أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمياي عبد المجيد - أهمية العدالة الاجتماعية














المزيد.....

أهمية العدالة الاجتماعية


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:35
المحور: المجتمع المدني
    


لاشك أن العدالة هي مطمح كل شعوب المعمورة ليأتمنوا على ثرواتهم وممتلكاته وحتى حياتهم ، وكل القوانين السماوية، والوضعية تحض على مبدأ العدالة وتربط مصير الإنسان بمدى شعوره بأهمية هذا المبدأ الثمين، فهي من أوجب الواجبات على الإطلاق والزمها ، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابة العزيز ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) – سورة النحل : الآية 90 - والله تعالى خالق هذا الكون ومسيره ، والعادل في خلقه يأمر هؤلاء الخلق بإقامة العدل فيما بينهم كتعبير حقيقي لمفهوم الخليفة التي كرم الإنسان بها ، والإخلال بهذا النظام يحيلنا بلا شك إلى فوضى وإقامة مناهج لا تبث بأي صلة إلى الفطرة الإنسانية أو ما يجب أن يكون عليه الإنسان ، فالعدل بين الناس هو معيار رباني كوني لا يميز بين الناس في انتماءاتهم أو عقائدهم لذلك نرى أن الله يأمر الناس عامة بإقامة العدل فيما بينهم في الآية السابقة .
ولعلنا ونحن نتدارس هذا الأمر شعرنا بضرورة إثارته نظرا لما نمر به من حال معاش مزر ونقص في العدالة الاجتماعية ، وما من شك أن المجتمع يعاني من أزمات متلاحقة لا يقوى على تحملها كلها .. ولا يمكن أن نرجع أسباب ذلك دون أن نمر بالسبب الذي اعتبره الأول ألا وهو: الإخلال بنظام الروابط الاجتماعية ، ليست بمفهومها التقليدي المتعارف لدى الناس أي التي تنظم أحوالهم فيما بينهم، ولكن نقصد تلك الروابط التي تنظم العلاقة بين المواطنين والحكومة التي تنوب على قضاء مصالحهم وتدبير أمر بلدهم .
فلا يعقل أن نرجع أي خلل تشهده مؤسسة من مؤسسات الدولة إلى أسباب تقليدية جزئية طال وقت سماعنا لها ، كنقص في الموارد ، أو عجز ميزانية كذا ...الخ ، بل اعتبر أن الخلل الأساسي يكمن في استفحال ظواهر ما يجب أن تكون ، كالزبونية ، والمحسوبية وأباطرة الفساد ، ولا يمكن لأي دولة أن تقطع الطريق على انتشار هذه الظواهر السلبية التي تعيق في الحقيقة نمو البلد دون معالجتها بالطرق الصحيحة عوض الالتفاف والترقيع ، وفي حقيقة الأمر فنحن حسب تصوري لا نمتلك في الوقت الراهن الشجاعة الكافية على الإفصاح وتحديد المسؤوليات . لأننا أيضا نعاني من هاجس متضاد اسمه "قوة" وأخر في الجزء المقابل اسمه "ضعف " وهذه الضادية السلبية إن صح التعبير تروج في المجتمع على أساس نكاد أن نقول أننا نشبه في تحليلنا لها بمفكري الفكر الأسطوري الخيالي ، وأصبح المواطن يغنيها بقاموسه الخاص حتى يفرغ كل مفهوم من حقيقته ، فالقوة في حد ذاتها يرجى منها كل عمل أو مشروع يساهم في نهضة أمة معينة يكون هذا المشروع متكامل الجوانب وقادر على تحقيق مكاسب محسوسة يكون فيها الأساس متسم بالعدالة ، وبالتالي يكون لدينا مفهوم للقوة في إطار ايجابي لا أن تكون القوة كما نرى اليوم رمز للغطرسة، والحد من الحريات ، ومنع الناس من التعبير عن أمر واقع مرفوض .
أما المفهوم الثاني فغالبا ما ندرجه كعوام في سياق الدونية ، والشعور بالهامشية فلا يمكن حسب انتمائنا في المجتمع أن نحقق شيئا !! أو نغير شيئا لاعتبارات أخذناها مسبقا بصيغة المستحيل .
وإذا ما أردنا أن نكون واقعيين ونعالج مشكلة الفساد وأخواتها اللواتي يخللن بالأنظمة التي يجب أن تربط الحكومة بالشعب على أساس المسؤولية فعلينا أولا تعزيز مفهوم هذه المسؤولية وتقديم حدود منهجية للتدبير فيحاسب المسؤول على ما ارتكب ويكشف للرأي العام .
وخلاصة القول أن القوة يجب أن ينظر إليها على أساس التدبير والأحكام في التسيير.. ومهما بلغ الأمر وتعددت الخطط إن لم يكن هناك تعزيز لمفهوم القوة بتصوره الايجابي فلن يكون هناك بالطبع أي انتعاش أو تقدم .



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير والالتزام بالمسؤولية
- الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.
- إيران : العتاب قبل العقاب
- دولة الحق والقانون
- الفدرالية كمدخل لتقسيم العراق .
- مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية
- حلم النجومية ..
- التغيير الدستوري وترسيم الامازيغية.
- القطار
- ثقافة الاختلاف
- نفير الحرب الجديدة
- رويال و ساركوزي والسباق إلى الاليزيه
- الشرق الأوسط : السياق الاستراتيجي الجديد.
- الحرب الأهلية الفلسطينية ..؟؟!
- موسم الموت.. !!
- الحب اللّذي نحب.
- الحداثة وأزمة القبول.
- المغرب وأزمة الانتقال الديموقراطي.
- الاتجار في الأطفال ..تجارة الرقيق الجديدة !!
- الأفعال أرفع صوتا من الأقوال !!


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمياي عبد المجيد - أهمية العدالة الاجتماعية