أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميوشة تتفلسف على النسوان














المزيد.....

ميوشة تتفلسف على النسوان


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 06:55
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتدلت "ميوشة" في جلستها تماما كما تفعل قارئات العزاء قبل يبدأن في قراءة قصائد النعي ثم قالت :
- اسمعن يابنات، لدي حفيد هاجر الى الخارج منذ عشرين سنة. كانت تصلني منه بين الحين والاخر رسائل يستفسر فيها عن صحتي واحوالي.. وكنت راضية بالكلمات القليلة التي يبعثها لي، وبصراحة لم ارد عليه الا في بعض الاحيان،حين اشعر انه قلقان او يفكر في مشكلة ما.
وفي هذه المرة يابنات وصلتني منه رسالة طويلة لم افهم منها شيئا سوى كلماته بانه سعيد وانه توصل الى نتائج رائعة في دراسته التي قدمها الى جهة لا اعرف كيف الفظ اسمها فقد كتبها بحروف غريبة علي. ولا اخفيكم- يابنات- اني زعلت منه هذه المرة فقد قال لي كلاما غريبا لم اسمعه من قبل . قال لي مثلا انه تعلم في المدرسة وهو صغير ان الاسرة هي نواة المجتمع وهي لها الدور الاول في تربية الاولاد ثم يقول في رسالته ان هذا الكلام غيردقيق لان الاسرة لم تلعب الا الدور الثاني في التربية والدولة هي التي لها الدور الاول في ذلك.
وبصراحة يابنات لم افهم هذا الكلام فاستشرت الشيخ "ابو صالح" المعروف بحكمته وعقله الكبير ولكنه لم يعطني جوابا مقنعا فذهبت الى الملا "كاظم" الذي ضحك وقال بعد ان قرأ الرسالة : ان حفيدك يتفلسف .
ظللت طول النهار الف على الملالي والشيوخ في كل احياء بغداد فهم صاروا معروفين الان لكل الناس ولكنهم لم يعطوني ايضا الجواب الذي اريده الا واحدا عثرت عليه بعد مشقة وهو الشيخ "ابوعلي".
والشيخ ابو علي - يابنات- مسؤول عن حي الدورة وملحقاته، والحق يقال انه شيخ طيب فقد استقبلني بابتسامة لم اجد مثلها على وجه شيوخ كثيرين ثم قدم لي "استكانة" شاي وهو امر غريب لدى هؤلاء الشيوخ الذين يعتبرون مجرد النظر الى يد المرأة - دون ملامستها- كفروالحاد بل هو من الآثام التي يعاقب عليها رب العالمين.
قرأ الشيخ ابوعلي رسالة حفيدي اكثر من مرة وبدا عليه الاهتمام ثم صفن دقائق قال لي بعدها:
- ان حفيدك على حق في بعض ما يقوله.
سألته باهتمام وحماس:
- وماذا قال ياشيخنا؟
قال الشيخ:
- قبل ان اذكر لك ماذا قال ساسألك بعض الاسئلة.. اذا رأيت جميع جاراتك يعتنين بالزهور ويزرعن الورود في حدائق البيوت وينظفن امام دورهن كل يوم الا ترغبين ان تفعلي مثلهن؟
ردت "ميوشة" بالايجاب.
تابع الشيخ:
- واذا وجدت ان الناس يعتبرون الرشوة امرا غريبا على الموظف الحكومي الا توافقينهم على ذلك؟
وايضا ردت "ميوشة" بكلمة نعم وبسرعة هذه المرة لانها تريد "زبدة الكلام".
- واذا رأيت بعض العراقيين مثلا يسرعون الى متحف بغداد اثناء دخول قوات الاحتلال ليسرقوا تاريخهم، الا تشمئزين منهم.
- نعم .. لا بل احتقرهم.
- واذا رأيت ان بعضهم يقتل من اجل الدولار وليس حبا في صيانة كرامة الوطن ورد الغزو الا تبصقين عليهم؟؟
- نعم .. بل انبذهم الى يوم القيامة.
- هذا بعض ما اراد ان يقوله لك حفيدك.
- لم افهم بعد
قال الشيخ بعصبية :
- اراد ان يقول لك يا "ميوشة" ان تلك السلوكيات لاتنبع من الاسرة وانما من الدولة فكم من نظام ديكتاتوري انجب مجرمين ومصاصي دماء وقتلة وكم من عهود طاغية انشأت دويلات انتشرت فيها جرائم القتل لاتفه الاسباب وهذه كلها يا "ميوشة" لايمكن للاسرة ان تغرسها في ابنائها، فالاسرة لاتعلم على القتل ولا سرقة التاريخ ولا الرشوة فهناك عشرات العوائل الطيبة المسالمة المؤمنة بقيم العدالة والخير ولكن بعض ابنائها مجرمين لايخافون رب العالمين فهل هو ذنب الاسرة؟
عند باب البيت ودعني الشيخ ابو علي يابنات وقال لي:
- تذكري يا "ميوشة" ان عائلة المسمى" ابو درع" لم تكن تريد لابنها ان يكون قاتلا محترفا.
قالت في نفسها :وكذلك ابوطبر
سألته "ميوشة":
- ومن اراد ان يكون قاتلا؟
قال وهو يبتسم :
- الدولة يا "ميوشة".... الدولة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل
- ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
- ميوشة تكتشف عذاب القبر
- اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها
- بعبع المخابرات
- هذا العصفور لا احبه
- الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
- قاتل الله الجاجيك
- رسالة غير مكتوبة الى رب العزة


المزيد.....




- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ميوشة تتفلسف على النسوان