أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راندا شوقى الحمامصى - ليلة الأبدية… افتتاح المتحف المصري الكبير – حين استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور














المزيد.....

ليلة الأبدية… افتتاح المتحف المصري الكبير – حين استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 15:00
المحور: الادب والفن
    


في تلك الليلة التي ارتجف فيها الزمن احترامًا، وتوقفت عقارب الساعات على مشارف الدهشة، كانت مصر “أمّ الحضارات “ تفتح للعالم بوابة النور من جديد. وتعيد لمصر بهذه الملحمة تاجها الأزلي، وتعيد للعالم ذاكرته الأولى.
المتحف المصري الكبير، ليس مجرد مبنى حجري فخم، بل معبد الأبدية الذي يضم أنفاس الفراعنة، وأصداء التاريخ، وصوت الأرض حين كانت تتكلّم بلغة الخلود.

ولادة من رحم الأهرام
عند سفح الأهرام، حيث تلتقي هندسة الروح بعبقرية الإنسان، وقف المتحف المصري الكبير كجبل من نور، يشهد أن مصر لا تموت، بل تعود في كل عصر لتعلن ميلادها من جديد.
تلك الحجارة المصقولة بعرق آلاف السنين، وتلك القاعات التي تفوح منها رائحة القرون الغابرة، ليست مجرد آثار… بل شهادة خالدة على سفر الإنسان نحو الإلهيّ في داخله.

عندما يعانق الحاضرُ الأبد
في ليلة الافتتاح، لم يكن الحدث مصريًّا فحسب، بل عالميًّا عابرًا للقارات، كأنّ الأرض بأسرها جاءت لتسجد أمام سرّ النيل وحكمة رع ومجد إخناتون.
الأضواء تراقصت على وجه الأهرام، والموسيقى انطلقت من أعماق الزمن، والأرواح القديمة عادت لتحضر لحظة اكتمال الحلم.
لقد كان الافتتاح عرسًا كونيًّا، فيه تلاقت الحضارات عند عتبة مصر، لتعلن أن الجمال الخالد لا وطن له، وأن التاريخ حين يُكتب بحروف مصرية، يُقرأ في كل لغات الأرض.

مصر… الذاكرة التي لا تنطفئ
من مراكب الشمس إلى عرش توت عنخ آمون، ومن تمثال رمسيس العظيم إلى برديات الحكمة القديمة، يقف المتحف المصري الكبير كذاكرة كونية تحفظ للبشرية ملامحها الأولى. إنه ليس أرشيفًا للماضي، بل مرآة الروح الإنسانية في رحلتها نحو النور.
وفي أروقة المتحف، ستسمع الهمس ذاته الذي سمعه الكهنة في معابد طيبة، وستشعر بأن الأبد لا يزال يرفرف بجناحيه فوق ضفاف النيل.

رسالة إلى المستقبل
افتتاح المتحف المصري الكبير هو وعدٌ بأن مصر — التي منحت العالم أول حروفه، وأول قانون، وأول قلب يعرف معنى الخلود — ما زالت قادرة على أن تُلهم، وتُبدع، وتقود.
إنها رسالة من الماضي إلى المستقبل، من الجدّ إلى الحفيد، من نيل لا يشيخ إلى إنسان يبحث عن جذوره.
في تلك الليلة، لم تُفتح أبواب المتحف فحسب، بل انفتحت أبواب التاريخ على مصراعيها، لتقول للعالم:
هنا بدأت الحكاية، وهنا لا تنتهي. هنا ولدت الحضارة، وهنا تستعيد الأرض ذاكرتها.
هنا… مصر.

بوابة الأبدية – حين استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور
في تلك الليلة التي تسلّل فيها الزمن من بين أصابع الخلود، اهتزّ صمت الصحراء همسًا، وارتجفت الرمال كأنها تُصغي لنداء قديمٍ يعود من وراء العصور.
من قلب الأهرام، خرجت أنفاس الملوك والكهنة، تسير على مهلٍ نحو فجرٍ جديد… إنه فجر المتحف المصري الكبير، حيث استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور.

همس الأرواح في معبد الضوء
لم يكن الافتتاح مجرّد حفل، بل كان طقسًا من طقوس الخلق الأول. الموسيقى التي انطلقت في الهواء لم تكن ألحانًا، بل كانت تراتيل الأبدية، تُعيد إلى الأرض ذاكرتها الأولى حين كان الإنسان يعرف أن الجمال طريق إلى الله. وهناك، تحت أجنحة الضوء المتقاطع على حجارة التاريخ، شعر العالم كله بأنّ مصر لم تفتح متحفًا، بل فتحت بوابة الأبدية.
سرّ الخلود المصري
منذ آلاف السنين، حين كتب المصري الأول رمزه على جدارٍ من الطين، كان يعلم أنّ ما يُكتب بالنور لا يُمحى.
آمن بأن الروح لا تموت، بل تتحوّل. وأنّ المعبد ليس حجارة، بل مرآة للسماء. لذلك، حين بُني المتحف المصري الكبير عند سفح الأهرام، لم يكن بناءً جديدًا، بل استمرارًا لطقسٍ قديم .

طقس الخلود.
هنا حيث يقف تمثال رمسيس شامخًا كصوت الزمن، وحيث ينام توت عنخ آمون كطفلٍ يحرس أحلام الأبدية، هنا يلتقي الإنسان بظله السماوي، ويفهم أن الموت بابٌ لا نهاية، وأنّ مصر هي الحارس الذي لا ينام على حدود الوجود.

أنشودة النور
يا مصر… يا نغمة البدء، يا قلب الأزمنة،
يا من علّمتِ الشمس أن تشرق على الدوام،
ها أنتِ تعودين، لا كأمةٍ من لحمٍ وتراب،
بل كفكرةٍ أبديةٍ تنبض في وعي البشرية.
لقد سمع الكون أنشودتك من جديد،
أنشودة الفجر حين يتوضأ بالذهب،
أنشودة النيل وهو يحدّث البحر عن سرّ البقاء،
أنشودة الحجر حين يذوب في المعنى،
أنشودة الروح وهي تعبر بوابة الأبدية نحو الله.
الدهشة… صلاة جديدة
كل حجر في المتحف صلاة، كل قطعة أثرية نَفَس من أنفاس من صعدوا إلى النور.
هنا تتعلم البشرية أن الفن عبادة، وأنّ الجمال طريقٌ أقرب إلى المطلق من كلّ طريق.
لقد اجتمع الماضي والمستقبل في لحظة واحدة، كأنّ الزمان سجد لمصر وقال:
"ها أنا ذا أعود إليكِ، لأنكِ وحدك تعرفين معنى الخلود."

خاتمة بوابة الأبدية
إنّ افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثًا معماريًّا، بل إعلان قيامةٍ جديدة لمجدٍ قديم.
فحين أُضيئت أنوار المتحف المصري الكبير، لم تُضَأ القاهرة وحدها، بل استيقظ العالم كلّه على شعاعٍ خرج من قلب الأهرام.
في تلك الليلة الأسطورية، اجتمع الزمن كله تحت سماء واحدة، وقالت الحضارة بصوتٍ مصريٍّ عتيق:
"من هنا… مرّ الخلود."
ورأى الناس أن الإنسان يمكن أن ينتصر على الفناء، وأنّ الروح التي وُلدت في مصر ما زالت قادرة على أن ترفع وجهها نحو النور، وتقول مرة آخرى وبصوت الأبدية:
"من هنا مرّ الإلهام، ومن هنا يبدأ الخلود."



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر... مجد الأزل ونور الأبد
- حين يتنفس الشرق من جديد و ينتصر صوت السلام على ضجيج الحرب... ...
- الدين: جوهره وماهيته المطلقة
- الإنسانية والدين: ثنائية التكامل لا التعارض
- -الإنسان والأديان وحرية المعتقد وإنسانية الإنسان-
- -التوحد (Autism Spectrum Disorder - ASD)-
- مرض الديسلكسيا (عسر القراءة)
- حين نُولد من النور وننسى…
- -أنا من هناك… من حيث قُلتُ: بَلَى-
- الشك والوهم: بين العقل والواقع
- ما هى دلالة -نحر الحيوان- ( التضحية – الفداء ) في الأديان؟؟
- *ملخص شامل لكتاب -البشرية في مفترق طرق، دين أو لا دين-*
- ملخص كتاب -من يخط طريق المستقبل؟-
- ملخص شامل لكتاب -منعطف التحول أمام كافة الأمم-..... الكتاب ف ...
- *ملخص شامل ل -رسالة إلى قادة الأديان في العالم- الصادرة عن ا ...
- ملخص لكتاب مهم جداً -دين الله واحد-
- التوازن بين الروح والإيمان والعقل
- في شراكة كاملة: النهوض بالمرأة كشرط أساسي للمجتمعات السلمية
- تقدّم البشرية نحو السلام - هذا وعد إلهي
- ماهيّة الرّوح (10-10)


المزيد.....




- منصور أبو شقرا... مسيرة شعرية وثقافية تتجسد في إصدار مجموعته ...
- نردين أبو نبعة: الكتابة المقاومة جبهة للوعي في مواجهة السردي ...
- مصر: نقيب الممثلين ينفي فتح تحقيق مع عباس أبو الحسن بعد تصري ...
- جدل بعد بث أغنية أم كلثوم عبر أثير إذاعة القرآن الكريم المصر ...
- أشبه بالأفلام.. سيدة تُقل شرطيًا بسيارتها لملاحقة سارقة متجر ...
- -البيت الفارغ- والملاحم العائلية يمنحان الفرنسي لوران موفيني ...
- المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكرّم جودي فوستر وحسين فهمي
- لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته ...
- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راندا شوقى الحمامصى - ليلة الأبدية… افتتاح المتحف المصري الكبير – حين استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور