أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك العزلة التركية














المزيد.....

تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك العزلة التركية


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ العديد من الكتاب والمحللين في مقالاتهم في تحليل زيارة الرئيس التركي اردوغان الاخيرة إلى الامارات العربية المتحدة ويرون بان وراء هذه الزيارة اهداف سياسية واستتراتيجية وتضخيم سرية المفاوضات الدائرة بين تركيا والامارات ويدّعون بانها تهدف إلى خلق توازن عسكري وجيوسياسي ضد التمدد الايراني في منطقة الخليج العربي بعد ادراك قادة دول الخليج العربي بعدم ثقتهم بالولايات الامريكية المتحدة وخاصة بعد مجيء الرئيس الامريكي (جو بايدن) إلى السلطة وانسحابه من افغانستان والخوف الخليجي من التدخل الايراني الذي يهدد امن المنطقة حسب وصفهم، وكذلك يرى بعض المحللون ان من اهداف الزيارة ايضا مناقشة الملف السوري وتحليل ومناقشة الاوضاع القاسية التي يعانيها الشعب السوري...الخ
ولكن باعتقادي كل هذه الاسباب لا علاقة لها بالزيارة التركية للامارات وذلك لسبب بسيط جدا هو ان الامارات ليست الدولة التي لها القدرة على مناشة مخاطر وازمات كهذه وتبقى الولايات المتحدة الامريكية والغرب حليفا دائما لدول الخليج العربي ومدافعا عن امنها واستقرارها بحكم المصالح الاقتصادية والاستثمارية الهائلة في هذه الدول وان أي خطر او تدخل ايراني في هذه المنطقة هو خطر يهدد المصالح الامريكية وهذا ما لم تستطع ايران القيام به خوفاً من النتائج التي تترتب على هذا التدخل وردة الفعل الامريكي فضلا عن بوادر التطبيع الكامل مع اسرائيل والامارات ودول عربية اخرى مما يلجم تدخلات ايران في المنطقة والى الابد، ووفق هذا المنطق لا حاجة للامارات ان تكون متحالفة مع تركيا، اما الازمة السعودية فان الامارات ستقوم مع تركيا بعدد مهم في حل الازمة السورية فأيضا لا اساس له من الصحة ويثير الضحك لان الملف السوري هو مهيمن علي اربع قوى اثنان منهما عظمى هو الوةلايات المتحدة الامريكية وروسيا واثنان اقليمية وهم ايران وتركيا وهناك اتفاقيات وتقاسم للنفوذ والمصالح بين الفريقين الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها تركيا وبين روسيا وحليفتها ايران كما اود الاشارة إلى ان ايران وتركيا متفقتين على تقاسم النفوذ في سوريا وعموم الدول العربية التي تتبع حراكا واضطرابات سياسية ولا يمكن ان تتقاطع وجهات نظرهما وهم اصلا يدركون في ادبياتهم السياسية والفكرية بان العرب تاريخيا هم تحت النفوذ الفارسي والتركي وان العلاقات التركية الايرانية متميزة وحتى تركيا لم تلتزم بالعقوبات الامريكية المفروضة على ايران وان حجم التبادلات التجارية بينهما مستمرا ومتصاعدا فلا تستطيع دولة مثل الامارات توظيف تركيا ضد ايران وان العرب لا يجيدون فن السياسة وهم دوما يقعون تحت فخ المكر السياسي سواء التركي او الايراني ولكن كل ما في الامر هو ان هدف الزيارة التركية هو الدافع الاقتصادي وفك العزلة التركية يقول الاتراك ان اردوغان ذهب إلى الامارات العربية المتحدة من اجل المال وهم مصيبون في ذلك الهدف الاقتصادي واضح جدا يحاول اردوغان بعد استمرار تدهور قيمة الليرة التركية وتراجع الاقتصاد وسوء الاحوال المعيشية للمواطنين ومعاناتهم في الحصول على ابسط مقومات العيش بكرامة والضغط الذي نتج عن ذلك هو نزول المئات من الاتراك إلى الشوارع في مدن كبرى مثل انقرة واستانبول واغري وايدن ومدن اخرى في احتجاجات عارمة مطالبة بتغيير نظام الحكم ورحيل حزب العدالة والتنمية في منظر اشه بالربيع العربي ولكن على الطريقة التركية، والدليل على ان هدف الزيارة اقتصادي بحت هو توقيع تركيا والامارات (13) اتفاقية شملت مجال الاستثمار والنقل والصحة والسياحة والزراعة والرياضة والاعلام والاتصالات والطوارئ.. الخ من الامور التي تخدم وضع الاقتصاد التركي.
اما الامر الثاني فهو فك العزلة التركية ركزت في الاونة الاخيرة احزاب المعارضة التركية ومختلف قطاعات الشعب التركي بان اردوغان هو سبب تدهور علاقات تركيا الاقليمية وخاصة الدول العربية التي كانت مفيدة لتركيا وخاصة الغنية بالنفط مثل السعودية وليبيا والعراق والامارات ودول اخرى مثل مصر وسوريا فقام اردوغان بهذه الخطوة من اجل اعادة تأهيله قبل انتخابات عام 2023 ويأمل ان تكون الامارات سببا في التصالح مع السعودية ومصر لاحقا وكذلك مع اسرائيل.
ان الدبلوماسية الناعمة التي يتبعها الاتراك وهم دهاة في عام السياسة باستطاعتهم حل ازماتهم الاقتصادية والسياسية برأس دول متواضعة التفكير مثل الامارات وغيرها فلو فكرنا في الزيارة وما هي المكاسب التي حققها الطرفين لنرى ان المكاسب هي فقط من نصيب تركيا ولو كان لامارات وباقي دول العرب المتعاملة مع تركيا عقلية دولة وحكم فمن الاجدر مساومة تركيا المحتاجة إلى المال العربي ان يتركوا تدخلاتهم في الشأن العربي الداخلي مقابل اعطائهم المال ولكن مع الاسف لم يحصلوا على شيء سوى الابتسامات والمبالغة في استقبال الضيف وان برج خليفة مغطى بالعلم اتركي وهذه دلالة سلبية لمن يفهم فن السياسة، كما ان هذا معيب جدا وستاخذ تركيا المال من الامارات وربما يهزم اردوغان في الانتخابات وتأتي حكومة تركية جديدة لا تفيم وزنا لدولة مثل الامارات وغيرها. فعبر تاريخ تركيا المعاصر كلما مرت بازمات اقتصادية تأتي إلى العرب وتطلب المال وصدق أحد المستشرقين الاوربيين عندما قال (لقد اخذ الاتراك عن العرب الدين الاسلامي وتركوهم وشأنهم وفيما بعد اخذوا نفطهم بالمكر والخداع وتحالفوا ضدهم).



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع التركي يطرق الابواب قريباً
- الانتخابات التركية المقبلة 2023 والاحتمالات المتوقعة
- ازمة كازاخستان وفشل مشروع (العالم التركي)
- تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟
- الاعلام والصحافة ودورها في اسقاط الحكومات (تركيا : انموذجاً)
- اردوغان واوهام الصعود إلى القمر نهاية 2023
- دور المؤرخين التركمان في كتابة تاريخ العراق الحديث والمعاصر
- العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نف ...
- الليرة التركية ودورها في اسقاط الحكومات التركية
- أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا
- الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
- اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
- الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا ...
- التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
- الاتراك البيض والاتراك السود
- الموسيقى التركية وحفاظها على الاصالة الشرقية إبراهيم تاتليس ...
- الموسياد والتوسياد في صناعة السياسة التركية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك العزلة التركية