أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الحياة بعد الموت – الرؤية الكبرى من مرايا الأديان















المزيد.....



الحياة بعد الموت – الرؤية الكبرى من مرايا الأديان


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أن سُئِل الإنسان عن معنى الموت، لم يكن جوابه بحثًا عن نهاية، بل توقًا إلى البداية الثانية — إلى لحظة العودة إلى الأصل، إلى النور الأول الذي منه خُلق وإليه يرجع.
منذ فجر الوعي البشري، كان السؤال عن الحياة بعد الموت محورًا للروح، مِحرابًا تتلاقى فيه الأسئلة الكبرى عن المعنى والغيب والوجود. لم يسع الإنسان إلا أن يبحث عن الحقيقة في كل تجربة، في كل دين، في كل تعاليم روحية، وفي كل لحظة صمت تأملية.
فالموت ليس نهاية، بل عبورٌ من حياة إلى حياة أعمق، ومن إدراك محدود إلى وعي أوسع.
لقد اختلفت الأديان في الصور، لكنها التقت في الجوهر؛ في الإيمان بأنّ الحياة بعد الموت حقيقة، وأن الموت ليس انقطاعًا بل عبورًا نحو "حياةٍ أعمق"، تتجلّى فيها العدالة الإلهية، وتُكشَف أسرار الرحلة الكبرى.

مرايا الأديان الأولى......
في اليهودية..
لا تنظر إلى الموت كظلام، بل كـ"فجرٍ جديدٍ" في دورة الوجود.
تُوصف الحياة الأخرى بأنها "العالم الآتي" – عالم النقاء، حيث تعود النفوس لتلقى الله، بعد أن تمرّ بمرحلة تطهيرٍ تُزيل عنها غبار التجربة الأرضية. فـ"جهنوم" ليست نارًا أبدية، بل معمل تنقية للنفس من شوائبها.
وترى اليهودية أن "الموت" عبورٌ إلى عالمٍ آخر من الوجود تُسمّى فيه النفس إلى حسابٍ وعدلٍ إلهي.
تُؤمن بـ"العالم الآتي" — عُولَم هَبَا — عالم النقاء بعد تطهير الأرض، حيث يُبعث الأبرار إلى حياةٍ أبديةٍ في حضرة الله.
أما النفوس التي ظلمت، فإنها تمرّ في "غِهِنُّوم" – ليس جحيم العذاب كما تصوّره العقول، بل مطهر النفس، مكان تتطهّر فيه الأرواح من أثقالها قبل عودتها إلى النور
في المسيحية....
وفي المسيحية، الموت هو قيامٌ آخر. فالمسيح لم يقم وحده من بين الأموات، بل فتح باب القيامة في وعي الإنسان، لتفهم الروح أنها تُبعث كل يوم من رمادها نحو نور المحبة. فـ"الحياة الأبدية" ليست زمنًا لا ينتهي، بل اتحادٌ لا ينفصل بين النفس وخالقها.
يُشرق نور القيامة كرمزٍ للحياة بعد الموت.
المسيح، في نظر المؤمنين، لم يُبعث وحده من بين الأموات، بل فتح باب البعث لكلّ روحٍ تسير على طريق المحبة.
فالحياة الأبدية ليست وعدًا فقط، بل حالةٌ من الاتحاد بالمحبّة الإلهية.تتخلّى النفس عن الجسد الترابي، لتلبس جسدًا روحانيًا من نورٍ وسلام.
"في بيت أبي منازل كثيرة" – هكذا قال المسيح، وكأن الوجود كلّه بيتٌ، والموت بابٌ من غرفةٍ إلى أخرى.

في الإسلام...
يُعلّم الإسلام أن الموت ليس فناءً، بل انتقالٌ إلى "البرزخ"، حيث تبدأ مرحلة تأملية بين الدنيا والآخرة.
هناك تُعرض الأعمال، وتُفتح دفاتر النوايا، وتتهيأ الأرواح ليوم اللقاء.
ثم القيامة: حين تُعاد الأنفس إلى أجسادٍ من نور أو من ظلمة، بحسب ما زرعته في حقول الدنيا.
ويصف القرآن هذه العودة بعبارةٍ تفيض بالحنين:
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ"
كأن الموت، في جوهره، رجوع، لا فراق.
فقد قدّم أعمق نظرةٍ عدليةٍ وروحيةٍ في آنٍ واحد. فالموت انتقالٌ إلى عالم "البرزخ"، حيث تُعرض الأعمال وتتهيأ الأرواح ليوم اللقاء. والبعث ليس مجرد عودةٍ مادية، بل إظهارٌ لحقيقة النوايا التي حملها الإنسان في سرّه.
إنه يومٌ يُبعث فيه القلب قبل الجسد، وتُعرّى السرائر قبل الوجوه.

في الزرادشتية.....
أما الزرادشتية، فتصوّر الروح تمشي على جسرٍ من النور بين عالمي الخير والشر، لتُختبر خفتها أو ثقلها. من عاش بالصدق يعبر الجسر رشيقًا إلى عالم النور، ومن ثقل بالظلمة يسقط ليتطهّر، حتى يتوازن بين النور والظلام. إنها رحلة التكامل بين القوتين الكونيّتين.
يُقال إن الروح، بعد موت الجسد، تمشي على "جسر شِنْفَات"، الجسر الدقيق بين عالمي النور والظلام.
من عاش بالخير والحقيقة يعبر الجسر خفيفًا إلى عالم النور حيث يسكن أهورامزدا، إله النور والحكمة.
ومن حمل في قلبه ظلمة الشر يسقط في عالم الظلال حتى يطهّر.
هي ليست ديانة عقاب، بل تطهير وتوازن بين قوتين أزليتين: النور والظلمة، كليلٍ ينتظر فجراً جديداً.

في البوذية ...
الموت ليس نهاية حياةٍ واحدة، بل استمرارية الوعي في شكلٍ آخر.
تتبدّل الأشكال كما تتبدّل الأمواج في البحر الواحد.
والنيرفانا ليست "جنة"، بل انعتاق الروح من دورة الميلاد والموت، حين تُدرك أنها لم تكن تفنى بل كانت تحلم.
حين تصحو الروح من وهم "الأنا"، تعرف أنها لم تمت قط.

في العقيدة والدين البهائي: كشف الأسرار وانفتاح الوعي
أما البهائية، فقد جاءت في زمن ازداد فيه وعي البشرية، لتكشف عن أبعاد أعمق وأوسع لم تُستوعب من قبل.
ففي هذا التعليم الإلهي، الحياة بعد الموت ليست حدثًا مؤجلًا، بل رحلة متدرجة للوعي والروح تبدأ منذ اللحظة التي يعي فيها الإنسان ذاته.
الروح، في البهائية، نور سماوي يسافر عبر أقاليم الله بلا نهاية. عند مفارقة الجسد، تتحرر من القيود المادية، وتبدأ رحلة طويلة في طبقات النور، تصعد فيها بحسب أعمالها ونواياها الصافية.
يتفضل حضرة بهاء الله:
"اعلم أن العالم الآخر عالمٌ منير، لا ظلمة فيه، ولا كدر، ولا ألم، ولا حزن، لأن النفس فيه تتنزه عن علائق المادة، وتستضيء بنور القرب الإلهي."
و جاءت البهائية، لتُكمل هذا الخط البياني للروح، وتُسدل الستار عن مرحلةٍ من الإدراك لم تكن البشرية مؤهلة لوعيها من قبل.
فقد جاءت في عصرٍ اكتمل فيه وعي البشرية نسبياً، لتكشف عن أبعاد لم تستطع الأديان السابقة أن تصوغها بالكامل.
فهنا، الحياة بعد الموت ليست حدثًا مؤجلًا بعد القبر، بل رحلة وعيٍ مستمرة ومتدرجة تبدأ منذ اللحظة التي يعي فيها الإنسان نفسه في هذا العالم.
الروح في البهائية نورٌ سماوي مسافر في أقاليم الله، تفارق الجسد، لكنها لا تفنى، بل تتحرر من القيود المادية لتسافر في طبقات من النور، تتدرج فيها إلى مراتب أعلى كلما ازداد عملها الصالح في الدنيا نورًا.

يتفضل حضرة بهاء الله:
"إن النفس باقية بعد مفارقة الجسد، وتترقى في مراتب القرب، كلما ازداد عملها في عالم التراب نورًا، ازدادت مقامًا في العوالم العليا."
في هذا الإطار، الموت ليس نهاية الامتحان، بل نقطة تحول في رحلة الصعود الروحي. كل فعل صالح في الدنيا هو طاقة ترفع النفس إلى مراتب أعلى في عالم النور.
فالبهائية توضح أن الجنة والنار ليستا مكانين، بل حالتان من الوجود: الجنة هي قرب الروح من الله، والنار هي بعدها عنه.

أهمية هذا الإدراك للإنسان
فهم الحياة بعد الموت ليس مجرد قضية دينية، بل تغيير جذري في رؤية الإنسان لوجوده وحياته اليومية.
حين يدرك الإنسان أن روحه خالدة، وأن كل فعلٍ صغيرٍ يحمل في طياته صدى أبديًا، تتغير قيمته وأولوياته:
يتحرر من الخوف من الموت، لأنه يدرك أن الموت عبور وليس نهاية. يعيش حياته بمسؤولية ووعي، لأن كل عمل صالح هو زاد للروح في عوالم النور. ينظر إلى الآخرين بعين الرحمة والمحبة، لأن كل روح تسير في رحلة نحو الكمال.
إنها دعوة لكل إنسان ليعيش حاضرًا ذا معنى، مستنيرًا بالوعي الأبدي، مطمئنًا إلى رحلته الروحية.
إذ أعلنت أن "الحياة بعد الموت" ليست حدثًا يُنتظر بعد القبر، بل حالة وعيٍ متصاعدة تبدأ منذ لحظة الوجود في هذا العالم.
فالنفس في جوهرها نورٌ سماويٌّ مسافر في أقاليم الله. وحين تنفصل عن الجسد، لا تفنى، بل تتحرر من القيد المادي لتسافر عبر عوالم النور، طبقةً بعد أخرى، كما تتدرج الشمعة في وهجها حتى تبلغ اللهيب الخالص.

يتفضل حضرة بهاء الله:
"اعلم أن العالم الآخر عالمٌ منير، لا ظلمة فيه، ولا كدر، ولا ألم، ولا حزن، لأنّ النفس فيه تتنزه عن علائق المادة، وتستضيء بنور القرب الإلهي."

ويتفضل أيضًا:
"إن النفس باقية بعد مفارقة الجسد، وتترقى في مراتب القرب، كلما ازداد عملها في عالم التراب نورًا، ازدادت مقامًا في العوالم العليا."
فالبهائية لا ترى في الموت "نهاية الامتحان"، بل نقطة تَحوُّل في رحلة الصعود. الإنسان هنا تلميذ في مدرسة الأرض، يتعلم دروس المحبة والرحمة والعطاء. وكل ما يزرعه من خيرٍ في عالم التراب، يصبح زادًا لنوره الأبدي في العالم الآخر.
ولأن البشرية اليوم بلغت نضجها العقلي والروحي، أفصحت التعاليم البهائية عن أسرارٍ لم تُكشف في الأديان السابقة، إذ لم يكن وعي الإنسان قد اتسع لها.
فالروح اليوم تستطيع أن تُدرك أنّ الجنة والنار ليستا مكانين منفصلين، بل حالتان من الوجود:
جنة هي حالة القرب من الله، ونار هي البعد عنه.
وأن الصعود في العوالم الإلهية لا يتوقف؛ فكل نفسٍ ترتقي بلا نهاية في مدارج الكمال.
"ليس لعالم الله نهاية، كما لا نهاية لترقّي النفس في أقاليمه."

جاءت البهائية لتصرّح وتقول:
أن الحياة بعد الموت ليست في مكان، بل في مرتبة الوعي. فالنفس تسافر في عوالم الله بلا حدود، وكل عملٍ صالح هو طاقةٌ ترفعها إلى مقامٍ أعلى في الوجود.
الكون كلّه "مدرسة الأرواح"، والموت ليس فصلاً يُغلق، بل بابًا إلى مرحلةٍ أسمى في التعلم الأبدي.
يتفضل بهاء الله:
"اعلم أن العالم الآخر عالمٌ منير، لا ظلمة فيه، ولا كدَر، ولا ألم، ولا حزن..."
إن هذا الوضوح الجديد يتيح للبشرية فهم الموت ليس كحاجز، بل كمرحلة صاعدة في رحلة الروح.
الجنة والنار في هذا السياق ليستا مكانين، بل حالتان: القرب من الله أو البعد عنه.
وهكذا يصبح الموت مدرسة ومرشدًا ورافدًا للمعرفة الروحية، لا عائقًا أمام الإنسان في سعيه نحو الكمال.

وعليه نرى الحياة بعد الموت في العقيدة والدين البهائي....
" اعتبروا الموت بأنه عين الحياة " (ع.ع)
إن التعاليم البهائية عن سر الموت والحياة، وهو السر المكنون خلف حجاب الغموض والإبهام من شأنها أن تهب العقول الحائرة والقلوب الحزينة رسالة مشرقة بالأمل والعزاء، وتدفعها شوقاً إلى الحياة النبيلة، لأن بهاء الله رسول الحق فى هذه الدورة الجديدة، وابنه عبد البهاء المبين لتعاليمه، قد أزاحا بعض الستر الذى يحجب ذلك الخفاء، وكشفا عن الشئ الذى كان يبدو عبثاً وعقيماً ولكن أسرار الحياة الأخرى ومكنونات الكون مما لايمكن الكشف عنها كاملاً طالما أن لغة البشر هى بالقياس كلغة الأطفال بحيث يكون من المستحيل علينا فى هذه الحياة الدنيا أن نفهم هذه الحقيقة فهماً دقيقاً. غير أنه لابد لنا من فهم طائفة من الحقائق من شأنها أن تنير أفكارنا وتحيط جهودنا فى حياتنا الأرضية بالإلهام والإرشاد. ولذلك يبدو أن من الضرورى لكى نعرف شيئاً عن كُنْه الوجود فى الحياة الآخرى. أن نفهم غاية هذه الحياة وبأى نظرة يجب أن ننظر إليها.

تعلمنا أن حياة الجسد ماهى إلا مرحلة الجنين من وجودنا ويمكن تشبيهها بالجنين فى رحم الأم حيث ينمو ويترقى فى الهيئة والملكات التى يحتاج إليها فى العالم الآلى.وكذلك الإنسان يحتاج فى حياته الأرضيه إلى تنمية قواه الكامنة وقابلياته أى الصفات الروحانية التى ليست فقط تمكنه من مغالبة الحياة والحصول على السعادة الروحية بل أيضاً تهيئة، عند الممات لميلاد جديد فى الحياة الآخرى. وعلى هذا تكون الغاية من الحياة على الأرض ليست سوى مرحلة لتمكين الإنسان من تنمية ملكاته بالاستفادة من التجارب التى يجتازها فى حالات الفرح والحزن والكفاح والتحصيل والنشاط الموجه توجيهاً صحيحاً، فالمحبة والصفاء والتواضع وإنكار الذات والإستقامة والحكمة والإيمان وخدمة الإنسانية هى الصفات التى عليها تقدم حياته فى عوالم الخلد.
"يا ابنَ الرّوح - فى أول القول أملك قلباً جيداً حسناً منيراً لتملك ملكاً دائماً باقياً أزلاً قديماً". (بهاء الله)

إن الأجسام المادية كما نعلم "مترجماً": مكونة من ذرات، فإذا بدأت هذه الذرات فى التفرق دب الإنحلال ويأتى مانسميه الموت. وهذا التكوين الذرى الذى يتركب منه الجسم أو العنصر الفانى فى كل مخلوق هو مؤقت، فإذا إنعدمت قوة الجاذبية التى تؤلف بين هذه العناصر توقف البدن عن الحياة. أما فى الروح فالأمر يختلف لأن الروح ليست مركبه من عناصر متحدة أو مكونة من مجموعة ذرات، ولكنها من جوهر واحد لا يتجزأ وهى لذلك خالدة، وبما أنها خارجة بالكلية عن نظام التكوين المادى فلا يعتريها فناء. (ع.ع)
وعلى هذا يكون الجسم المادى ليس إلاّ غطاءً للروح، وهو واسطة التعبير فى عالم المادة، فإذا تنحى الغطاء جانباً تحررت الروح من عقالها، ويمكن ببساطة أن نشبه مرحلة الإنتقال هذه باليرقة التى تخرج من سجن الشرنقة فى هيئة فراشة تنطلق إلى آفاق جديدة. إلى دنيا أوسع وأفسح من النور والحرية. ومع ذلك فهذا التشبيه لا يعتبر منطبقاً من كل الوجوه، لأن الروح ليست داخلة فى الجسد بل متعلقة به أو بعبارة آخرى منعكسة عليه كما تنعكس الشمس على المرآة فاٍذا كسرت المرآة لن تتأثر شمس الروح. فالروح إذاً تستطيع أن تقوم بوظائفها بوساطة الصورة الآلية وبغير وساطتها على حد سواء، ولنا فى حاله النوم مثال لقوى الروح المستقلة حيث نجد وقد توقفت كل القوى الآلية – إننا نستطيع أن نرى ونسمع وننتقل بل ونعرف فى بعض الأحيان أشياء لم نكن نعرفها ونحن فى حالة اليقظة. فالجسم محدود بالحيز والرؤية ولكن الروح لا ترى وليس لها حيز، والزمان والمكان هو من خصائص الأجسام وحدها.

الروح والعقل والنفس
كثيراً ما يختلط الأمر فى تعريف الروح والعقل والنفس ويكاد يكون الخلاف بين مصطلحات أهل الفلسفة القديمة والحديثة وبين الأديان. إلا أن كل الديانات العظيمة تقول باستمرار الحياة وبأن الروح الإنسانى خالد. وتتفق مع هذا القول الفلسفةالعلمية حيث دللت على "أن الجوهر البسيط - والبسيط هنا معناه غير المركب - هو لهذا السبب غير قابل للفناء. ولما كانت الروح ليست كالجسم الذى هو عبارة عن عناصر مركبة وكانت بطبيعتها جوهراً بسيطاً كان من المستحيل أن يعتريها فناء... أنها لا يمكن أن يطرأ عليها إنحلال أو فناء ولذلك فلا يوجد سبب لأن يكون لها نهاية". (ع.ع)

ولكن ما هى النفس؟ يعرفها حضرة عبد البهاء بأنها:
"هى القوة المحركة لهذا الجسم الآلى الذى يعيش تحت سلطانها الكامل ويتحرك بإرادتها. وللنفس وظيفتان رئيسيتان، فكما أن المؤثرات الخارجية تتصل بالنفس عن طريق العين والأذن والمخ كذلك تقوم النفس بتوصيل رغباتها ومطالبها عن طريق المخ إلى اليد واللسان للجسم الآلى. وتعبر بهذه الواسطة عن نفسها. أما الروح المتعلقة بالنفس أو المضيئة عن طريق النفس فهى جوهر الحياة. والوظيفة الثانية للنفس فإنها تحدث فى عالم الرؤيا حيث يكون للنفس التى تتعلق بها الروح وجودها الخاص ووظائفها دون حاجة إلى مساعدة الحواس المادية. وتسمع بدون مساعدة الأذن المادية. وتنتقل بدون الإعتماد على الحركة المادية. إذاً يكون من الواضح أن الروح المتعلقة بنفس الإنسان (أو المضيئة عن طريقها) يمكنها أن تعمل بواسطة الحواس المادية ويمكنها أيضاً أن تحيّ وتعمل بدون معونتها كما فى عالم الرؤيا" (ع.ع)
الإنسان حر بين أن يدير مرآة نفسه نحو نور الروح وبين أن يحولها نحو الجانب المظلم المادى الحيوانى من طبيعته.
"فإذا توجهت النفس إلى العالم المادى ظلت مظلمة ولكن إذا أصبحت مهبط المواهب العقلية تبدّل ظلامها نوراً وتعسفها عدلاً، وجهلها حكمة، ووحشيتها محبة ورحمة، ويتحرر الإنسان من الأنانية ويخلص من العالم المادى" (ع.ع)

وكذلك العقل فإن له وجوداً معنوياً. واتصاله وعلاقته بالمخ فقط. المخ يستخدمه العقل واسطة للتعبير عن النشاط الروحى والفكرى. والعقل هو القوة التى تمكن الإنسان من أن يكتشف أسرار الوجود وتمده بالقدرة التى يُمَحّص بها حقائق الأشياء فهو بمثابة التعبير الفردى للعقل الكلى الواحد، وبرهان خلود الإنسان،"فالعقل الإنسانى إذا استنار بنور الروح يجعل صاحبه تاج الخليقة "، "هذه هى قوة العقل لأن النفس بمفردها ليست قادرة على كشف أسرار الكون ولكن العقل قادر على ذلك ولهذا فهو قوة أسمى من النفس" (ع.ع)

ولكن هناك قوة أخرى – قوة ثالثة للإنسان - وهى غير النفس والعقل، وهذة القوة الثالثة هى نور شمس الحقيقة وشعاع من العالم السماوى، هى روح الإيمان التى يشير إليها المسيح بقوله:"المولود من الجسد جسد والمولود من الروح هو روح" ثم يقرنه بالتحذير قوله:"من لم يكن له نصيب من الروح فهو كالميت" ومعنى هذا هو ولو أنه قدّر لكل النفوس أن تحيا بعد مفارقتها الجسد ولكنها تعتبر فى حكم الموت إذا قورنت بالنفوس التى حيت بالروح واستمدت حياتها من روح الإيمان، وتلك هى روح القدس التى تنبعث كشعاع الشمس من المظاهر الآلهية الذين يظهرون فى العالم بين وقت وآخر ليساعدوا الإنسانية على رقيها الروحى ومن هؤلاء كان عيسى ومحمد وبوذا وغيرهم من المظاهر العظيمة السابقة وكل الكائنات. سواء أدركوا أو لم يدركوا. وسواء أكانوا فى هذا العالم أم فى العالم الآخر، هم مهابط أنوارهم ولهم نصيب من بركاتهم. وعلى ذلك إذا فنى الجسم العنصرى فإن الإنسان يستمر مع هذا حياً بروحه وعقله مستمداً حياته من روح الإيمان ويدخل فى قصر من القصور المتعددة, أى فى اليقظة والإدراك الروحى بحسب الدرجة التى حصل عليها فى مرحلة حياته الأرضية.
الجنة والنار...
نجد فى كتب الأديان المختلفة المقدسة كالتوراة والإنجيل والقرآن تصويراً حياً رائعاً لحالة الروح بعد الموت. ولكن هذا التصوير لم يكن إلا رمزاً لا يجوز أخذه على ظاهره أو تفسيره حرفياً. والعبارات المستعملة من قبيل الثواب والعقاب، والسماء والهاوية، وجنات الفردوس والظلمة وأمثالها، إنما يراد بها تصوير كيفية تنكشف حقيقتها فى العالم الآخر وهى حالة الفرق فى مراتب الإدراك بين الذين جاهدوا فى إتباع مثل طبيعتهم العلوية، ونمو قواهم الرّوحية، وصاروا من "المولود من الروح" وبين الذين غفلوا عن ذلك. فالجنة والنار ليست أماكن بل حالات للروح ويستطيع الإنسان أن ينعم ببعض بشارات الملكوت وهى المواهب الروحانية، وبيده كذلك أن يذوق عذاب جهنم الذى هو عباره عن الحرمان من هذه المواهب حتى ولو كان لا يزال يحيا بجسده وعلى ذلك فجهنم هى فقدان الترقى الروحانى. "وأما المكافأه الآخروية فهى الكمالات والنعم التى يحصل عليها فى العوالم الروحانية بعد العروج من هذا العالم، وهذه المكافأة الأخروية هى نعم وألطاف روحانية كالنعم الروحانية فى الملكوت الإلهى والحصول على مرغوب القلب والروح. وكذلك المجازات الأخروية، يعنى العذاب الآخروى، هو عبارة عن الحرمان من العنايات الإلهية الخاصة والمواهب الرحمانية والسقوط فى أسفل الدركات الوجودية، وكل من يكون محروماً من هذه الألطاف الإلهية ينطبق عليه حكم الأموات عند أهل الحقيقة" (ع.ع)

فتفاوت البشر فى مراتب الأخلاق والكمالات الروحانية وهو التفاوت الذى كثيراً ماتحجبه عوامل البيئة والجاه والثروة والثقافة – سوف تنكشف حقيقته فى العالم الآخر حيث يكون مدى الحياة أوسع مما هو على هذه الأرض. والفرق كبير بين الحالتين بقدر الفرق بين الجماد والإنسان الكامل .
تفضل حضرة بهاء الله:
"حقا أقول إن فى نفوس الناس مَكْمَنَ عِزّ هم الوحيد. وإن غنى وسعادة العالم الآخر هى فى نبل الأخلاق وطهارة القلب وسمو الروح".

وحدة الدارين...
إن الإنفصال الذى نتصوره بين هذا العالم المنظور وبين العوالم الخفية إنما مرجعه حواسنا البشرية لأن جميعها تكون فى الحقيقة كوناً واحداً تتوقف أجزاؤه كل على الأخرى وتتصل اتصالاً وثيقاً فيما بينها فالأحياء على الأرض والذين انتقلوا بالتغيير المترتب على حدوث الموت يربطهما نظام واحد فى الحالتين. وعلى ذلك كان الإفتراق عن من نحب افتراقاً جسمياً لا أكثر لأن بين المنظور وغير المنظور إتصالاً دائماً. وقد يصبح حقيقة ثابتة عند من أوتى استعداداً كافياً لمثل هذا الإتصال العلوى بينما يظل الآخرون جاهلين بسره. أما الأنبياء وكثير من الأولياء فإتصالهم بهذا العالم والعالم الآخر طبيعى وحقيقى. "ويوجد بين الروحانيين إدراكات روحانية وإكتشافات وجدانية مقدسة عن الوهم والقياس وإتحاد وتآلف مُنَزَّه عن الزمان والمكان. مثلا مذكور فى الإنجيل أن موسى وايليا آتيا عند المسيح فى جبل طابور فمن الواضح أن هذه الألفة لم تكن جسمانية بل كانت كيفية روحانية عبر عنها بالملاقاة – ولها حقيقة وآثار عجيبة فى العقول والأفكار ويظهر لها إنجذاب عظيم فى القلوب". (ع.ع)

ونحن عندما نكون فى حالة استعداد للإتصال العلوى كما فى حالة الأحلام حيث تكون الروح ضعيفة التعلق بالبدن تستطيع الهامات العالم الآخر أن تصل إلينا وتتصل بسرعة البرق بالإدراك الواعى. وطبيعى أن تعترف التعاليم البهائية بصحة بعض القوى الروحية الخارقة. ولكنها تحذر من أن يكون الباعث على الإتصال بمن صعدوا مجرد التفكه أو الحصول على أشياء لأنفسنا، لأن الحقيقة جوهر مُنَزَّه عن المكان ولايتشكل فى صورة من الصور .
والإتصال الحقيقى بمن صعدوا - وهو اللقاء المؤكد المأمون – يمكن دائماً حصوله عن طريق المحبة والصلاة أى بالكيفية الروحانية. وأن من الحكمة ترك القوى النفسية الكامنة تأخذ طريقها الطبيعى فى الإنكشاف التدريجى كلما إزداد الروح إلتصاقاً بالمثل العليا التى هى حياة الطهر وعدم الأنانية .لأنه قد يكون فى ظهور هذه القوى قبل إستكمال نضوجها تأثير على مركز الروح فى العالم العلوى حيث تبلغ أمثال هذه القوى تمام الفاعلية.

الترقي الروحاني...
إن مجموع الشواهد العلمية المتزايدة، وكذلك جمعية الأبحاث النفسية تؤيد التعاليم البهائية فى أن الروح بعد مفارقتة البدن يستمر فى حياته ونشاطه فى عوالم يكون فيها الزمان والمكان الحسى معدوم. وفى هذه الحالة التى يصبح الروح محرراً "تصير إحساساته أشد قوة وإدركاته أوسع وسعادته أوفر" والذين رقّوا إدراكهم الروحى ينتظرهم مصير مجيد من الخلود والترقى الكمالى الغير محدود فى عوالم الله التى لا تتناهى وهو الترقى اللا متناهى فى المحبة والحكمة والفرح. وكما أن الحب هو القانون الأساسى الذى يربط الأرواح هنا. فهو كذلك الذى يربط بينها هناك ولكن فى مقياس أوسع وأشد حيث (معاشرة الأولياء) يكون جزءاً كاملاً للحياة الأبدية. "إن الأسرار التى لايعرفها الإنسان فى هذه الدنيا تكون واضحة مكشوفة فى العالم الآخر. وفيه نفهم أسرار الحق. فبالأحرى نعرف الأشخاص الذين كنا نعاشرهم. ولاشك أن النفوس المقدسة الذين يكون لهم قلب طاهر وبصيرة نافذة يطلّعون على جميع الأسرار فى ملكوت الأنوار ويطلبون مشاهدة حقائق النفوس الكبار. ويرون جمال الله فى ذلك العالم كذلك يرون أحباء الله من الأولين والآخرين مجموعين فى الرفيق الأعلى". (ع.ع)

جوهر النور الواحد...
حين نتأمل في كل هذه المرايا – من التوراة إلى الإنجيل، من القرآن إلى الزبور، ومن كلمات زرادشت إلى بوذا وبهاء الله – نرى أنّ الجوهر واحد:
أن الإنسان ليس كائنًا من تراب، بل سفير نورٍ في رحلة مؤقتة.
أن الموت ليس ضد الحياة، بل وجهها الآخر، الظلّ الذي يكشف عن حقيقة الضوء.
وأنّ الغاية النهائية لكلّ روحٍ هي الرجوع إلى الأصل، إلى النبع الأول الذي لم ينقطع عنها لحظةً واحدة.
فالحياة بعد الموت ليست وعدًا أو تهديدًا، بل يقظة الروح من غفوتها، وتذكّرها لحقيقتها القديمة التي كانت تعرفها منذ الذر:
أنها لم تُخلق لتفنى، بل لتعود.
تتقاطع الأديان في أن الموت ليس انطفاءً بل تحوّلٌ في الوعي. أن الإنسان لا يُدفن في التراب، بل يُزرع فيه ليُزهر في عالمٍ آخر. وأن العدالة الإلهية ليست انتقامًا، بل تربية للروح لتبلغ نضجها النوراني.
في النهاية، كلّ دينٍ يصف الطريق بلغةٍ تخصّه، لكن النور واحد، والغاية واحدة:
أن تعود النفس إلى أصلها، إلى الرحمة الأولى، إلى البيت الذي لم تغادره إلا لتعرفه.

لماذا هذا الموضوع محوري للإنسان؟
فهم الحياة بعد الموت هو نقطة تحول للوعي الإنساني، لأنه يغيّر الطريقة التي يعيش بها الإنسان حياته اليومية، ويغير قيمه وسلوكه ومبادئه:
1. تحرر من الخوف: الموت يصبح عبورًا، لا نهاية، فتزول المخاوف الوجودية التي تكبل الروح.
2. تحفيز للنور الداخلي: كل عمل صالح، كل نية صافية، كل محبة، تصبح زادًا للروح في عوالم النور.
3. معايشة الرحمة والمحبة: إدراك أن كل روح في رحلة نحو الكمال يجعل الإنسان أرحم وأعطف، لأنه يرى نفسه في كل الآخرين.
4. اكتساب معنى عميق للحياة: تصبح كل لحظة فرصة للارتقاء الروحي، وكل تجربة درسا يرفع النفس إلى مراتب أعلى.
إنها دعوة للإنسان ليعيش حاضرًا ذا وعي أعمق، ونفسًا مطمئنة، وروحًا مستقرة، وقلبًا منفتحًا على النور الأبدي.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الواحد... سرّ التجلّي الإلهي في مرايا الأديان، و حين ت ...
- إن لم تستطع تغيير العالم، فغيّر من نفسك… فالعالم فيك
- ليلة الأبدية… افتتاح المتحف المصري الكبير – حين استيقظت أروا ...
- مصر... مجد الأزل ونور الأبد
- حين يتنفس الشرق من جديد و ينتصر صوت السلام على ضجيج الحرب... ...
- الدين: جوهره وماهيته المطلقة
- الإنسانية والدين: ثنائية التكامل لا التعارض
- -الإنسان والأديان وحرية المعتقد وإنسانية الإنسان-
- -التوحد (Autism Spectrum Disorder - ASD)-
- مرض الديسلكسيا (عسر القراءة)
- حين نُولد من النور وننسى…
- -أنا من هناك… من حيث قُلتُ: بَلَى-
- الشك والوهم: بين العقل والواقع
- ما هى دلالة -نحر الحيوان- ( التضحية – الفداء ) في الأديان؟؟
- *ملخص شامل لكتاب -البشرية في مفترق طرق، دين أو لا دين-*
- ملخص كتاب -من يخط طريق المستقبل؟-
- ملخص شامل لكتاب -منعطف التحول أمام كافة الأمم-..... الكتاب ف ...
- *ملخص شامل ل -رسالة إلى قادة الأديان في العالم- الصادرة عن ا ...
- ملخص لكتاب مهم جداً -دين الله واحد-
- التوازن بين الروح والإيمان والعقل


المزيد.....




- سوريا.. ضوابط بشأن الليرة الجديدة وفتوى حول حذف صفرين منها
- تركيا: إصابة سبعة شرطيين في اشتباك مسلح مع عناصر يُشتبه بانت ...
- مقتدى الصدر يوجه رسالة للمسيحيين في العراق بمناسبة العام الم ...
- بن غفير يدفع بقانون لتقييد الأذان في المساجد بنظام تصاريح مش ...
- بن غفير يقود معركة جديدة لمنع رفع الأذان داخل الخط الأخضر
- الصدر: دعاة التطبيع وداعمو الفساد لا يمثلوننا ولا يمثلون الم ...
- موازين القوى تتغير.. -ثوار- بنغلاديش يشكلون تحالفا انتخابيا ...
- الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي جديدا لحظر رفع ا ...
- مجلس الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر الأذان ...
- غزال غزال.. من منبر الخطابة إلى قيادة الطائفة العلوية في سور ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الحياة بعد الموت – الرؤية الكبرى من مرايا الأديان