أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي المغربي - ورطة العصفور!!!














المزيد.....

ورطة العصفور!!!


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 06:54
المحور: حقوق الانسان
    


رفرف عصفور و صادف ان أسفله توجد عمامة القاضي من فوق راسه فلم ينتبه كعادته و هو يراقص الحرية في السماء فاذا به فجأة بزق على العمامة.
فقامت القيامة و الغضب في رأس القاضي الذي بالطبع لديه جمجمة كبيرة جدا.
فامر الحراس باحضاره فورا. و بعد ساعة من المتابعة اوصل الحراس العصفور مكبلا إلى المحكمة بعدما امسكوه و اقتادوه غصبا أمام القاضي صاحب العمامة البيضاء.
جلس الجميع و من
وسط القاعة صاح المدعي العام و في نبرة صوته نية مبيتة،
هكذا من دون مقدمات كعادة طقوس المحكومة عفوا المحكمة:

ما حكم الشرع في هذا العصفور الماثل امامك يا سيدي؟
هل وجب ذبحه؟

لم ينتظر القاضي او يتأمل في الملابسات او يعطي فرصة للدفاع
اجاب فورا و بانفعال شديد و كأن من حقه المطلق ذلك التصرف:

نعم وجب ذبحه!!!
نعم وجب ذبحه!!!
ساد الاستغراب وسط القاعة التي تزينها النقوش و الاضواء و صورة الملك في البرواز الدهبي تلمع.

صاحت متلعتمة و ردت صاحبة العصفور شاكية باكية :

العصفور بريء يا سيدي القاضي إن هذا ظلم إنه لم يتعمد ذلك !!!

فأجاب القاضي و كله يقين و جبينه يتقطر "عدلا" و يتصبب "طهارة"!!! :

اسمعي يا امرأة
بدافع المؤامرة قد قصد عصفورك المشاغب عمامتي من فوق راسي فبزق عليها كي تتسخ و كي ينقض وضوئي و يفسد عني صلاتي و يجعلني أضحوكة امام العباد .!!!
ماذا تنتظرين مني اذن يا امرأة؟؟؟
اعلمي ان للمحكمة هبة!!!
و لا بد من إصدار العقاب كي يكون عصفورك الفوضوي عبرة لمن لا يعتبر.!!!

فردت المرأة المكلومة مرة أخرى شاكية باكية:

انتظر منك العدل يا سيدي القاضي؟
العدل يا سيدي القاضي؟
انتظر منك العدل يا سيدي القاضي؟

ساد الحزن و الصمت في قاعة المحكمة و بعد ذلك كانت المفاجئة الصادمة و حل الدعر.
لا رد. !
لا جواب. !
لا مداولة.. !
صدر الحكم. !
رفعت الجلسة. !
فانسحب القاضي رافعا جمجمته إلى السماء و كأنه قد عاد للتو منتصرا من ساحة الوغى!!!

لكن حصلت المفاجئة التي قلبت المشهد رأسا على عقب.
العصفور نظرا لرشاقته اغتنم الفرصة بسرعة فقفز من قفص الاتهام تملص من الحراس و فر من النافذة العالية تلك التي تقترب من سقف قاعة المحكمة. و نظرا لغبائهم لقد نسوا اقفالها. و كان من حظ العصفور ان يظل على قيد الحياة و لا يتم ذبحه بدم بارد بحجة اشباع رغبة القاضي اللئيم.
ابتسمت المرأة صاحبة العصفور و فرت هي كذلك من الباب قبل أن ينتبه إلى حركتها الحراس و قلبها يرتعش خوفا و فرحا.

و هكذا نجيا الاثنين من ظلم و جبروت القاضي.
و الحكمة تفيد ان من بين الف مشكلة هناك دائما حلا و قطعا لا يمارس العدل باشباع الرغبات الضيقة الذاتية فقط.

قراءة ممتعة.
مع أطيب التحيات..



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الشعب هي القوة الحقيقية
- -مشروب كوكا كولا و الاجرام الموصوف-!!!
- حقوق الإنسان! اما بعد؟
- زرع الروح في الثورة الألمانية هو البديل
- في إطار الحرب الإعلامية ضد الصهيونية
- في المأساة الطبقية!!!
- ذكرى مرور 60 عاما على اختطاف المهدي بن بركة!!!
- حول خيار البديل التحرري.
- الاحتلال الصهيوني هو الاستعمار
- سجال حول نبض الشارع المغربي.
- ضربة عصى!!!
- حراك الجيل الجديد و مؤثرات القديم!!
- قراءة اولية للفيلم المصري -ابو زعبل- 89
- السؤال و الجواب.
- القمع على أشده في المانيا
- مع الشعب.
- الإنسان المقهور بالسعادة!!!
- الشمس الباردة.
- في الحرارة حرارة!!!
- طول بالك! لابد من إطالة النفس!


المزيد.....




- الإعدام لتاجر مخدرات ضبط بحوزته كيلوغرامان من الأفيون في الب ...
- أزمة الثقة في السودان بعد استهداف الأمم المتحدة
- قوات الاحتلال تشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- واشنطن تعاقب قضاة -الجنائية الدولية- بسبب تحقيقاتهم في جرائم ...
- تركيا تدين الهجوم على مركز الدعم اللوجستي لقوات الأمم المتحد ...
- اعتقال نجل رئيس بنين السابق وتوتر مع توغو بعد الانقلاب الفاش ...
- تعاون بين سوريا و-الأغذية العالمي- لدعم القطاع الزراعي
- فيصل سباعنة.. مسن فلسطيني يصارع الموت في الاعتقال الإداري
- شهيد برصاص الاحتلال في الخليل واقتحامات واعتقالات في الضفة
- سوريا.. اعتقال 5 مشتبه بهم في تنفيذ هجوم تدمر


المزيد.....

- اتفاقية جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة وانعكاسا ... / محسن العربي
- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - المهدي المغربي - ورطة العصفور!!!