أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - كيف يمكن النظر إلى قضية التضامن العربي...! يحتاج العراق والشعب العراقي إلى التضامن العربي والعالمي في هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ آخر















المزيد.....

كيف يمكن النظر إلى قضية التضامن العربي...! يحتاج العراق والشعب العراقي إلى التضامن العربي والعالمي في هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ آخر


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 557 - 2003 / 8 / 8 - 03:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                         
 

لنبدأ بالسؤال التالي : هل يستطيع الإنسان أن يعزل نفسه عن الناس ويكرس وقته وعمره للإنعزالية لأن البعض قد أساء لهُ ؟

الإجابة على السؤال يتطلب شرح المواقف الأخرى المضادة ومعرفة اتجاهاتها وظروفها ووضع جميع المواقف كحالات منفردة ودراستها والخروج بعد ذلك بإستنتاج واقعي ممكن الأخذ به والإستفادة منه ، الممكن الذي يجب تنفيذه أو تأجيل البعض لزمان ومكان آخرين وثم التغاضي عن البعض إذا كان هناك عدم الوضوح والتخبط بين الآراء.. ولكن مع كل ذلك يجب عدم التسرع والتخبط وخلط الوقائع وعدم التبصر لكي يتم اتخاذ القرارات البعيدة عن التعصب والقريبة للواقع والمنطق والظروف التي نتعايش معها.. هذا على المستوى الشخصي.

 فهل ينجر ذلك على العلاقات بين الشعوب أو العلاقات القطرية والدولية التي تتكون بين الدول على أسس وقوانين دوبلماسية معمولة بها ؟

 للإجابة على ذلك ايضاً يمكن اعتماد الجواب الأول واعتباره جواب كافي، لكي لا ندخل في تفصيلات ثانوية تبعدنا عن ما نبغي إليه..

مقولة التضامن مقولة إنسانية قبل كونها قطرية أو عرقية أو قومية، ولها وقع خاص بالنسبة للأفراد والمجموعات على حد سواء لأنها تعني الموقف المساند بأشكال مختلفة  في بعض القضايا او في جميع القضايا المشروعة التي يحتاجها الفرد أو تحتاجها المجموعة،وهذا ينسحب في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعديد من المسائل التي ممكن التضامن فيها..

يتصور البعض أن الأسباب الرئيسية التي ساعدت النظام الشمولي السابق في العراق على الإستمرار والبقاء ومواصلة اضطهاد الشعب العراقي هو التضامن العربي، وهذا التضامن هو الذي شجع النظام على الحروب الداخلية والخارجية وخرق الحقوق والحريات الشخصية والعامة واقام المذابح والمقابر الجماعية وغيرها من القضايا غير الإنسانية وهو تصور خاطئ.. وتوجه أصابع الاتهام للأقطار العربية التي كانت تملك علاقات تجارية واقتصادية وسياسية بأن مواقفها على أقل تقدير كان يجب أن تكون في الماضي على غير ذلك ، وأن تقطع جميع علاقاتها الدوبلماسية والتجارية والاقتصادية والسياسية لكي تنهض بالجامعة العربية من منظمة للحكومات العربية إلى منظمة شعبية تخص الشعب العربي، وكأنها تعيش في عالم آخر غير معروف في اتجاهاته وتصوراته وسياسته التي تتحكم فيه نوع السلطات السياسية والآتجاهات والنظرات من قضايا الحرية ومسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان ..

ويذهب البعض في انتقاداته لتبرير المقاطعة مع الدول العربية بتحميل التضامن العربي مسؤوليات غير قليلة مثل : أن الاقطار العربية بواقعها الراهن ! كانت تستطيع أن توقف أو تحد من سياسة النظام الشمولي وأساليبه الدموية بدون تعليل سياسة هذه الاقطار ومواقفها السياسية الداخلية والخارجية،وكذلك النهج السياسي ذو الاسلوب الفاشي الذي كان سائداً ولا يمكن التراجع عنه من قبل النظام الشمولي العراقي ..

هذا الرأي الساذج البسيط لا يدل على نضوج معرفي بتركيبة حكومات الأقطار العربية ولا سلطة البعث العراقي بقيادة صدام حسين. وتدرج مقولة التضامن العربي على اساس مواقف الحكومات العربية وبهذه الطريقة يجري الخلط فيها ما بين علاقة حكومية رسمية مع نظام حاكم التي تتحكم فيه قضايا قانونية ومصلحية ودوبلماسية، وبين التضامن العربي الحقيقي الذي يتجلى بالوقوف في القضايا المصيرية وقضايا تهم الحقوق والحريات وضد الإضطهاد والعدوان الخارجي والحروب غير المشروعة وغير ذلك.

فعلينا التمييز بين التضامن العربي الذي لا يعني البتة العلاقة بين الحكومات العربية كي لا نقع في استنتاجات خاطئة تسحبنا إلى اتخاذ مواقف متطرفة خاطئة.

بأختصار تَوَصّل البعض بعد سقوط النظام الشمولي إلى اتهام التضامن العربي وتقصيره اتجاه الموقف من الشعب العراقي ولهذا اعتمد على بعض المواقف الحكومية وبعض المنظمات أو الأفراد أو بعض المظاهرات في الشارع الفلسطيني المحتل اساساً والذي يحتاج هو قبل غيره إلى التضامن في ظروفه الحالكة الصعبة، هذا التوصل ادى بالبعض من الأصوات أن ترفع عقيرتها وتتطالب بالقطيعة مع الأقطار العربية والطلاق مع الجامعة العربية بالإنسحاب منها لكي ينعزل العراق عن الأقطار العربية وشعوبها التي لا يمكن مقارنتها بالحكومات لأنها اساساً مغلوبة على أمرها، بينما نعرف جيداً أن الحكومات ليست خالدة إلى الأبد وسوف تذهب عاجلاً أم آجلاً لكن الشعوب هي الباقية..

نقول بصدق أننا نحتاج إلى التضامن العربي والعالمي في هذه الأيام اكثر من اي وقتٍ مضى على الرغم من المواقف الخاطئة التي رافقت عملية الحرب واسقاط النظام الشمولي، وما تبعته وما تزال من المواقف المشينة والتحريضية من قِبل بعض الفضائيات وبخاصة ( الجزيرة والعربية ).

 ولكي يستطيع الشعب العراقي قيادة نفسه بنفسه، ولنكن صريحين مع أنفسنا على الأقل، هل من المجدي ارسال قوات عربية لحفظ الأمن في العراق؟  أنا لا أرى ذلك ضرورياً ولا مفيداً وسوف يأزم الوضع اكثر فأكثر لأسباب عديدة في مقدمتها التعارض ما بين وجود مجلس الحكم والنضال من أجل تشكيل الحكومة الوطنية المؤقتة.. ثم أخيراً فقد امتنعت الجامعة على ما سمعت من ارسال هكذا قوات..

وفي سياق هذا المضمار ومفهوم التضامن العربي أجد أن  مقولة السيد عمر موسى الأمين العام صحيحة كل الصحة اتجاه مجلس الحكم حينما قال " ان مجلس الحكم الانتقالي خطوة ايجابية أو بداية".. ونحن بدورنا أكدناها وقلنا وما زلنا نقول عنها أنها البداية التي يجب أن تصاحبها التمتع بالصلاحيات والمسؤوليات ولكي ينجز المجلس المهمات الملحة التي تقرب يوم الخلاص من الإحتلال.. ولكي نكون  واقعيين و مقبولين أيضاً ليس في الجامعة العربية فحسب وإنما ليحتل العراق كرسيه الطبيعي في الأمم المتحدة.. وهو يتقارب مع الموقف الصحيح والمعلن في الجامعة العربية حول " ضرورة العمل سريعاً على انهاء الاحتلال وقيام الحكومة الوطنية العراقية" هذا الموقف المرحلي ما بين ضرورة العمل سريعا،ً أي قيام الحكومة الوطنية المؤقتة التي تنجز المهمات الآنية لتقريب مرحلة انهاء الاحتلال وقيام الحكومة الوطنية العراقية.. هذا الموقف المبدئي الواضح الذي نعتبره حجر الزاوية في نضال القوى الوطنية الخيرة التي طالبت  منذ البداية وما زالت تطالب به لكي يتم تحقيقه قبل ان تطالب به الجامعة الدول العربية أو  أية جهة أخرى..

التضامن بين الشعوب والقوى السياسية عملية ضرورية وإنسانية وحقوقية يجب أن نتعامل معها بمرونة وخطاب حضاري متزن بدلاً من التشنج والانفعال الذي يفقدنا القدرة على تحليل الأمور التي تخدم مستقبل بلادنا وشعبنا العراقي.

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغد ابنة الرئيس صدام حسين كانت فرحانة متشمتة ومتشفية غير مفج ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية- اتحاد النقابات ا ...
- ما هي المشكلة مع الكرد العراقيين والقضية الكردية
- لحظات للمراقبة
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - اتحاد النقابات ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الرابع - ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - الحركة الشارتية
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الثاني - ...
- الثورة الصناعية أدت بالضرورة إلى نشوء الرأسمالية وفي الوقت ن ...
- هل هناك حياد فكري حقيقي؟ وما معنى اللامنتمي ؟!حتى الفلسفة لم ...
- ما معنى الحياد؟ ما معنى اللامنتمي
- ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن ا ...
- أَخِي..!
- متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ ...
- مؤتمر الثقافة العربية هل كان الإستبداد غائباَ في يوم من الأي ...
- محسن الرملي ـ ليالي القصف السعيدة
- عبد الباري عطوان وعقدة المثقفين العراقيين هل يحق لعبد الباري ...
- هامات فسفورية مشرقة
- العزيز الدكتور وليد الحيالي تعلم الآخرين التواضع من خلال توا ...
- ما بين الحرب والإحتلال وبين التحرير ما بين التطرف وقيام الح ...


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - كيف يمكن النظر إلى قضية التضامن العربي...! يحتاج العراق والشعب العراقي إلى التضامن العربي والعالمي في هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ آخر