أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمياي عبد المجيد - استعارة المفاهيم : الارهاب نموذجا .














المزيد.....

استعارة المفاهيم : الارهاب نموذجا .


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يتساءل البعض للوهلة الأولى عن ماهية استخدام الاستعارة لفهم بعض الظواهر التي يمر بها العالم ، فالإرهاب مثلا هو أكثر المفاهيم تعرضا للاستعارة بمعناها التضليلي ، ومن خلال ذلك نتوصل بمجرد اختلاف أنساق الاستعارة ، أن الإرهاب كظاهرة ليست هي المشكلة ، بل كيف يمكن لاستعارة هذا المفهوم من تمرير مجموعة من الأجندة القادرة على التحقق على أرض الواقع ، والمحكومة أصلا بالتبلور بطريقة غير قانونية ، دون التشويش على المفهوم الأصلي المتمثل في البشاعة ، والقتل عند عامة الناس .
عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ما أسمته " بالحرب على الإرهاب " وضعت جميع التدابير اللازمة من أجل تحقيق أهدافها، ليس أقلها استعطاف الشعب الأمريكي لحثه على الانخراط في هذه الحرب ، التي سيدخلونها مع " مجهول " .و قد يعتقد الكثيرون أن الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة كانت حقا تريد القضاء على الإرهاب، وتعتقل أو تقتل مدبري التفجيرات التي استهدفت البرجين ، لكن الحقيقة غير ذلك فبمجرد أن نعرف أن هذه القوة أعلنت " حربا " بحالها ندرك أن الأمر فيه سيطرة وهناك دول بحالها ستتضرر ، فكيف يمكن لقوة عالمية منظمة وذات جيوش نظامية أن تواجه عصابات متناثرة ومشتتة في كل بقاع العالم وتسمي ذلك بالحرب ،فهل هناك دولة في العالم اسمها " إرهاب "؟!
إن الحرب التي تقودها اليوم الولايات المتحدة لا يمكن حصرها في جانبها المبرر كإعادة الاعتبار لهيبتها ، ولا يجب أن ننخدع بهذا المفهوم الذي أدركنا أنه مفهوم مزيف كزيف إدعاءاتها عندما قال مسئولوها أن صدام يمول ويأوي الإرهابيين من شأنهم أن يعيدوا هجوما أخر على أمريكا .
وفي الحقيقة تظهر لنا هذه السياسة بمثابة الترفع على مكمن العداء وتمثيل شر رجل واحد في امة بكاملها ويذهب جورج لايكوف في شرح هذا التركيز على اختزال دور الدولة في رجل واحد بما حدث خلال حرب الخليج مثلا عندما تدخلت الولايات المتحدة على أنها تحارب رجل واحد يسمى صدام الذي اتهم بالإرهاب وبالتالي فأمة صدام إرهابية !
بنفس الحرص والتطلع استطاعت الولايات المتحدة أن تشن حربين إضافيتين بدعوى محاربة الإرهاب، وغزت أفغانستان معتبرة طالبان هي كل أفغانستان بإطلاق عبارة من قبيل " دولة طالبان " لا أفغانستان مع أن عدد كبير من الأفغان كانوا يعارضون أسلوب طالبان . إلى أن تم الترويج والتوظيف الغير مسبوق لهذا الأسلوب " الاستعاري " في الحرب الأخيرة على العراق حيث استعملت عدة أنساق على عدة مستويات استطاعت من خلالها ضمان حلفاء ميدانيين باستعارة مفهوم (التأثير)، و(الخطر) الذي يشكله نظام صدام على دول الخليج التي فتحت قواعدها للقوات الأمريكية .
تكريس استعارة الخطر المستمر .
نحن لا ندرك ماذا يعني أن تنفق الولايات المتحدة ملايين من الدولارات لدعم قواتها في بلدان تدعي أنها تحارب فيها الإرهاب ، ولكن ندرك تماما أنها لكي تبقى في هذه الدول ، وتحقق الاستمرارية لضمان أهداف معينة يجب أن تستمر في توظيف أسلوب المساعدة بمنهج استعاري يؤكد لنا الرغبة في السيطرة على جانب مهم من إرادة هذه الدول نفسها ، بخدعة أنها دول فتية لا تستطيع مقاومة خطر كهذا(الإرهاب)، فكونها فتية لا يعني أنها حديثة الوجود أو أن أغلب مواطنيها صغار بل المعنى الاستعاري أنها عاجزة على الأمن لمواطنيها ، ومصالح الدول الأجنبية فتسارعت هذه القوى" البالغة" أو القادرة على تحمل المسؤولية لتحقيق هذا الأمر الذي تنظر إليه هذه القوى من زاوية حماية المصالح ومساعدة البلدان الصديقة أو الدول التي تؤمن بالحرب على الإرهاب ..
هناك دول كانت بالفعل في حاجة إلى مساعدات لإخماد أعمال العنف بداخلها ، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الجزء الكبير من الدول التي أعلنت الحرب على الإرهاب لم تكن مستهدفة بأعمال تخريبية إلا بعد انضمامها إلى المعسكر المعادي لهذه الجماعات .و من خلال تبيان الاستراتيجية التي " يحارب بها الإرهاب" التي أثبتت لحد الساعة أنها استراتيجية فاشلة بدليل تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية ، نتوصل إلى قناعة أن القوى العظمى لتضمن سيطرتها لعقود مقبلة يجب أن تكرس مفهوم الاستعارة وتقيده بنظرة الاستشعار المستمر للخطر الدائم .
* كاتب مغربي



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن بحاجة إلى رابطة شبابية مغربية ؟
- موجة الأمس
- أهمية العدالة الاجتماعية
- حرية التعبير والالتزام بالمسؤولية
- الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.
- إيران : العتاب قبل العقاب
- دولة الحق والقانون
- الفدرالية كمدخل لتقسيم العراق .
- مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية
- حلم النجومية ..
- التغيير الدستوري وترسيم الامازيغية.
- القطار
- ثقافة الاختلاف
- نفير الحرب الجديدة
- رويال و ساركوزي والسباق إلى الاليزيه
- الشرق الأوسط : السياق الاستراتيجي الجديد.
- الحرب الأهلية الفلسطينية ..؟؟!
- موسم الموت.. !!
- الحب اللّذي نحب.
- الحداثة وأزمة القبول.


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمياي عبد المجيد - استعارة المفاهيم : الارهاب نموذجا .