أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى محمد غريب - ما هي المشكلة مع الكرد العراقيين والقضية الكردية















المزيد.....

ما هي المشكلة مع الكرد العراقيين والقضية الكردية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 552 - 2003 / 8 / 3 - 06:50
المحور: القضية الكردية
    


 

                                         

لا أعرف  إذا كانت هناك مشكلة مع الكرد العراقيين او مع القومية الكردية أو القضية الكردية وحقوق الكرد المشروعة !

فكثير من الكتابات تتناول هذه المواضيع من جانب واحد دون الربط فيما بينهما، ولعل البعض من الاخوة الكتاب يكتبون بشكل غير مسؤول فتختلط الامور على القراء أو الذين يتابعون هذه القضايا الحيوية والمصيرية ..

القضية الكردية لم تكن وليدة الساعة لكي نسخف مضامينها مثلما يفعل البعض لا بل يذهب البعض بهدف زيادة الفرقة والتناقض إلى طرح آراء بعيدة كل البعد عن الواقعية وكأنه يعيش في عالم غير هذا العالم الذي تكمن مظاهره بتغيرات عميقة على مسارات الدول والشعوب والأنظمة، لو سأل القومي العربي عن حقه في عروبته وقوميته ولغته وتأريخه لاجاب فوراً باعتزازه بقوميته وعروبته ولغته وتاريخه، فلماذا لا يحق هذا  للكردي والتركماني والآشوري بالإعتزاز بقوميتهم ولغتهم وتاريخهم..؟

هل الأعتزاز بالقومية عند القوميات الأخرى محرم وعند قومية معينة هو الأعظم وذو الأحقية المطلقة، ثم لو كانت الحياة قد زكت مثل هكذا طروحات لكانت النازية ونظريتها الجرمانية فوق الشعوب لم تسقط واصبحت من نفايات الماضي الذي تأنف البشرية منها إلا اللهم القلة القليلة..

ثم لماذا هذا الطرح والكتابة في هذه الموضوعة بالذات.. ربما قائل يقول أن بعض الأكراد استولوا على بيوت أو أراضي الغير بالقوة ، أو أنهم يرون أن كركوك كردية وهي ليست كذلك أو تصرفات بعض الأفراد من الأحزاب الكردية وغيرها، لكن ذلك ليس بالمقياس لتهاجم قومية وشعب هو الأكبر من هذه المجاميع، ألم نشاهد تجاوزات من قبل غير الأكراد على المؤسسات والمنشآت والبيوت وغيرها من الأعمال التي استنكرها كل الوطنيين الشرفاء، وهل يجب أن نتهم الجميع بهذه الأعمال المشينة التي لا تشرف احداً.. ثم  لماذا كان السكوت المطبق في زمن النظام السابق عندما شرعت قوانين لا تحق للكردي شراء بيت أو أرض في بغداد أو كركوك وغيرها من المناطق الأخرى بينما شاهدنا كيف تم الإستيلاء على الأراضي والبيوت والبساتين من قبل أتباع النظام وأقربائه بدون اي رادع قانوني أو غير قانوني، ولماذا لا يجري الحديث  مئات العوائل الكردية التي رحلت من أراضيها وبيوتها التي استولوا عليها ووزعوها على عوائل عربية جاءوا بها من أماكن بعيدة ، لماذا كانت الأقلام هذه نائمة ولم تكتب كلمة استنكار لهذه العمليات وغيرها من القوانين الشوفينية العنصرية تجاه الأكراد العراقيين وهم ابناء العراق ، ولماذا هذه الحساسية عندما يقول الكردي أن كردستان كانت أرض الأكراد منذ القدم بينما يحق للآخرين أن يقولوا مايشاءوا عن وضعهم وتاريخهم وتراثهم وارضهم؟هل يعني أن الشعب الكردي ليس له الحق في حقوق مشروعة تحفظ كرامته بعد عشرات من السنين من الإضطهاد والتعسف وحرق القرى والتهجير و الكيمياوي والأنفال وسبي العوائل وبيع الأطفال والمتاجرة العاهرية ببناتهم.

الكتابات غير المسؤولة تحاول أن تضع العصى في العجلة لتتهم الأكراد بالأنفصال ، وكأننا لم نسمع من الكثير من قادتهم حزبين أو مستقلين يؤكدون انهم لا يبتغون الأنفصال وهم يعتزون بوحدة العراق ولكنهم يريدون أن تشرع القوانين بعد هذا الزمن الطويل لتمنحهم الحقوق المشروعة لكي يكون عاملين نافعين لهذا البلد، ولم نسمع إلا اللهم من بعض المتعصبين القوميين وهم موجودون في اي مكان وفي أية قومية، يرددون مطالبهم الانفصالية لكنهم القلة، ماذا نفعل ؟ هل نقتلهم ، نعدمهم، نرميهم في السجون، نهجرهم إلى الجنوب أو الغرب كما فعل النظام الشمولي الصدامي؟

أن كان البعض يدعي الديمقراطية ولكن يريد أن يحجبها عن الآخرين فهذا شأنه ، وهو مرض قديم ابتلى به العراق، إنها  الديمقراطية من مفهوم الحاكم المطلق .. الديمقراطية هي تفاعل الاراء لا الاتهامات وتزييف التاريخ و القفز على الواقع..

يجب أن نتعلم الديمقراطية منذ البداية والأعتراف بحق الآخرين فيها وليس منحها كقطرات الماء قطرة قطرة أو حجبها عنهم. بحجج مختلفة  قومية ، دينية ، عنصرية

وديمقراطية ذات اتجاه واحد..

للأكراد حق طبيعي ان ينالوا حقوقهم المشروعة وكذلك القوميات الأخرى ووفق عملية التطور في العراق، من حقهم بالفدرالية وهي ليست الانفصال فالعديد من البلدان المتقدمة تعيش الفدرالية منذ حقب عديدة وما زالت متحدة ولم تنفصل عن بعضها لا بل زادت لحمتها وتعاونها لبناء البلاد.. إلا اللهم أنهم  بشر متعلمين ونحن بشر متخلفين مثلما كان يلقبنا صدام حسين بقوله نحن لانحتاج إلى الديمقراطية لأننا لم نتعود عليها..

القضية الكردية شئنا أم أبينا هي قضية موجودة على أرض الواقع فيجب التعامل معها من منظور حضاري ينفع وحدة العراق لا تقسيمه مثلما يهدف البعض بحجة حماية العراق العربي والعروبة، موجودة ليس منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة فحسب وإنما سبقتها بعقود طويلة، وما حصل عليه الأكراد بعد نضال طويل الذي سانده الشرفاء العرب في العراق وغير العراق لم يكن هبة من حاكم أو مسؤول إنما بتضحيات الشعب العراقي برمته وبخاصة الشعب الكردي.. وبما ان الشعب الكردي موجود ولم يأت من كواكب أخرى فهو عانى الكثير مثل العرب أو القوميات الأخرى من الإضطهاد والتعسف وفقدان أبسط الحقوق في الحرية والديمقراطية، ولا أعتقد أن اي ضمير حي ينكر ذلك أو يحاول الإلتفاف عليه، أو التنجيم في الغيب عن مقولات تلصق بدون حق بهذا الشعب، من هذا المنطلق على كل من يريد ان يتناول هذه القضية ان يتناولها من مفهومه هو بدون الحديث والخلط بين المواضيع والافكار.. فالذي يريد ان لا يمنح الأكراد أو غيرهم حقوقهم في الحرية والديمقراطية عليه أن يعلنها بنفسه وعن نفسه، والذي يرى أن الشعب الكردي يجب أن يهجر إلى بلدان اخرى عليه أن يقر أحقية طرد الفلسطينين من اراضيهم والإستيلاء عليها، أو أحقية اية بقعة عربية استولت عليها بعض الدول مثل الاسكندرونة، والطم الكبرى والصغرى ، والجولان، وغيرها من الأراضي العربية المسلوبة بالقوة ، عند ذلك ستكون الأمور متساوية ..

الكرد موجودون منذ آلاف السنين في هذه الأرض مثل جميع الشعوب الأخرى، قبل أن تكون هناك حدود للدول والإمبراطوريات وعندما جرى التقسيم كان الضمير العالمي في سبات عميق .. لكن العالم تغير وعلينا نحن العراقيون أن نتعايش بسلام ومحبة واتحاد طوعي إذا إردنا أن  نتخلص من الإحتلال الحالي ونبني العراق لنقيم الدولة الحديثة المدنية التي تتساوى فيها حقوق المواطنة من أية قومية أو دين او مذهب سياسي أمام القانون والحرية والديمقراطية وفي العمل والعيش والدراسة والسكن والعلاج والضمان الإجتماعي.

 

                                                                                      2 / 8 / 2003



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات للمراقبة
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - اتحاد النقابات ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الرابع - ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - الحركة الشارتية
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الثاني - ...
- الثورة الصناعية أدت بالضرورة إلى نشوء الرأسمالية وفي الوقت ن ...
- هل هناك حياد فكري حقيقي؟ وما معنى اللامنتمي ؟!حتى الفلسفة لم ...
- ما معنى الحياد؟ ما معنى اللامنتمي
- ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن ا ...
- أَخِي..!
- متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ ...
- مؤتمر الثقافة العربية هل كان الإستبداد غائباَ في يوم من الأي ...
- محسن الرملي ـ ليالي القصف السعيدة
- عبد الباري عطوان وعقدة المثقفين العراقيين هل يحق لعبد الباري ...
- هامات فسفورية مشرقة
- العزيز الدكتور وليد الحيالي تعلم الآخرين التواضع من خلال توا ...
- ما بين الحرب والإحتلال وبين التحرير ما بين التطرف وقيام الح ...
- الجامعة العربية والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجهان ...
- الشاعر سعدي يوسف..... وعواد ناصر هل السخرية قيمة حضارية أم ...
- السيد عزيز الحاج و التعلم والتسامح الديمقراطي


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى محمد غريب - ما هي المشكلة مع الكرد العراقيين والقضية الكردية