أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صادق الازرقي - ألم يتعظ العرب؟!














المزيد.....

ألم يتعظ العرب؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 757 - 2004 / 2 / 27 - 09:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل اسقاط النظام البائد كان الرأي السائد في البلدان العربية عدا العراق, طبعا هو الوقوف الى جانب الوضع السابق على خلفية الرؤية المغلوطة التي تتصور ان نظام الرئيس المخلوع كان صادقا في مواقفه المعلنة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى, بينما أهمل العرب حقيقة ان الشعب العراقي بمختلف قومياته كان يتعرض الى أبشع عملية اضطهاد ذهب ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين كما شُرد أكثر من أربعة ملايين خارج وطنهم. لقد استمر التعامي العربي وتغافل حقوق العراقيين حتى الساعة التي رأوا فيها من على شاشة التلفاز سقوط تمثال الطاغية في ساحة الفردوس. لقد عملت الحكومات العربية على التعامل مع نظام صدام وكأنه نظام شرعي رغم المصائب التي ألحقها بالعرب مثل غزوه الكويت, وحاولوا إعادة تأهيله ورد الاعتبار له غير مبالين بمحنة شعب العراق والحصار الذي كان قائما..وفي الوقت الذي سعت الولايات المتحدة الاميركية الى إسقاطه, لم يكلف العرب أنفسهم في البحث عن البديل وإقناع النظام بالتنحي او حتى إجباره على التنازل عن السلطة لإلغاء حجة أميركا في شن الحرب, عدا دولة الامارات العربية المتحدة التي طرحت مبادرة جريئة وشجاعة بهذا الخصوص, اضافة الى دول عربية قليلة وقفت مع شعبنا في سعيه للخلاص لأنها كانت جربت الاكتواء بنار صدام. أما الشارع العربي فكان لما يزل مغرما بصور دكتاتور العراق وشعاراته وحدث أن سافر البعض الى بغداد للقتال مع قواته غير مبالين بمشاعر الشعب العراقي ومحنته.
وبعد ان وقع ما وقع, كان الأولى بالعرب أن يعوا الدرس جيدا وان يحاولوا فتح صفحة جديدة في العلاقة مع الشعب العراقي والحكم الجديد الفتي الذي استلم بلادا مخربة. غيران العكس قد حصل تماما حيث اخذ العرب يحرضون على الفتنة في العراق ويدعون لنقل المعركة ضد القوات الاميركية ـ اذا كانت لديهم معركة أصلا ً ـ الى العراق غير آبهين بسعي العراقيين لبناء مستقبلهم الذي حرموا منه طيلة حكم العصابة المقبورة, بل الأكثر من هذا وتواصلا مع نهجهم المخرب اخذوا يتناقلون في إعلامهم فرحين أخبار العمليات الإجرامية التي يقتل فيها العراقيون؛ بل انهم أصبحوا في الآونة الأخيرة يهللون لقتل العراقيين حصرا ويكفرونهم ـ والدين من أمثالهم براء ـ ويسعون الى تعطيل بناء مؤسسات البلد أملا في القضاء على عملية الاعمار التي يعرفون ان نجاحها ـ وستنجع قطعا ـ يعني انهم سيُلفظون كأكوام القمامة غير مأسوف عليهم وسيعود العراقي الى سابق عهده على مر العصور سيدا انبثقت منه الشرائع والقوانين واحتوت أرضه النعم والخيرات حيث حُرم منها الآخرون وهذا ما يغيظهم بالضبط؛ أي أن ينهض العراقي من كبوته التي أراد لها صدام أن تكون دائمية, فكبا هو ونظامه الكبوة الأخيرة وان كنا دفعنا الثمن غاليا من دماء أبنائنا التي سنعوضها بالعمل الوطني الخالص لبناء العراق وإسعاد أبنائه. لقد أكد الكثير من المراقبين بان في طليعة الأسباب الرئيسية التي يتمنى بتأثيرها العرب فناء العراق وخرابه وموت أبنائه وبناته هو شعورهم القوي بالغيرة والحسد بسبب خلاصه من عهد الظلام وانطلاقه ليشق الآفاق الرحبة لأجيال العراقيين القادمة لكي لا ترى العوز والحرمان مثلما كان يحدث حيث كانت أموال النفط تذهب الى جيوب صدام وعصابته والى جيوب مؤيديه العرب أشخاصا وحكومات. ولسنا بحاجة طبعا لتعداد الأسباب الأخرى للخوف من العراق الناهض ومنها خشيتهم من الديمقراطية التي سيكون لنجاح تطبيقها تأثير مدو ٍ على عروشهم الخاوية. ولكنها كلمة نود أن نوجهها للشعوب العربية داعين إياها ان تفكر بمستقبلها أيضا بدل ان تخدع بشعارات جوفاء فالحرية عزيزة, وان فرض الحكومات المتخلفة عليهم وهم ساكتين هي الاهانة بعينه؛ تلك الحكومات التي طالما خدعتهم بالموضوع الفلسطيني الذي اصبح الفزاعة التي يخيفون بها شعوبهم ويتاجرون بها, واذا كانوا في شك من ذلك قليرجعوا الى الأخبار التي تناقلتها المصادر المؤكدة عن مشاريع قيادة السلطة الفلسطينية المشتركة مع الحكومة الاسرائيلية وليس آخرها الصفقة التي تم الكشف عنها قبل فترة والتي أستخدمت فيها أموال السيدة الاولى سها زوجة رئيس السلطة ياسر عرفات في توفير الاسمنت لبناء الجدار العازل الذي ادعت القيادة الفلسطينية انه يضر بمصالح الفلسطينيين!!.
وبعد,
أفلم يتعظ العرب؟.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوصياء على العراق
- سعدي يوسف .. من التغني بالناس الى السخرية منهم! عفوا سيدي ال ...


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صادق الازرقي - ألم يتعظ العرب؟!