أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الخطاطين الآتراك وجهودهم العظيمة في الخط والزخرفة الإسلاميةالخطاطين الآتراك وجهودهم العظيمة في الخط والزخرفة الإسلامية















المزيد.....

الخطاطين الآتراك وجهودهم العظيمة في الخط والزخرفة الإسلاميةالخطاطين الآتراك وجهودهم العظيمة في الخط والزخرفة الإسلامية


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل البدء في تسليط الضوء على الخطاطين الاتراك لا بد لنا إلى الأشارة الى ان الخط العربي من الفنون العربية الاسلامية التي سخرت في خدمة الدين الاسلامي وشحذ المسلمون اذهانهم وامكانياتهم من اجل تطويره والابداع في رسمه وكان الشعور المرهف والخيال الواسع والعقول المتنورة هي من اسباب اختراع انواع من الخطوط كان اساسها الزخارف الهندسية الممتزجة بالخط وادى هذا التطور الى جمال في هندسة الخطوط وروعة الكتابة. وقد وضع الفنان العربي والمسلم كل طاقاته وخياله وابداعه عندما كان يكتب الآيات القرآنية على قباب الاماكن المقدسة والمنائر والابواب.
ويبدو ان تطور الخط العربي والابداع فيه عند مقارنته بالبدايات الاولى التي وصلتنا منه فقد كان مختل الهندسة بعيداً عن الزخرفة والفن فاذا اخذنا صفحة من القرآن الكريم مخطوطه في العصر الراشدي وقارناها بخط في العهد الأموي سوف نرى الفرق واسعاً إذ تظهر لنا جودة الخط الأموي ومدى التطور الذي طرأ عليه لان العناية بالقرآن الكريم دفعهم الى الاجادة والتطوير والابداع لأنه كلام الله عز وجل
ولاحقاً كانت المدن تتنافس في الابداع في الخط كالكوفة والحيرة والبصرة وواسط وبغداد والمدينة المنورة ومكة المكرمة وقرطبة والقيروان كما تنافست البلدان العربية كالعراق والشام ومصر فازداد الخط العربي فناً وابداعاً واخراجاً وكان القرن الثالث أهم قرن بالنسبة لتطور الخط العربي عندما هندس ابن مقله حروف الخط العربي
وبعد انتهاء الحكم العباسي في العراق على يد المغول عام ١٢٥٨م وكذلك زوال حكم المماليك في مصر انتقلت مكانة الخط العربي الى الدولة العثمانية التي تأسست في العام ١٢٩٩م وكان للاتراك دور مهم جداً في تجويد الخط العربي ايام السلطنة العثمانية وقد قام الاتراك بتقليد كل ما هو معروف من صور الخط العربي في ذلك الوقت كما اتقن الخطاطين الأتراك تقليد الاقلام التي كانت شائعة في العراق في عهد الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين في بغداد والتي اجاد بها ياقوت المستعصمي الذي اتخذه الخطاطون العثمانيون أماماً لهم في هذا المجال وهي خط النسخ والثلث والمحقق وخط التوقيع والريحاني والرفاع وقد اتخذ السلاطين العثمانيين والوزراء والامراء من فن الخط العربي هواية لهم ويتلقون اصوله على مشاهير رجاله وقد نزلوا فعلاً إلى. هذا الميدان المصاحف وكذلك ما يسمى المرتفعات والتي عبارة عن لوحة مخطوطة ومزخرفة يكتبها الخطاط تبركاً بالآيات القرآنية ويضع فيها جميع الخطوط التي اتقنها بشكل مزخرف ورائع.
واسهم الخطاطون الأتراك في نسخ المصحف الشريف بأيديهم طلباً للثواب ومن ابرز الخطاطين الاتراك في العهد العثماني هو الشيخ حمد الله الاماسي ولد في عام ١٤٢٩بمدينة أماسيا على البحر الاسود ويعد مؤسس مدرسة الخط العثماني وقد عمل في عهد السلطان بايزيد الثاني واستمر حتى عهد السلطان سليمان القانوني وقد يتفاجأ البعض من ان الخطاط الشيخ حمدالله الأماسي كتب طوال حياته (٤٧) مصحفاً.
أما الخطاط احمد شمس الدين قره حياري المولود في العام ١٤٦٨ بمدينة افيون وسط تركيا وهو من تلاميذ حمدالله الأماسي لكنه أخذ الخط على يد الخطاط أسد الله الكرماني وتميز بخط النسخ والثلث ومن أهم اعماله هو كتابه القران الكريم الذي كتبه بطلب من السلطان سليمان القانوني والذي مازال محفوظاً. في قصر (توب كابي) وايضاً له خطوط على جدران جامع السليمانية.
أما الخطاط والرسام التركي مصطفى أفندي المولود في ١٧٥٧ بمدينة أوردو في البحر الأسود فقد درس الخط على يد الخطاط الكبير اسماعيل الزهدي والخطاط درويش علي وقد أصبح رئيس الخطاطين في عصره عندما قام بتدريس السلطان محمود الثاني الخط وقد كتب مصطفى أفندي (١٠٠) نسخة من القرآن الكريم.
أما الخطاط الكبير حافظ عثمان ويسمى حافظ عثمان أفندي الكبير المولود عام١٦٤٢ بمدينة استانبول والذي قام بتدريس السلاطين العثمانيين وهم السلطان أحمد الثاني ومصطفى الثاني وأحمد الثالث ويعد الخطاط حافظ عثمان أول خطاط عثماني يكتب (الحلية النبوية) على شكل لوحة
أما الخطاط سامى أفندي المولود عام ١٨٢٧ وعاش في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وله اعمال وخطوط رائعة على جدران جامع جيهانغير وخطوط في عدد من متاحف ومكتبات استانبول.
والخطاطون الأتراك كثيرون ولا يمكن احصائهم ونذكر منهم الخطاط بوردوري قايش والخطاط إبراهيم أحمد باشا والخطاط محمد نظيف والخطاط محمد ظاهر افندي وسليمان سعدالدين مستقيم زادة صاحب كتاب (تحفة خطاطين) ومنهم مصطفى راقم واسماعيل زهدي ومحمد عزت ومحمد شفيق وتحسين الامام. ويمكن القول بان العهد العثماني كان العصر الذهبي للخط العربي والزخرفة الإسلامية وذلك لأسباب منها ان الدولة العثمانية جمعت شعوباً والواناً والسنا متعددة تحت راية الاسلام وكذلك طول مدة حكمها التي استمرت لعدة قرون ولما كان التصوير حراماً في الدين الإسلامي فقد شجعت الدولة الخط والزخرفة لسد هذا الفراغ وكان السلاطين يقربون الخطاطين والمبدعين والادباء ويستقطبوهم إلى العاصمة إستانبول ويغدقون عليهم المنح والعطايا وقد بلغ الشعب التركي من الترف ما جعل ذوي الابداع والخطاطين يعملون في قصورهم والنقوش والكتابات بأسوام عالية واستطاع الخطاطين الاتراك في ظل تكريم الدولة العثمانية ان يبتكروا خطوطاً جديدة كالرقعة والطغراء والديواني والسنبلي وكان الخطاطون الاتراك يكتبون الخط بخشوع كبير وكانوا لا يلقون براية القلم مع القمامة بل اغلبهم كان يضعها على سطح منزله وقد أوصى بعضهم ان يغسل بعد موته بماء براية قلمه هذه الاخلاق والتوقير لفن الخط والزخرفة جعلت العثمانيين هم أخصب انتاجاً وابداعاً واسلوباً وقد سادوا العالم الاسلامي.
وقد بقي الخط العربي يلقى العناية والاهتمام حتى سقوط الدولة العثمانية ١٩٢٢ وتأسيس تركيا الحديثة ١٩٢٣ على يد مصطفى كمال اتاتورك الذي اتخذ النظام العلماني والأخذ بالثقافة الأوربية ومن ضمن اجراءاته هي الغاء الحروف العربية في تركيا واستبدالها بالحروف اللاتينية فهاجر العديد من احفاد الخطاطين الأتراك إلى مصر حيث وفر لهم اسماعيل باشا الحماية والعناية منهم الخطاط أحمد شكري وعلي أفندي قيوم باشا وكان أخرهم الخطاطين عبدالقادر أحمد ومحمد شوقي ويعد الخطاط الكبير حامد الأمري اخر عمالقة الخط العربي في تركيا وقد أجاز معظم خطاطي هذا العصر ومنهم ماجد الزهدي الذي تولى تعليم وتدريس الخط في معهد الفنون الجميلة ببغداد الذي والخطاط عبد العزيز الرفاعي الخطاط الذي لا يباريه أحد في خط الثلث. هولاء الخطاطين كانوا من بقايا النخب العثمانية التي خدمت هذا الفن الاسلامي وخرجت أجيالاً من الخطاطين واصلوا المسيرة من بعدهم.
هنا اود الاشارة الى ان الاتراك شعب مبدع ومتذوق للفن والادب ولهذا ازدهر هذا الفن وكذلك تشجيع السلاطين جعل من مكانه الخطاط كبيرة في المجتمع والأمر الذي يستحق الذكر هو مدى الارث العظيم الذي تركه هؤلاء الخطاطين فكان الخطاط يكتب ۷۰ او ۱۰۰ او اكثر الاسلامي. من المصاحف اضافه الى كراريس لتعليم الخط العربي والزخرفة الاسلامي ولازال الشعب التركي، المسلم يحب أرث الآباء والاجداد ويحرصون على تعلمه ويعلقون اللوحات الخطية في بيوتهم وهذا ذوق عالي يحسب لهم كأمة حية وفي العام ٢٠٠٩ أثناء تواجدي في استانبول في مركز مرمرة للأبحاث عندما كنت طالب دكتوراه باختصاص تاريخ تركيا طلب مني مجموعة من الشباب الاتراك ان اقيم لهم دوره لتعلم الخط لكنى قلت لهم كيف ادرسكم وأنا تعلمت على كراريس الخطاطين الاتراك فانتم الأساتذة لكنهم أصروا وقالوا نريد ان تقيم لنا الدورة وفعلاً تم انجاز الدورة وسعدوا بذلك
ورغم ان الجمهورية التركية اليوم علمانية التوجه لكن اليوم مسابقات فن الخط الدولية تقام في استانبول ويشترك في هذه المسابقة كل خطاطي العالم وتمنح ثلاث جوائز فائزة على كل نوع من الخط على شكل مبلغ مالي كبير في إشارة إلى بث روح التنافس من اجل الابداع لفن يعد على ارتباط وثيق بالحضارة الاسلامية.
وهنا لا بد من الاشارة الى شهادة آخر الخطاطين الأتراك العظام هو حامد الآمدى عندما قال للخطاط العراقي هاشم البغدادي في العام ١٩٧٢ (( خرج الخط العربي من بغداد وها قد عاد اليها على ايديكم)) اعترافا بعبقرية الخطاط هاشم البغدادي رحمه الله الذي استلم ريادة العالم الاسلامي في مجال الخط وعندما توفي هاشم البغدادي ظهر خليفته الخطاط الاسطورة عباس شاكر جودي البغدادي الذي فاق الاولين والآخرين بعظمة خطة وقوة حروف خط القرآن الكريم وترك أثراً فنياً كبيراً منها كراس(ميزان الخط العربي) على شكل اجزاء فيها خط الثلث وخط النسخ. ومما يؤسف له رغم عبقريه هذا الفنان لكن لم يلقى العناية من الدولة على عكس الاتراك وسلاطينهم وسلاطينهم الذين يقدرون ويدعمون الابداع وفي حوار أجراه معي الاعلامي السعودي عبد العزيز النصافي ونشر في مجلة اليمامة السعودية ذكرت له قائلاً (أما أن الأوان أن يهتم العرب وتحديداً بلاد الحجاز مهبط الوحي والقرآن الكريم والاهتمام بالحرف العربي واقامة مسابقات كبرى كما تفعل تركيا وان تصرف الاحوال من اجل خلق قاعدة ثقافية عظمى في هذا المجال؟).



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور حامد السويداني .. في عيون المؤرخين والكتاب
- المرأة الكردستانية بين الفكر والكفاح المسلح بيسي هوزات ( أنم ...
- تركيا رسمياً في المحور الأمريكي في الحرب العالمية الثالثة
- اردوغان مكاسب أكذوبة التوتر التركي الإسرائيلي
- بوادر قيام دولة كردستان الكبرى وخوف الساسة الأتراك من تقسيم ...
- الشعب التركي يطالب اردوغان بالرحيل
- موقف تركيا من معركة (طوفان الأقصى)
- الأمة الكردية أكبر من الزعيم الكبير عبد الله اوجلان
- نظرة الاتراك للعرب ونظرة العرب للاتراك بين الماضي والحاضر (د ...
- ثقافة النظافة والاناقة لدى الاتراك
- الخرافات والمعتقدات في التاريخ التركي ) نماذج مختارة)
- رمزية الذئب الاغبر في التاريخ التركي
- الانتخابات التركية ٢٠٢٣ وانعكاساتها ...
- انفجار اسطنبول والانتخابات التركية 2023
- هيلين بوليك: شهيدة اليسار الثوري في تركيا
- القواعد العسكرية التركية في الوطن العربي (رؤية نقدية للسياسة ...
- القصف التركي على شمال العراق (الاهداف والمخاطر)
- أزمات تركيا المتكررة هل تؤدي الى ظهور الفيدرالية التركية
- تركيا وسياسة الأوراق الضاغطة
- الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-حرق منزل الخميني في طهران خلال الاحتجاجات-.. ...
- بعروض -استثنائية-.. دبي تدخل عام 2026
- -تفجير انتحاري- يستهدف دورية للشرطة في حلب.. والسلطات السوري ...
- كواليس اجتماع ترامب–نتنياهو.. هل يمهّد لقاء فلوريدا لضربة جد ...
- في خطاب رأس السنة.. بوتين: روسيا ستنتصر في أوكرانيا
- أمم أفريقيا…منتخبا الجزائر والسودان يتأهلان لدور الـ16
- خبراء: هذا ما حصل عليه نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة ...
- ماذا يخبئ نتنياهو وترامب بعد الاتفاق على فتح معبر رفح؟
- وثائق للجزيرة تكشف مخطط جنرالات الأسد للتحرك عسكريا ضد دمشق ...
- إسرائيل وعدوى الانفصال من -أرض الصومال- إلى اليمن


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الخطاطين الآتراك وجهودهم العظيمة في الخط والزخرفة الإسلاميةالخطاطين الآتراك وجهودهم العظيمة في الخط والزخرفة الإسلامية