كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 03:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثار كتاب (الأمير) لميكافيلي جدلاً مستمراً منذ عام 1532. يراه البعض دليلاً عملياً للبقاء في السلطة، بينما يراه آخرون دليلاً للطغاة، ويجمع النقاد على دوره في تأسيس الدكتاتورية، مع الإشارة إلى أن فكرة (الغاية تبرر الوسيلة) فصلت الأخلاق عن السياسة، ودعت الحاكم لاستخدام الدهاء على غرار النهج الذي سار عليه عمرو بن العاص قبل ولادة ميكاڤيلي بنحو تسعة قرون. .
اما الآن ونحن في عام 2026 فقد احتفظ معظم الزعماء والوزراء والوكلاء والمدراء بأكبر عدد من (المنافقين) في مكتبه وفي الحلقات القريبة منه، بل وشجعوا المبتدئين منهم على ممارسة افعال النفاق والمداهنة، لأنهم بمثابة جيوشهم الداخلية التي تذود عنهم باستماتة. وتتغنى بأمجادهم المصطنعة حتى لو كانوا من كبار الحمقى، وحتى لو كانوا من السفلة، ويعظمون شأنهم كلما أمعنوا فى الظلم. وبالمقابل يحصل كل منافق على بعض الامتيازات التافهة التى تشعره بتفوقه على اقرانه. .
لكن ميكاڤيلي نفسه يوصي الطغاة بالوصايا التالية:
- لا تتخذوا من المنافقين مستشارين لكم، ولا تأخذوا منهم نصيحة أبداً، لأن مشورتهم خادعة، ومجالستهم ستجذبكم فوراً الى الوضاعة وتجلب لكم العار. .
- ألقوا لهم الفتات باحتقار، ولا ترفعوا من قدرهم، اجعلوا لهم سقفاً لا يتخطونه، وكونوا على يقين انهم سيصبحون أكبر خطر يتهددكم، وسيتحولون فى لحظة الى ألد أعدائكم إذا تهاوى ملككم أو ضعف سلطانكم، أو ظهر من ينافسكم بقوة.
- سوف يبيعونكم فى لحظة لمن يدفع أكثر، ويقدمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي من بعدكم من دون ان يأسفوا على رحيلكم.
- ينبغي ان تتعلموا التمييز بين حقراء القوم وأعزتهم. .
فالمنافقون أحقر الناس، ولا يختلفون أبدا عن الكلاب التي تخدم الراعي، وهم يتكررون فى كل زمان ومكان، وحيثما توجد السلطة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟