أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عواطف عبداللطيف - شذى حسون من رحم الألم خيط أمل














المزيد.....

شذى حسون من رحم الألم خيط أمل


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 07:16
المحور: المجتمع المدني
    


الألم يغزو النفوس ولا يستطيع عراقي مغالبته سواءاكان داخل العراق او خارجه

العراقي داخل العراق وهو يعاني من صعوبة العيش تحت وابل الهاونات والرصاص المتطاير من كل مكان

والمفخخات والاختطاف والقتل على الهوية والتمثيل بالجثث والقائها في الشوارع وفي المزابل ودجلة

اصبح نهارهم يبدأ بجثة قتيل وليلهم يمسي على اصوات الهاوانات واخبار المشرحة والجثث المجهولة الهوية

اثقلتهم تكاليف الحياة وهم يتراكضون من اجل الحصول على عدد من ألتار البنزين او الغاز في بلد

يطفو على بحيرة من النفط وعلى الكثير من الخيرات من اجل ديمومة الحياة وتوفير الطعام والشراب

للأطفال وحمايتهم من القتل والاختطاف

اصبح الطفل لا يعرف غير الرشاشة والمسدس لعبة يلهو بها والرعب والخوف يملئ نفسه

منظر الدم هو ما تراه العيون كل يوم والامراض تتفاقم والمخدرات تنتشر والادوية مفقودة والحصة التموينة

نماذج

لا علاقات اجتماعية لا زيارات لا تأدية واجبات وفي الكثير من الاحيان لا دوام للوضع الأمني السئ وغلق الطرق

الجامعات متروكة والاساتذة تحت التهديد والقتل

ام عمر تخاف على عمر وام علي تخاف على علي يحتضنون ابنائهم ويدعوهم اطول وقت ممكن امام عيونهم

اصبح الموبايل وسيلة الاتصال عند التنقل للأطمئنان واحدا على الاخر عندما يهز المكان صوت انفجار او تسقط

قذيفة هاون على حي ما

والعراقي خارج العراق لمختلف الاسباب منهم من غادرها منذ سنوات ومنهم من تم تهجيره ومنهم من قتل عزيز

عليه ومنهم من عانى من الاختطاف ودفع الفدية ومنهم من اضطر للسفر خوفا منهم من استقر في البلدان العربية

ومنهم من طلب اللجوء ومنهم من حصل على سمة دخول لدولة معينة واستقر فيها ومنهم من استطاع الحصول

على عقد عمل ليتمكن من اعالة ابنائه ومنهم من وقف طوابير امام المنظمة الدولية للهجرة بغية الحصول على خيط

أمل لمستقبل مجهول له ولعائلته

تركوا خلفهم اهلهم وبيوتهم واقاربهم واصدقائهم يصحون على القنوات العربية وعلى اخبار القتل يسارعون الى

الاتصال بعوائلهم من اجل الاطمئنان عليهم وهم يبحثون عن كارتات مخفضة للأتصال بالعراق ونجد هناك من يسمع

انه فقد عزيز في المجابهة التي حدثت في الشارع الفلاني او سقط في الأنفجاراو قتل على يد ارهابي ويبدأ العزاء

وتتوافد العوائل العراقية المغتربة للمشاركة ويدها على قلبها ان لا يكون الغد دورها في ذلك

ويبقى الالم يعيش مع كل عراقي اينما كان لا راحة بال ولا استقرار يكون صباحه ألم ومسائه ألم يبحث عن شئ

يربطه بأيام العراق الجميلة أيام العز ايام المحبة ايام التآخي

العرب والاكراد والتركمان

المسلمين والمسيحين والصابئة واليزيدين

السنة والشيعة

جلساتهم افراحهم عزائهم احتفالاتهم اعيادهم لا فرق بين واحد واخر المحبة في قلوب الجميع واحدهم يساعد الاخر

واحدهم يسند الاخر في الشدة ويشاركه الفرح

اصبحت كلها أحلام

ان يجتمعوا من جديد

ان يشربوا من مياه دجلة النقية بدون جثث ويجلسوا على شواطئه ويأكلون المسكوف

ان يأكلوا خبزا حارا من التنور من طحين بدون برادة

ان يأكلوا تمر البصرة ويشربوا لبن اربيل ويأكلوا قيمر الحلة وقشطة الموصل وبرتقال ديالى

وتعود البيوت الكبيرة تحتظن بين اجنحتها الجميع صغارا كبارا فرحين متحابيين

وهم في احلامهم يحاولون ان يجدوا خيطا لأمل يربطهم ببعض

فعندما يلعب الفريق العراقي كرة القدم تراهم في كل مكان يتابعوه وتنقلب الافراح الى حيث يكونون وهم يستعيدون

ايام رقصهم وزغاريدهم ونثرهم الواهلية وصوت المزيقة في شارع الرشيد والمنصور والكرادة والمسبح والفضل

والاعظمية والكاظمية والدورة والسيدية وبغداد الجديدة والمشتل والبنوك والمستنصرية والغزالية والجهاد

والعامرية والجادرية

وتأتي شذى حسون لتجمعهم من جديد وهي تشارك بأسم العراق بأمكانياتها العالية

كم واحد منا استطاع وهو خارج العراق ان يوقف دموعه وهو يرى علم العراق في يدها ويد الجمهور

كم واحد منا مسك قلبه وهي تتنافس من اجل الحصول على أصوات الجمهور خوفا من خروجها

كم واحد داخل العراق وخارجه صوت لها

هل عرف احد منا عندما قام بذلك هل هي شيعية ام سنية

كل الذي نعرفه اننا نريد شيئا يبعدنا عن شبح الالم والحرب والمعاناة اليومية

شيئا يجمعنا معا

شيئا يخرجنا من رحم الألم ويعيد لنا الفرحة

شيئا يعيش في دواخلنا

شيئا يعيد في قلوبنا الأمل

شيئا يربطنا ببعض

شيئا نريد ان نمسك به ولا يفلت من

انه العراق .......وحب العراق........واسم العراق

وأن يعود العراق معافى ويعود الجميع اخوة متحابين الى بيوتهم وعوائلهم واعمالهم من اجل بناءالعراق بأياديهم

هل عرفتم ما استطاعت شذى حسون ان تفعله

استطاعت ان توحدنا وتظهر أصالتنا بعد ان عبثت الايادي المنتفعة والمرتزقة والمحتلة والخائنة من زرع التفرقة

بيننا لتثبت أنهم لا يستطيعون ذلك

ما دام في عروقنا يجري العراق

مادام في قلوبنا نبضا اسمه العراق

مادام في ارواحنا نفسا اسمه العراق

حفظ الله العراق والعراقيين من كل سوء

وجعلهم مترابطين متماسكين متراصين في وجه من لا يريد لنا الخير كائن من يكون



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية
- رموزي/ في الذكرى السنوية لرحيل الاديب مهدي الصكر
- اللغة العربية والغربة والتطور
- المصداقية والشفافية مصطلحات مطلوبة غير مطبقة
- بيتي
- هموم من يحمل الجواز العراقي
- أسئلة تحتاج الى اجابة
- عبر القارات
- الى كل عراقي شريف هل نقول اضحى مبارك وعام محبة
- الى كل عراقي شريف هل نقول أضحى مبارك وعام محبة
- شكرا لأنجازاتكم خلال عام 2006 فهل من مزيد
- تعمل ما لا يستطيع عمله أكبر السياسيين
- الحوار المتمدن لوحة جميلة منقوشة بالسيراميك
- السعادة
- خيط أمل
- أفتقد الحنان
- هل حقا انتم من تمثلون هذا الشعب
- وثيقة مكة والواقع
- انهم يتطلعون للنصر
- عراقيين نخب أول ونخب ثاني


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عواطف عبداللطيف - شذى حسون من رحم الألم خيط أمل