أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق الازرقي - فلنحجب أخبار الارهاب!














المزيد.....

فلنحجب أخبار الارهاب!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 07:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


لقد لاحظ العالم مدى الكفاءة التي أدار بها الإعلام البريطاني إرهاصات وتداعيات التفجير الاجرامي في العاصمة لندن ولأننا نعاني في العراق بصورة يومية من التفجيرات والارهاب ولاننا في الاطوار الاولى من ممارستنا الديمقراطية الوليدة فان علينا ان نشخص ابرز الامور التي لجأ اليها الإعلام البريطاني لكي نقتدي بالصالح منها.
فلكي لا يعطي البريطانيون الفرصة لمن اشرف على تنفيذ العمليات الارهابية في الاستفادة منها لاغراضه الدنيئة فانهم لم يقوموا بإبراز أي صورة او لقطة لأحد المقتولين كما لم يظهر جرحى العملية الارهابية رغم كثرة عددهم, بل واكثر من ذلك لاحظ الجميع وبشكل ملفت للنظر كيف حجبت الشرطة مكان الحادث بقطع قماشية بيضاء واسعة لم نتمكن من رؤية ما خلفها!. ان ذلك التصرف المتحضر يحقق جملة أهداف في آن واحد وكلها تصب في صالح الشعب؛ اولها انه يجنب المواطن البريطاني الآثار النفسية المترتبة على مناظر الأشلاء والدم المسفوح وبقايا الأجزاء المعدنية المتطايرة وثانيهما انه يسحب من ايدي الا رهابيين عنصر تحقيق الصدمة والنصر المؤقت الذي يطمحون من خلال مناظر الخراب في مكان الحادث الى التعويل عليه في نشر سياسة الارعاب والارهاب وتحطيم نفوس الناس خصوصا ضعاف الشخصية وغير الواعيين منهم. والامر ليس مقصورا على بريطانيا بالتاكيد فلقد لاحظنا ابان تفجيرات ايلول في الولايات المتحدة الاميركية كيف تسترت تلك الدولة على مناظر الضحايا رغم ان عددهم فاق الثلاثة آلاف ولم تظهر صورة أي جثة. وحتى مصر فعلت الشيء ذاته مع تفجيرات شرم الشيخ وقبلها تفجيرات طابا وغيرها وكذلك تفعل اسرائيل حين تمنع الصحفيين من الاقتراب من مكان التفجيرات والتقاط الصور. فما أحوجنا نحن في العراق لمثل تلك الإجراءات .. واننا حتى الآن لا نعرف السر في إصرار الحكومة العراقية على السماح بالتقاط صور أشلاء العراقيين المتطايرة وبقايا الأحذية وأجزاء السيارات المنفجرة. انها تعطي بذلك فرصة ثمينة للإرهابيين لتكرار اعمالهم من خلال إظهار هول الصدمة وهو ما متحقق فعلا, ويبدو اننا في منأى عن استغلال دروسه المتكررة..واذا كان للاميركان مصلحة في نشر اخبار العمليات الارهابية فان مصلحتنا كعراقيين تستدعي حجب ذلك على الفور. في جميع دول العالم يقتل يوميا العشرات من افراد الشرطة والمدنيين ولكنهم لا ينشرون اخبارها, فلماذا نشذ نحن ونعطي المجال للإرهابيين لكي يعيدوا الكرة وينفذوا جرائمهم من جديد .. ولماذا نسمح للإعلام الحاقد في ان يشمت بدماء اناسنا الابرياء . يجب ان نكون اذكى من الارهابيين وان نقبر اعلامهم في مهده لاننا نمر بمرحلة تاريخية مصيرية يتوقف عليها مستقبل العراق واذا لم ندر معركتنا بصورة صحيحة في كافة مفاصلها فسنكون اول الخاسرين.
يجب على الحكومة العراقية ان تمنع حاليا ولفترة معينة ولحين استقرار الوضع الامني جميع الاخبار المتعلقة بالعمليات الارهابية لتقطع دابرها. لنترك الحاقدين يقولون ما يشاؤون حول انعدام الشفافية التي لايؤمنون بها اصلا, وحول حرية الاعلام الذي يريدون ان يكون منفلتا من عقاله ليشير الى السلبيات فقط دون الايجابيات. ندعو الحكومة العراقية ان تصدر التعليمات بذلك وان تواصل في نفس الوقت خططها الامنية السرية والعلنية الحاسمة لمطاردة الارهابيين ودحرهم .. ان المواطن العراقي حين يسمع يوميا اخبار العمليات الارهابية في الوقت الذي يفتقد فيه الى ابسط الخدمات ستنعدم فيه روح المبادرة وبذلك سنجعل منه انسانا محطما كئيبا فاقدا للأمل وهو مالا نرتضيه لشعبنا الجليل ولعراقنا الجديد.. فلنتصرف بحكمة وبدراية سياسية خدمة لدولتنا ومجتمعنا الناهض.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!
- خرافة الـ 42 % !!!
- 20 % شرعية 65 % غير شرعية !!
- تفجيرات الحلة تتحمل مسؤوليتها الجهات الادارية والامنية في ال ...
- فجرّوا حبايبنا
- بشار الاسد والحدود الاميركية المكسيكية .. (القشش) التي ستقصم ...
- أيام نفير السودان!
- القتلة لن يدحروا العراق
- فضائيات العهر السلفي والدم العراقي الرخيص ! لم يسكت مجلس الح ...
- خطف المدنيين الاجانب والمراهنة على إعاقة الإعمار
- ألم يتعظ العرب؟!
- الأوصياء على العراق
- سعدي يوسف .. من التغني بالناس الى السخرية منهم! عفوا سيدي ال ...


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق الازرقي - فلنحجب أخبار الارهاب!