أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن المثقفين دائماً المطلوبين جسدياً وفكرياً ...!















المزيد.....

ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن المثقفين دائماً المطلوبين جسدياً وفكرياً ...!


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 540 - 2003 / 7 / 11 - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

الظلام الذي ساد فترة في لبنان كان من أتعس الفترات التي مر بها هذا البلد الرائع الذي منح الأقطار العربية فرصة كبيرة لتغيير منهجية تفكيرها وسياستها الداخلية، لكن ذلك المثال على الرغم من مثالبه بقى محصوراً ومغيباً خوفاً منه ومن تأثيراته على الأقطار الأخرى .. الفترة الظلامية  كانت في الحرب الأهلية اللبنانبة واحتلال لبنان من قبل القوات الإسرائلية،  هذا الفترة لم تكتف بالحرب بين اللبنانيين وضد الإسرائيلين من جهة أخرى حتى امتدت الأيدي الظلامية لتغتال المفكر التقدمي الإسلامي حسين مروه ، والمفكر التنويري مهدي العامل.. ثم لتمتد وتلاحق الكاتب الروائي المعروف نجيب محفوظ.. كان  إعلان الحرب الجديدة القديمة ضد الفكر التنويري، ولأننا نذكر هذه الأمثلة لا نهدف تعداد أسماء ضحايا الفكر لأن ذلك يحتاج إلى توسع أكثر من مقال صغير هدفه توضيح الرؤيا فيما يخص قضايا المفكرين والعلماء والمثقفين في الأقطار العربية..

يطل بين فترة وأخرى مخطط تدميري ليلاحق رجال الثقافة الذين لا يجلسون في خانة الأنظمة الحكومية أو فرق الظلام التي تعمل تحت يافطات الدين والقومية وغيرها، وعلى ما يظهر بإستمرار أن المثقفين  دائماً في خانة المطلوبين جسدياً أو فكرياً، حيث يُرمزون في مخططات تهدف أما استذلالهم واستعمالهم كآلات أو تصفيتهم جسدياً للتخلص منهم كرموز فكرية ثقافية وعلمية.

لقد حفل التاريخ العربي والإسلامي ببعض الحوادث التي سجلت، حيث تطرقت إلى كيفية التخلص من العلماء والمفكرين بطرق عديدة ولا سيما تلك الأسماء أو الرموز التي عارضت نهج الحكام والدولة، وخالفت الرؤيا مع من نصبوا أنفسهم بقوة التأليه وإستغلال الدين، ففقد الفكر التنويري الإسلامي والعربي مفكرين وعلماء بسبب منهجية الإستبداد والعنف، ولو عدنا وراجعنا بهدوء تلك الحقب التاريخية لوجدنا حوادثاً دامية لا تمت للإنسانية ولا للدين الإسلامي بصلة .. فكانت منهجية السجن سنين طويلة، والصلب، والإغتيال بطرق عديدة، فضلاً عن الهرب والإختفاء خوفاً من الملاحقة والبطش بهم.. كما سنعثر من خلال بحثنا على العديد من هؤلاء الذي جرى التخلص منهم بطرق بربرية وتعسفية من خلال الإتهامات الجاهزة بالإلحاد والزندقة والخروج عن الدين لمجرد الوقوف ضد التسلط والظلم أو طرح الأفكار والآراء التي تراها الحاشية وتنابلة السلاطين والملوك أنها ضد مستملكيهم، وكذلك بعض المفكرين الذين كانوا في خانة الحكام أيضاً..

الأمر لم يبق على حاله ولا على تلك الفترات لأن الورثة لهذا النهج استمروا عليه، لا بل حدثوه بأساليب وأشكال جديدة بدلاً من إيجاد نهج يتماشى مع التطورات في العالم المحيط.

 منهج يوسع القيم المعرفية والثقافية التنويرية لزيادة الإدراك البشري بقيمة العلوم والإنفتاح على ثقافات العالم والإستفادة مما هو إيجابي بدلاً من إلغائها والتنكر لها بحجة أنها غريبة على الفكر الإسلامي والعربي، والوصول إلى استنتاج خاطئ بإعتبارها عائقاً ومخرباً للتقاليد والمثل التي بقت اسيرة لفكرة الظلام، ولحجب الحقيقة، وتحجيم المزاحمة الحرة في الحوار الحضاري لأنهم يرون أن هذه المزاحمة ستوصلهم إلى الضد من كراسي أسيادهم الحكام.

ولم ينجو التاريخ الحديث من ضحاياه المفكرين والمثقفين والعلماء، لا بل فاقت الأسماء الجديدة مما كان عليه في السابق، وقد يستغرب المرء إذا ما قارن بين تلك الضحايا وضحايا تكوين الدول الحديثة..

للدخول لصلب الموضوع فقد أمُر على ما كشفته إيلاف من معلومات خطيرة عن مخطط إرهابي ضد بعض الأسماء من المفكرين والمثقفين السعوديين وفي مقدمتهم (السادة .. التركي السديري، وعثمان المعمير والكاتب تركي حمد والكاتب مشاري الذايدي ) .. ليس الأمر على ما يظهر متعلقاً بشخصيات هؤلاء المثقفين والصحفيين بقدر ما هو الخوف من العمل الإعلامي والفكري لهم.. والمسألة ليس الهدف منها الدفاع عن هؤلاء بالقدر من أن هذا المخطط التدميري التعسفي  مورس ويمارس بدلاً عن طريق الحوار مع المفكرين والمثقفين.

وإذا كان المرء يختلف مع الآخرين فكرياً فهل يعني هذا أن يخطط لتصفيتهم جسدياً؟ لكي يظهر عجزه الفكري والمعرفي وعدم استطاعته إقامة الحوار المنطقي العادل.

ان طريقة التصفيات الجسدية للمفكرين والمثقفين والكتاب والعلماء والشعراء في التاريخ التي كانت بحجة الزندقة والإلحاد تتبلور في وقتنا الراهن في فكر بعض الجماعات مرتكزة على نفس ماذهب إليه قادة الفترات الظلامية، لكي يستمر عليها وهي أكثر إرهابية وتدميرية للطاقات المعرفية والفكرية التنويرية، وتجربة 35 سنة من الحكم الشمولي في العراق اكبر برهان على ذلك.. فمئات المثقفين غيّبوا بطرق وأساليب عديدة غير المئات الذين تركوا البلاد وذاقوا الأمرين من غربتهم، لا لذنب اقترفوه سوى ذنب أنهم كانوا يختلفون فكرياً مع مفاهيم حزب البعث العراقي وقادته وفي مقدمتهم صدام حسين.

 لم يستفد البعض من التاريخ ولا من شجرة الحياة المثمرة.. فكلما أوغل الفكر الإرهابي الإستبدادي الظلامي في الإرهاب والبطش إزداد الإصرار على تحديه بعناصر جديدة لا على البال ولا على الخاطر، وإذا ما صفي البعض من المفكرين والمثقفين جسدياً فلن يمنع من ظهور البراعم الجديدة التي تتفتح بالخضرة على الرغم من جميع آلات القمع وحاملي ألويتها، الذين لن يستطيعوا أيقاف تقدم الفكر التنويري ، وهذا هو قانون التطور الذي يحكم الجميع.

الذين يرون ان الحل الوحيد هو الظلام والسكين، أو السجن والإعدام والإغتيال هم خارج دائرة التاريخ والحضارة، وإذا وجد البعض وهم يعارضون الحكومات او الأنظمة أنهم يستطيعون بالتخلص من المفكرين والمثقفين والصحفيين " كوجبات مختارة " أن تسدل الستارة عن الحقيقة فهم مخطئين، فالتخلص من رموز الفكر بالطريقة القديمة، ومن خلال مخططات إرهابية لإرهاب الفكر التنويري، بحجج مزيفة، واعتبار نصوصهم وانتاجاتهم الثقافية والعلمية خطر على الإسلام ما هو إلا عمل ينافي جميع الأعراف والقيم الدينية الحقيقية..

ان العالم يتقدم ولا يتأخر ومن يعتقد غير ذلك فهو مازال يعيش في ظلامية القرون الظلامية ويخاف أن يخرج للنور ليرى انه متخلف مئات السنين عن تقدم البشرية.

 

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَخِي..!
- متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ ...
- مؤتمر الثقافة العربية هل كان الإستبداد غائباَ في يوم من الأي ...
- محسن الرملي ـ ليالي القصف السعيدة
- عبد الباري عطوان وعقدة المثقفين العراقيين هل يحق لعبد الباري ...
- هامات فسفورية مشرقة
- العزيز الدكتور وليد الحيالي تعلم الآخرين التواضع من خلال توا ...
- ما بين الحرب والإحتلال وبين التحرير ما بين التطرف وقيام الح ...
- الجامعة العربية والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجهان ...
- الشاعر سعدي يوسف..... وعواد ناصر هل السخرية قيمة حضارية أم ...
- السيد عزيز الحاج و التعلم والتسامح الديمقراطي
- هكذا التهميش وإلا فلا انهم أول من يحتقرون كلابهم اللاحسة الم ...
- بول بريمر .. وعود، وإلغاء، ووعود عديد من - البروفات - لمسرحي ...
- هل الدولة الدينية حلاً لمشاكل جميع العراقيين والعراق ؟
- أين كنتم يا أيها البرلمانيون من ضحايانا ؟ نصيحة للذين يتراشق ...
- للأطْفَــــــــالِ أُغَنِي
- ما الفرق بين زيارة وزيارة ؟ زيارة بلير للبصرة وزيارة جي جارن ...
- حنين إلى المـــــــدّ
- العلة أصبحت ليس في المواقف فحسب وإنما في...!
- إنَهم جَاءُوا إلَينا دَيْدَبَاء... !


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن المثقفين دائماً المطلوبين جسدياً وفكرياً ...!