أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - أزمات تركيا المتكررة هل تؤدي الى ظهور الفيدرالية التركية















المزيد.....

أزمات تركيا المتكررة هل تؤدي الى ظهور الفيدرالية التركية


حامد محمد طه السويداني

الحوار المتمدن-العدد: 7259 - 2022 / 5 / 25 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد سلطت الضوء في مقالات سابقة على سياسات حزب العدالة والتنمية وكيف أوصل البلاد الى وضع لا يحسد عليه من تدهور مستمر لقيمة الليرة التركية والفشل في العلاقات الخارجية وتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية بين أبناء الشعب التركي بخاصة والشعب العربي عامة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الأحزاب التركية المعارضة هي (ملائكة) وهل لديهم العصا السحرية لحل أزمات تركيا العميقة كما هم يصرحون، في حال وصولهم الى السلطة الجواب كلا ربما نحن العرب سنتضرر اكثر مما نحن عليه الان من اضرار اذا تسلم الحكم العلمانيون.
اللاجئين السوريين من هم ؟ وكيف وصلوا الى تركيا؟ ومن الجهات المستفيدة من بقائهم وترحيلهم ومن الذي استخدمهم كورقة سياسية واقتصادية وعسكرية دون الاكتراث لهم ولعوائهم ولاطفالهم ونسائهم فاللاجئين السورين هم المتضررين الوحيدين في هذه اللعبة وكما يلي:-
تركيا/ تعد الحكومة التركية اول من صنعت ما يسمى باللاجئين السوريين اذ بعد يومين فقط من اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011 وما يسمى بـــ (الربيع العربي) سارعت الحكومة التركية على بناء المخيمات على الحدود السورية التركية وحثهم على الهجرة وتدخلت بالازمة السورية عن طريق دعم المسلحين وخاصة الاعتماد على الأقلية التركمانية في سوريا والتي كان لها اتصالات وتنسيقات سابقة مع الحكومة التركية والمخابرات التركية واستخدامهم كورقة ضغط سياسي فهناك أصلا مشروع منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 يسمى (مشروع شرق الفرات) والذي وضعه مصطفى كمال اتاتورك وخلاصة هذا المشروع هو تتريك هذه المناطق وخاصة المناطق الكردية والعربية لكن هذا المشروع فشل بسبب الازمات الاقتصادية والسياسية التي مرت على العالم وخاصة احداث الحرب العالمية الثانية 1939-1945 وما تترتب عنها من تقسيم العالم الى معسكرين الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي (السابق) واليوم استطاع حزب العدالة والتنمية والذي يتبع سياسة (العثمانية الجديدة) من محاولة تطبيق هذا المشروع وحتى داخل الأراضي السورية ولكن سيفشل أيضا وذلك بسبب استخدام القوة العسكرية المفرطة في هذا المشروع.
ان محاولة الحكومة التركية فرض وجود ديمقوغرافي داخل الأراضي السورية بالاعتماد على المجاميع المسلحة الموالية لتركيا فأن هنا الامر سيولد أزمات أخرى وسيكون على حساب الوجود الكردي في سوريا (كردستان سوريا) على غرار (كردستان العراق) وفي هذه الحالة سيكون المشروع الثالث هو (كردستان تركيا)، اما المشروع الأخير فهو سيتوج بإعلان الدول الكردية الكبرى من خلال اتحاد تلك الفيدراليات.
الامر الثاني/ ان اردوغان عندما استقدم اللاجئين السوريين والعرب الى تركيا ومنح العديد منهم الجنسية التركية وإعطاء الوعود للاخرين كان اردوغان يريد من هؤلاء التصويت له في انتخابات عام 2023 فاليوم يوجد 4 ملايين سوري ومئات الالاف من العرب وهؤلاء عدد لا يستهان به ودائما العرب يفضلون الأحزاب الإسلامية التركية لاحساسهم بان هناك رابط يجمعهم الا وهو الدين الإسلامي، علما بان الأقلية العربية الموجودة أصلا في تركيا والتي يقدر عددهم 5 ملايين تضاف الى اللاجئين السوريين فيصبح العدد بحدود 9-10 ملايين عربي سيصوتون لاردوغان.
الامر الثالث هو المنفعة الاقتصادية متعددة الاتجاهات فهؤلاء السوريون العديد منهم أصحاب شركات ومعامل ورؤوس أموال فروا من بلادهم واتجهوا الى تركيا حيث البيئة الامنة للعمل وهذا يخدم اردوغان وحزبه ويساهم في تطوير اقتصاد تركيا وبالمقابل تضرب الصناعة السورية والحركة التجارية في سوريا ويتضرر الاقتصاد السوري الذي كان مكتفيا ذاتيا فسوريا هي الدولة الوحيدة في العالم المكتفية ذاتيا وليس لديها ديون خارجية وتسمى (الدولة الوطنية) وهذه الورقة الاقتصادية تستخدم من قبل الحكومة التركية للضغط على الحكومة السورية ومحاولة اضعافها.
الامر الرابع هو ان هؤلاء السوريون اذ تم نجاح مشروع المخيمات او انشاء منطقة منزوعة السلاح ستكون هذه المنطقة ذات نفوذ تركي ومن الجديد بالذكر تحركت الحكومة التركية بهذا الاتجاه وقامت ببناء المدارس والمستشفيات وتدريس اللغة التركية والثقافة التركية فضلا عن ان هذه المنطقة ذات اغلبية تركمانية وهذه المنطقة ستكون موالية لتركيا على حساب الوطن الام سوريا وبذلك تحقق تركيا ان المعركة هي في الداخل السوري وخارج أراضي تركيا.
يضاف الامر الخامس وهو ان ورقة اللاجئين السوريين تستخدمهم الحكومة التركية لابتزاز اوربا علما بان الدول الاوربية تخصص مبالغ طائلة لتركيا من اجل إبقاء السوريين داخل تركيا او على الحدود السورية التركية وطبعا هذه الأموال وفي عملية حسابية برغماتية لا تصرف كلها على أوضاع اللاجئين السوريين قد يصرف ربع المبالغ عليهم والباقي في جيب الحكومة التركية، فضلا عن ان هناك أسلوب اخر غير انساني وهو ارسال هؤلاء السوريين واستخدامهم كمرتزقة في حروب تركيا سواء في ليبيا او اليمن او دول أخرى.
اما فيما يخص الأحزاب التركية المعارضة فايضا تستخدم ازمة اللاجئين السوريين واستخدامهم كورقة انتخابية فاحزاب المعارضة في خطابها للشعب التركي ترى بان تواجد العرب بهذا العدد الكبير ومنح العديد منهم الجنسية التركية إضافة الى الأقلية العربية الموجودة أصلا في جنوب شرق تركيا وهؤلاء مواطنين اتراك ترى أحزاب المعارضة بان هذا الامر هو احتلال عربي لتركيا فقد صرحت (ميرال اكشينار) زعيمة جنوب الخير التركي قولها (انه في العام 2053 سوف تحكم تركيا من قبل العرب).
ومن الجديد بالذكر ان ميرال اكشينار هي من أصول بلقانية هاجر والديها الى تركيا وولدت في تركيا وهي الان ترشح نفسها كرئيسة وزراء انظروا نحن العرب كم نحن ساذجون يتلاعب بنا الاخرون ويستخدمونا كاوراق ضغط ضد بلداننا الدول العربية اليوم تاركين الشعب السوري ضحية للدول الكبرى او الإقليمية لا بل تصطف بعض الحكومات العربية مع أعداء سوريا ضد الشعب السوري.
وكذا الحال ينطبق على حزب الشعب الجمهوري وزعيمه كمال كليشدار اوغلوا الذي نصب نفسه مدافعا ومتباكياً على اللاجئين السوريين وهو نفسه صرح بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 بتصريحات عنصرية تسيء الى الشعب العربي عامة اذ قال (( ان حزبنا يقف مع الشعوب العربية المطالبة بالتغيير)) علما بان انصار حزب الشعب الجمهوري يرون بان العرب مصدر للجهل والتخلف وانهم مجرد رعاة ابل غير قادرين على القيام باي ثورة شعبية وإقامة نظام ديمقراطي وهم ابعد الناس على المطالبة بالحرية والكرامة لكونهم قبائل تتقاتل على مصالحها وتقودها الدول الكبرى))
اما القول بانه لم تستطع العرب القيام باي ثورة فهذا الامر مثير للضحك لان الثورات العربية جواب كافي لمثل هكذا تصريحات واما العرب انهم بعيدين عن الكرامة.
وقد قمت بالرد على هذا التصريح في كتابي الموسوم (تركيا بين اليسار العلماني والإسلام السياسي المطبوع في عمان عام 2016. قلت فيه ان هذا الكلام غير لائق بحق امة شرفها الله بحمل لواء الإسلام وايصالها الى الإنسانية جمعاء ومنهم الاتراك الذين دخلوا في الدين الإسلامي على ايدي العرب.
وخلاصة القول بان هناك قاعدة هو ان كل الامبراطوريات والدول التي تعيش على ارضها قوميات واديان واعراق مختلفة سوف تكون مصير هذه الدولة التفكك وخاصة اذا كانت أنظمة شمولية ومستبدة كما حدث في الاتحاد السوفيتي السابق في العام 1991 وقد قالتها الولايات المتحدة الامريكية التي تزعمت العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي اذ صرحت بان القرن الحادي والعشرون هو (قرن الأقليات وحق تقرير المصير) فتركيا اليوم ذات تركيبة متنوعة (اكراد-عرب-علويين-ارمن-شركس-اللاز ويهود ويونان ... الخ) وان حسب تقارير الولايات المتحدة الامريكية ومنظمات حقوق الانسان تعد تركيا الدولة الأولى في انتهاكات حقوق الانسان).
وهذه الازمات قديمة في تركيا ومتفاقمة وكل يوم يمر دون حل تتعقد اكثر باعتقادي ان الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية ترغب بإعادة شكل الدولة التركية وهو النظام الفيدرالي فظهور تركيا الفيدرالية سيحل الازمات القومية واعطاء الاكراد والأقليات الأخرى حقوقهم خاصة وان تركيا بدأت في الآونة الأخيرة تهدد اليونان وفرنسا سواء بتصريحات اكبر من حجمها فاليوم أيضا تعارض انضمام السويد وفلندا الى حلف الناتو وهذه رغبة أمريكية ويذهب العديد من المحللين بان هذا الرفض أيضا.
هو ابتزاز برغماتي لروسيا والولايات المتحدة الامريكية وأود الإشارة الى اننا في هذه المقالة لا تتمنى السوء الى الجارة تركيا فالشعب التركي شعب مسلم واصيل له حضارة إسلامية وعاشوا مع العرب جنبا الى جنب فلا نريد ان تكون مجرد أوراق ضغط ضد بعضنا البعض فالدول الكبرى لا يؤمن مكرها.
ومما يثير تساؤلي هل ان الحرب والكرامة هي التوسل والتذلل والوقوف على أبواب دول الاتحاد الأوربي لاستجداء الانضمام الى النادي المسيحي الذي يرفض طلب تركيا مرارا وتكرارا وبطريقة أحيانا مسيئة الى الشعب التركي فلا يوجد أي مبرر لانضمام امة مسلمة للانضمام الى دول مسيحية تشكل منظومة القيم المسيحية.
واخيرا لقد ادرك الشعب السوري انه المتضرر الوحيد من هذه اللعبة وان وطنه تضرر ايضا فبدأت تتشكل افكار وطنية من اجل اعادة بناء سوريا واعادة حقوقها المسلوبة ومنها لواء الاسكندرونة العربي المغتصب واحياء مشروع سوريا الكبرى.



#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وسياسة الأوراق الضاغطة
- الرئيس التركي يزور السعودية مجدداً
- تظاهرات عيد العمال العالمي في تركيا (نظرة تحليلية)
- تركيا بين معسكرين : الى اين ؟
- الموقف التركي من الازمة الاوكرانية وتأثيره على الداخل التركي ...
- تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك ا ...
- الربيع التركي يطرق الابواب قريباً
- الانتخابات التركية المقبلة 2023 والاحتمالات المتوقعة
- ازمة كازاخستان وفشل مشروع (العالم التركي)
- تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟
- الاعلام والصحافة ودورها في اسقاط الحكومات (تركيا : انموذجاً)
- اردوغان واوهام الصعود إلى القمر نهاية 2023
- دور المؤرخين التركمان في كتابة تاريخ العراق الحديث والمعاصر
- العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نف ...
- الليرة التركية ودورها في اسقاط الحكومات التركية
- أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا
- الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
- المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
- تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
- المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد محمد طه السويداني - أزمات تركيا المتكررة هل تؤدي الى ظهور الفيدرالية التركية