أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً














المزيد.....

الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال متابعتي لزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى المملكة العربية السعودية باعتباري متخصصا بالشأن التركي وقد اثارت الزيارة ردود فعل في الميدان الإعلامي ولم يعجبني ما طرح بخصوص الزيارة وأهدافها وغاياتها من قبل العديد من الكتاب والإعلاميين والمحللين السياسيين من كلا الطرفين لان هؤلاء اغلبهم مؤدلجين فمنهم من وصف الرئيس التركي بانه جاء معتذرا وبدا منكسرا ونادما ادانه هو طلب الزيارة او انه جاء ليستجدي المال لإنقاذ اقتصاده او ايمانه بان السعودية دولة كبرى في المنطقة وعليه ان يرضخ الى شروطها ....الخ وفي الجانب الاخر وهي الرؤية التركية وتوابعها من الإعلاميين والكتاب وصفوا الزيارة بانها جاءت تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين لاردوغان لزيارة السعودية وقد لبى الرئيس التركي هذه الزيارة.
باعتقادي ان هذه الآراء تنطلق من منظار عاطفي وايدولجي بعيد عن المفاهيم والاستتراتيجية العامة في العلاقات الدولية ودائما لم يوفق الاعلام في فهم وابعاد السلوك السياسي التركي بسبب جهلهم بالسياسة التركية تاريخيا بصورة عامة وسياسة حزب العدالة والتنمية (العثمانية الجديدة) بصورة خاصة اذ لا بد لاي محلل سياسي ان يكون مطلعا على التاريخ بادق التفاصيل من منظار معرفة الماضي يؤدي الى فهم الحاضر.
اعتقد بان زيارة الرئيس التركي الى السعودية هي سلوك سياسي ناجح في المفهوم السياسي بغض النظر المشاعر الشخصية والتي ركز عليها العديد ممن كتبوا عن الزيارة ومصالحها دون الاكتراث الى المشاعر والاحاسيس التي هي نقطة ضعف في مجال السياسة.
ولا بد من إعطاء لمحة سريعة عن السياسة التركية فمنذ تأسيس دولة تركيا الحديثة عام 1923 والتي تبنت مبدأ (البرغماتية) او المنفعة في التعامل مع الدول وقد ذكرت سابقا بان تركيا تحلم بان تكون جزء من المنظومة الغربية وسعت الى ذلك الحلم فهي متحالفة مع الولايات المتحدة والعالم الغربي وإسرائيل واستخدمت كحصان طروادة للعديد من المشاريع في المنطقة العربية على حساب جيرانها العرب وهناك شواهد تاريخية تؤكد ان الغرب تستعمل تركيا لمصلحتها فقط فمثلا الازمة القبرصية عام 1963-1967 والغزو التركي لقبرص عام 1974 وقفت كل الدول الاوربية وامريكا مع اليونان وفرضت حصارا في مجال الأسلحة على تركيا فتوجهت الى العرب الذين قاموا بدعم تركيا اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا من خلال التصويت لصالح تركيا في هذه الازمة ومن المعلوم ان الدول العربية مؤثرة في التصويت كونها اكثر من 20 دولة وهذه المواقف مثبتة وخاصة العراق والسعودية وليبيا ودول أتذكر مقولة المستشرقين ((لقد اخذ الاتراك عن العرب الدين الإسلامي وتركوهم وشأنهم وفيما بعد اخذوا نفطهم بالمكر والخداع وتحالفوا ضدهم)) العرب امة لا تمتلك سياسة وانما تمتلك إدارة خاضعة لمنظومة أخلاقية او دينية فهي عاطفية اكثر مما تكون برغماتية وهذا سبب تشتت السياسة العربية.
اما فيما يخص سياسة حزب العدالة والتنمية (العثمانية الجديدة) فهي واضحة للعيان فالسياسة التركية حققت تقدما واضحا مع الدول العربية وفق منظور (تصفير المشكلات) لكن هذه السياسة فشلت بعد احداث الربيع العربي عام 2011 وكلما تفشل تركيا في تطبيق سياساتها واحلامها في التوسع والسيطرة على مقدرات الوطن العربي واستلاب القرار العربي لصالحها تفشل من جديد وتعود وترفع شعار (تصفير المشكلات) من خلال دبلوماسيتها الناعمة واسلوبها الذي يحاول دغدغة المشاعر والعواطف فاردوغان اليوم يلبس ملابس الاحرام ويؤدي مناسك العمرة من اجل ان يظهر بانه زعيم إسلامي، ان الساسة الاتراك يحرصون على التعامل مع العرب كل على حدة فهو يزور السعودية ويريد ترميم العلاقات لكنه يحارب في ليبيا ويستخدم المرتزقة في زعزعة الاستقرار وكذلك يزور الامارات ويحارب الدولة السورية وله مطامع في ارض العرب. والسبب في هذا هو غياب المشروع العربي او الرؤية السياسية العربية الخارجية الموحدة.
أتمنى ان تكون لنا منظومة عربية على اقل تقدير تحافظ على وحدة الدول العربية من الاطماع الخارجية كان الاجدر من السعودية ودول الخليج ان تفرض شروطها على تركيا كما فعلت مصر عندما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتركيا (اذا ارادت تركيا فتح صفحة جديدة مع العرب عليها ان لا تتدخل في الشؤون العربية) وهذا التصريح قمة في الفهم والادراك اننا لا نقبل ان تستباح سوريا او ليبيا او العراق على حساب مصالح دول أخرى



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات عيد العمال العالمي في تركيا (نظرة تحليلية)
- تركيا بين معسكرين : الى اين ؟
- الموقف التركي من الازمة الاوكرانية وتأثيره على الداخل التركي ...
- تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك ا ...
- الربيع التركي يطرق الابواب قريباً
- الانتخابات التركية المقبلة 2023 والاحتمالات المتوقعة
- ازمة كازاخستان وفشل مشروع (العالم التركي)
- تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟
- الاعلام والصحافة ودورها في اسقاط الحكومات (تركيا : انموذجاً)
- اردوغان واوهام الصعود إلى القمر نهاية 2023
- دور المؤرخين التركمان في كتابة تاريخ العراق الحديث والمعاصر
- العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نف ...
- الليرة التركية ودورها في اسقاط الحكومات التركية
- أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا
- الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً