية وارجو ان تجدو لي عذرا في ذلك
قال احدنا مشجعا
- لا لم تكن كذلك يا عبد الامير انها ازمة نرجو انها مرت بسلام
قال وفي صوته رنة غضب خفيفة
- ليست ازمة ياشباب انها نكتة.. نكتة فجة عصرت قلبي اياما وجعلتني كئيبا.
قال احدنا
- وماهي هذه النكتة؟
لاتبالون ساحكيها لكم في يوم من الايام. قال عبد الامير
اقسم احدنا بالطلاق مثنى وثلاث ورباع اذا لم يسمعها الان ( تبين فيما بعد ان صاحبنا استعمل هذه العبارة ليكون الطلاق رسميا عند جميع المذاهب كما تبين انه كان يتمنى ان يرفض عبد الامير طلبه حتى يتخلص من زوجته بحجة شرعية)
قال عبد الامير متحسرا:
- تربطني مع صديق خليجي علاقة قوية بعد ان تعرفت عليه في احدى سفراتي الى تايبيه. وهذا الصديق لم ينقطع عن مراسلتي ابدا، يسأل عن احوالي دائما وفي كل رسالة يقول لي انه سيكون سعيدا اذا قضى لي حاجة وارد عليه بالقول تسلم يا "ابو راشد" - وهذه هي كنيته- اريد فقط ان ازور بلدكم في يوم من الايام. كانت رسائله متشابهة تقريبا الا الرسالة الاخيرة فقد كانت تحمل...
لم يستطع ان يكمل جملته وخفنا ان ينتكس ويعود الى كأبته ولكننا رايناه يعض على شفتيه وينظر ساهما الى الافق.
اكمل
- لاتخافوا سأكون قويا باذن الله .. العنة على تلك الرسالة. انا اعرف ان "ابو راشد" لايقصد الاساءة ولكنني لم استطع ان اجرعها... ايه شباب .. قال ابو راشد في رسالته الاخيرة انه قرأ اعلانا في احدى الصحف الاجنبية عن بيع كلب من نوع مالديشي المختص بجر العربات والحمولة الثقيلة. ولانه يحب هذا النوع من الكلاب فقد ابرق الى لصاحب الكلب الذي يعيش في لندن ينبئه عن نيته شراء الكلب. وتمت الصفقة ودخل الكلب مع ملفه الصحي ارض مطار تلك الدولة الخليجية مشيرا الى انه استقبله بالاحضان ولكن قبل ان يتم فعل "الحضن" كما قال ابو راشد رأى احد رجالات المطار يتقدم اليه مبتسما وقال:
- هذه اوراق الكلب" بوند" ارجو ان تختمها في مكتب الخروج فقد دققنا على تأشيرته الصادرة من سفارتنا هناك ووجدنا كل شيء على مايرام.
سكت عبد الامير دقائق حسبناها دهرا ثم صاح غاضبا
- اما حزرتم يا شباب ... حتى الكلاب يمنحوها "فيزا"... ويلكم حتى الكلاب احسن منكم.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينتحرون حتى في الجنة
- انا مهدي المنتظر وهذا صك البراءة
- هكذا تحدث عبد الباقي بن يرفوع
- هكذا تكلم عبد الباقي بن يرفوع
- ميوشة تنذر للملا مطشر
- مازالوا يضحكون حتى اعداد هذا الخبر
- ميوشة تزور قبر الملا مطشر
- ميوشة تتفلسف على النسوان
- ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل
- ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
- ميوشة تكتشف عذاب القبر
- اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها
- بعبع المخابرات
- هذا العصفور لا احبه
- الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
- قاتل الله الجاجيك
- رسالة غير مكتوبة الى رب العزة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حتى الكلاب