أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - هشاشة البنية تفضح المستور!!!














المزيد.....

هشاشة البنية تفضح المستور!!!


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التساقطات المطرية الأخيرة هي قطرة ماء مقارنة بما تعيشه البلاد و الأرض من أزمة عطش سياسي من جهة و من جهة أخرى أزمة جفاف كحقيقة مرة قد تفجرت و عاشتها الناس على مضض منذ سنة ١٩٨٢ ككارثة بيئية بنيوية أثرت في عدة مرافق حيوية و في طبيعة هيكل نظام الاقتصاد النيوليبيرالي الاستغلالي المتبع فمهما يكون مما تم من فضح لتلك العيوب انها تظل قليلة مقارنة مع عمق الأزمة البنيوية التي لم تعد تخفى على أحد سواء كجهات رسمية او سواء من طرف الناس المقهورة المحسوبة على الفآت الاجتماعية الهشة المعرضة للضربات المدروسة و الممنهجة سلفا، و هذه الحالة مكرسة رسميا من قبل أن تسقط اليوم هذه القطيرات من مطر السماء الأكبر بخلا في زمن الجفاف و التجفيف الممنهج هذا.

و ها نحن أمام مفارقة عجيبة ففي وضعية أخرى كحالة مدينة آسفي المغربية المنكوبة، مثلا حفنة مياه تساقطت و تساقطت معها اقنعة البنية التحتية المهترئة
التي لا تعكس بتاتا نوعية الخطاب الرسمي الاشهاري الذي يتبجح بالمنجزات الخارقة
في مغرب "الملاعب الرياضية العملاقة"!!! و كذلك التبجح بالمشاريع الاقتصادية التي هي في حقيقة الأمر لا تلامس الحاجيات الضرورية لفئة عريضة من الشعب خصوصا ذوي الدخل المحدود او شريحة القطاع غير المهيكل او قل بالأحرى ذوي الدخل المنعدم و هم الذين يشكلون نسبيا قاعدة الهرم الإجتماعي بنسبة تقريبا اربعين في المائة. و في حالة وقوع أبسط حدث يمر بها يترك اثرا بليغا في النفسية و في "الجيب" و كذلك في المحيط العائلي و المحيط الإجتماعي الضيق.
و المؤسف أن المؤسسات الرسمية المسؤولة تظل تتفرج على تفاعل المأساة و تبرر و تتملص تحت ذريعة "أن هذا قدر الله"!!! او ان تقول جزافا "ان عموم الناس جاهلين بشروط حماية أنفسهم عند وقوع الكوارث".

دائما تريد الدولة ان ترمي باللوم على المواطنة و المواطن كي تجعل منه الضحية مرتين أولا ضحية ما حل به ثم ضحية "جهله"!
و كأن مسؤولية الدولة كمؤسسة تسيير الشأن العام هي أن تتصيد الفرص و تتصارع مع المواطن و ليس ان ترشده و تحميه كما ينص على ذلك الدستور الذي يؤكد بنود التعاقد ما بين الدولة بمؤسساتها المنتخبة و الشعب.

لكن للأسف هذه الشروط في غياب أخلاقيات المواطنة
(La citoyenneté)
و حقوق الإنسان تتجاهلها محاولة ان تخرج رأسها من عنق الزجاجة ذاك العنق الذي يضيق أكثر كلما زاد منسوب الكذب في الخطاب الإعلامي الرسمي التمويهي
الذي يغطي بالأساس على جرائم الشركات الاخطبوطية الكبرى ذات الرأسمال الاحتكاري التي هي بمثابة صفة عميل اقتصادي مسؤول هو كذلك على التخطيط و مشاريع البناء و التي بينها و الدولة صفقات سرية يسود أغلبها التلاعب و تلبية المصالح الذاتية الضيقة و هي لا صلة لها البتة بخدمة الشعب و انتظاراته الملحة في الحماية من الكوارث الطبيعية، و من تعليم متخلف، و من انعدام الضمان اجتماعي، و من عدم تطبيق قانون الشغل المنصف، و من منظومة صحية منهارة، و من اقتصاد ترقيعي،
و من نمط استهلاك راسمالي جشع، و من تطور مشوه للقيم و المجتمع.....

في غياب هذه الشروط الأساسية و الضرورية لضمان العيش الكريم في مجتمع تسوده "العبادات" يمنة و يسرة، و تسوده العبودية كيف ننتظر إذن التجديد و الجديد في بلاد يسودها كذلك التقديس الاعمى للقديم و تكريس الأفكار الجامدة الملحة على الطاعة و تقبل الأمر الواقع كما هو و الخوف و انحناء الرأس.

كثيرة هي المعيقات التي تحول دون الوصول إلى نقطة الانطلاقة لكن رغم كل العراقيل عموما تظل إرادة الشعوب في التغيير لا تقهر. الاساسي في موضوع وجودنا الاجتماعي الذي أساسه دوران عجلة الصراع الطبقي هو ان نفهم جيدا و نجيب بالملموس في جبهة طبقية منظمة و عريضة على سؤال ما العمل؟

يتبع في الموضوع...
مع أصدق التحيات.



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطة العصفور!!!
- وحدة الشعب هي القوة الحقيقية
- -مشروب كوكا كولا و الاجرام الموصوف-!!!
- حقوق الإنسان! اما بعد؟
- زرع الروح في الثورة الألمانية هو البديل
- في إطار الحرب الإعلامية ضد الصهيونية
- في المأساة الطبقية!!!
- ذكرى مرور 60 عاما على اختطاف المهدي بن بركة!!!
- حول خيار البديل التحرري.
- الاحتلال الصهيوني هو الاستعمار
- سجال حول نبض الشارع المغربي.
- ضربة عصى!!!
- حراك الجيل الجديد و مؤثرات القديم!!
- قراءة اولية للفيلم المصري -ابو زعبل- 89
- السؤال و الجواب.
- القمع على أشده في المانيا
- مع الشعب.
- الإنسان المقهور بالسعادة!!!
- الشمس الباردة.
- في الحرارة حرارة!!!


المزيد.....




- كيف سيتغير السفر الجوي في عام 2026؟.. إليك أبرز الصيحات المت ...
- كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟ - مقال في الإندبندنت ...
- من قلب غزة.. قصة آخر ملجأ لإنقاذ الحيوانات من الجوع والموت
- -باندوس- و-بارانداس-: فنزويلا تحتفل بالحرية في عيد الأطفال ا ...
- الصين تبدأ مناورات بالدخيرة الحية حول تايوان
- الجيش الصيني يجرى مناورات واسعة في محيط تايون
- مباشر: لقاء مرتقب في واشنطن بين نتانياهو وترامب لمناقشة مستق ...
- المنتخب الجزائري يتأهل إلى ثمن النهائي كأس أفريقيا
- كوسوفو: الحزب الحاكم يتجه للفوز ويطمح لإنهاء الأزمة السياسية ...
- العراق: البرلمان الجديد يعقد جلسته الأولى وسط تنافس على رئاس ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - هشاشة البنية تفضح المستور!!!