أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع














المزيد.....

إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعرف لماذا تجاهل معظم كتاب العراق موقفا خطيرا ً وجليلا ً كالذي اتخذه وزير العدل العراقي هاشم الشبلي حين قدم استقالته من الحكومة العراقية.. كان من المفروض ان يكون لهذا الامر وقع خاص في نفوس العراقيين في الظروف الحرجة والعصيبة التي يحيون بضلها.
لقد جاءت إحدى تبريرات الشبلي لقراره بالاستقالة بالقول (رأيت انني لا استطيع تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق, ولذا قدمت استقالتي) واضاف : لقد قدمت استقالتي بمحض رغبتي وليست هناك ضغوط دفعتني لتقديم الاستقالة. ويربط المراقبون بين موقف الشبلي الجديد وموقفه إبان مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية حين رفض وقتها استيزاره بمنصب وزير حقوق الانسان وقال بهذا الصدد (كان سبق وان عرض علي منصب وزير حقوق الانسان ورفضت المنصب لأنه اسند لي وفق اسس طائفية وانا لا أقبل بهذه الأسس) وبالتالي فان الرجل يعرف جيدا مالذي يتوجب عليه عمله فعلا ً في هذه المرحلة وان كان قراره بالاستقالة قد جاء متأخرا ً ولكنه على العموم موقف شجاع ونادر الحدوث في هذه الايام لا سيما واننا نرى برلمانيين فاشلين من أعضاء مجلس النواب يطالبون بزيادة رواتبهم الى 40 مليون دينار نعم أربعين مليون دينار (30 الف دولار) بالتمام والكمال رغم انهم لا يعملون شيئا ً ورغم ان الكثير منهم يداومون ويمارسون مهامهم من عمان ودمشق والقاهرة ومحطات استراحة ودولا اخرى بل ان منهم من لم يحضر حتى جلسة برلمانية واحدة وعدد من هؤلاء البرلمانيين ضالعين في الارهاب وفي قتل واختطاف المواطنين العراقيين وفي إثارة النعرات الطائفية والمتخلفة التي يذهب ضحيتها المواطن العراقي البرئ خدمة لمصالحهم وتحقيقا لأهدافهم واجندات دول أخرى.
من المفروض ان نشكر الشبلي لأنه تعالى على مصالحه الخاصة وضحى براتب الوزارة وشخص الخلل الذي تعاني منه الدولة والحكومة. الغريب في ردود الأفعال على استقالة الشبلي هو ما صرخ به على الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية من ان الشبلي كان ضمن الوزراء الذين يشملهم التغيير الوزاري الذي سيتم قريبا ـ كما قال ـ ولا ندري متى سيأتي هذا القريب وفي الحقيقة فان كلام الدباغ تبسيط فج للأمور وكأنه يقول؛ استقالتك لا تعني لنا شيئا ً فنحن سنخرجك في كل الاحوال وهذا منطق غير سياسي ولا يحفل بمعاناة الناس الناتجة عن الاداء السيء والضعيف لمعظم الوزارات إذ ان السكوت عن فشل الوزراء والتأخر في تبديلهم سيؤدي الى مضاعفة الضحايا الابرياء الذين يسقطون يوميا ً والى انسداد مئات اخرى من مجاري الصرف الصحي والى ضياع حتى الساعات الاربع من الكهرباء التي نستلمها على مدى اربع وعشرين ساعة وستتراكم تلال الازبال والقمامة وستصل اسعار النقل العام الى مديات فلكية بعد ان عجزت الحكومة عن شراء منشآت للنقل العام رغم انها تقول ان لديها فائضا ً عن اموال السنة المنصرمة وانها تمتلك مالية انفجارية وبدلا من الاعتراف بالفشل يتحدثون عن مترو بغداد الذي سينجز في اعوام قادمة وعن انارة شوارع العراق بالطاقة الشمسية وكأن الشعب العراقي بليد الى الحد الذي يخدع بكلام منمق. بل ان الفساد المالي وصل الى الحد الذي اعلنت فيه وزارة الصحة انها اوقفت عملية شراء اجهزة طبية بموجب عقد مع احدى الشركات الاجنبية بقيمة 400 مليون دولار لوجود فساد مالي في العقد حيث اعلن ان اسعار التجهيزات في العقد تفوق اسعارها في الدول المجاورة باضعاف رغم ان العملة المستخدمة في الشراء هي ذاتها الدولار وان المفتش العام في وزارة الصحة تلقى تهديدات من اطراف مجهولة لايقاف عملية تدقيق العقود. وهكذا تتم ادارة اموال الشعب العراقي ويجري التلاعب بها وما كشفت عنه وزارة الصحة لم تكشف عنه معظم الوزارات التي تتستر على المفسدين ويبدو ان هذا التستر هو المانع الرئيسي لعملية التغيير التي اعلن عنها السيد المالكي والتي يحاول منعها الكثيرون استغلالا ً للوقت لتمرير صفقاتهم المشبوهة على حساب دماء المواطنين لتعزيز ثرواتهم المهربة الى الخارج حتى انتهاء دورتهم الانتخابية التي يسعون الى ان تمتد طيلة السنوات الاربع لجني اكير كمية من الارباح والاموال اما بعد ذلك وحين مجيئ الانتخابات القادمة وانتهاء دورتهم الانتخابية فسيكون لكل حادث حديث حيث سيكون حالهم حال الشعلان والقطان وغيره الذين سارعوا الى التمتع باموالهم في الخارج بعد ان انهوا دورهم المرسوم.
وهكذا وقع المواطن العراقي في الورطة الكبيرة التي لا يعرف كيف سيخرج منها وهكذا كان القرار الشجاع للسيد هاشم الشبلي الذي يجب ان نشكره لأنه ادرك الحقيقة وان جاء قراره متأخرا ً ومثل هذا الموقف نريده من كل حريص على اموال العراق ومستقبل ابنائه بل هذا ما يريده الشعب من المالكي في ان يغير كل طاقم وزرائه قبل فوات الاوان وقبل ان ينفد صبر الشعب العراقي المعروف بنباهته وتذمره وعدم سكوته عما يرتكب بحقه من مظالم .. يجب معالجة الامور بصورة حاسمة قبل ان يتدهور كل شيء وعندها لن ينفع نفاق المتملقين والمطالب باحضار المفسدين من الدول الاخرى لمقاضاتهم امام القضاء بعد ان يكونوا قد وطدوا اقدامهم في تلك الدول وانشأوا شبكات لحمايتهم ومنع تسليمهم.




#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!
- خرافة الـ 42 % !!!
- 20 % شرعية 65 % غير شرعية !!
- تفجيرات الحلة تتحمل مسؤوليتها الجهات الادارية والامنية في ال ...
- فجرّوا حبايبنا
- بشار الاسد والحدود الاميركية المكسيكية .. (القشش) التي ستقصم ...
- أيام نفير السودان!
- القتلة لن يدحروا العراق
- فضائيات العهر السلفي والدم العراقي الرخيص ! لم يسكت مجلس الح ...
- خطف المدنيين الاجانب والمراهنة على إعاقة الإعمار
- ألم يتعظ العرب؟!
- الأوصياء على العراق
- سعدي يوسف .. من التغني بالناس الى السخرية منهم! عفوا سيدي ال ...


المزيد.....




- بدر عبدالعاطي: مصر أياديها بيضاء.. وتواجه -حملة دنيئة- لتخفي ...
- بينهم جوليان أسانج.. عشرات الآلاف يشاركون في مسيرة مؤيدة للف ...
- الخارجية الألمانية تتعاطف مع غزة والحزب البافاري يتضامن مع إ ...
- بكين وموسكو تجريان مناورات عسكرية مشتركة في بحر اليابان قبل ...
- المصريون يختارون ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل في ان ...
- واقي الشمس ليس للوجه فقط.. فروة رأسك بحاجة إلى حماية
- فوج متطرفين كل 10 دقائق.. بن غفير يقود أكبر اقتحام للأقصى
- مظاهرات متواصلة في هولندا تطالب بإجراءات أقوى ضد إسرائيل
- هل تعاني من الأرق؟ الحل قد يكون في اليوغا والمشي والتاي تشي ...
- توقيفات في قضية فساد استهدفت قطاع الدفاع في أوكرانيا


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع