فضائيات العهر السلفي والدم العراقي الرخيص ! لم يسكت مجلس الحكم عن المحرضين على القتل؟

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

صعق العراقيون لدى اطلاعهم على مدى النفاق الذي تمارسه فضائيات العهر السلفي وعلى رأسها محطتي العربية والجزيرة, حين يتعلق الامر بالتغطية والتعليق على اخبار العمليات المسلحة الجارية في كل من العراق والسعودية.
الملفت من امر تغطية تلك القنوات بعد ان تابعنا ذلك يوم الاحد, هو الجزم المطلق بان العمليات التي تمت في الخبر في السعودية هي عمليات ارهابية (وهي كـﺫلك فعلاً) بالرغم من ان الكثير من القتلى في تلك العمليات هم من الغربيين وتحديدا الاميركان كما جاء في اخبار تلك الفضائيات . اما فيما يتعلق بالعراق؛ فان قتل اكثر من مئتي مواطن عراقي بريئ في عملية واحدة مثلما حصل في تفجير النجف الشهير العام الماضي او المذابح اليومية التي ترتكب بحق اطفال ونساء وشيوخ العراق من قبل ازلام النظام البائد وحلفاؤه فرسان القاعدة والوهابيين, يعتبر عمليات اشاوس ومجاهدين بنظر هؤلاء. ان تلك الفضائيات نقلت أخبارا ً عن استنكار الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والعالم الاسلامي ومنظمة الاخوان المسلمين ...الخ.. والخ, لما وقع في السعودية على انه إرهاب, في حين ان تلك المنظمات لم تذكر شيئا عن إهدار دم العراقيين واستباحته بل انها تقول عن عمليات قتل عمال البناء والصحفيين ورجال الشرطة العراقيين وكذلك رجال الدولة العراقية ونساء العراق واطفاله بانها عمليات مقاومة. فهل ان الدم العراقي رخيص الى هذا الحد لدى هؤلاء لكي لا يعلقوا بكلمة صدق بحق دمائنا المستباحة ام انهم يتصورون ان المواطن العراقي لا يتمتع بالذكاء اللازم لكشف حقارتهم وفضحهم .. هذا العراقي الذي عرف على الدوام بأنه (مفتّح باللبن) حسب المثل العراقي؛ أي انه يرى حتى لو وضعت عينه في اللبن الكثيف.
ان حركة التاريخ اثبتت وتثبت بأن لكل شيء ثمن وان استهانة هؤلاء بالدم العراقي بله تحريضهم على اهراق المزيد منه وتشفيهم بذلك لن تذهب سدى, فالعراقي سيضع في الأخير الأمور في نصابها وسيخرج العراق من أزمته الحالية قويا معافى غنيا رخيا وليس مثلما يتمنى له هؤلاء ضعيفا مهزوما معدما.
اننا نستغرب كيف تسكت الجهات المسؤولة في مجلس الحكم العراقي عن تمادي هذه الفضائيات واستهانتها بالعراق والعراقيين دون رد ودون ان تغلق مكاتبها وتطرد موظفيها مثلما هو معمول به في كل دول العالم. شاهدنا قبل ايام غسان بن جدو مراسل الجزيرة في دولة مجاورة للعراق وهو يرسل بتقرير من عاصمة تلك الدولة فيه مدح وتزلف لتلك الدولة رغم الفارق الايديولوجي و الـ (.......) بين (بن جَدْي ) وتلك الدولة ولو كان فعل العكس لطردته تلك الدولة حتما.
فلماذا لا تطرد الحكومة العراقية مراسلي العهر هؤلاء بالرغم من تحريضهم على الفتنة والقتل في صفوف العراقيين وبرغم تعطشها ونهمها الذي لا يشبع للدم العراقي...
لماذا .. لماذا....؟

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات