مدافع استهدفت جنوب العراق

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 13:44
المحور: الصحافة والاعلام
    

يا لثقل الفضائيات التي لا وزن لها !؟!. .
لا شك انكم تعلمون ان مساحة العراق 438,317 كم²، وفيه 18 محافظة، وتحيط به 6 بلدان. لكن مدافع قنوات التحريض والتلفيق والتشويش والتضليل كثفت قصفها بشكل حصري على مدننا الجنوبية، وانفردت بالإساءة إلى اهلنا في البصرة والعمارة والناصرية والكوت والسماوة والديوانية، حتى يخال للمشاهد إن الجنوب تحول إلى بؤر للمشاكل والأزمات والحوادث والخروقات. .

فالسرقات لا تحدث إلا في الجنوب، والمشاريع المتلكئة لا يمكن رصدها إلا في الجنوب. ثم ان الشرقية والتغيير ودجلة كسرت الأرقام القياسية في تسليط الأضواء على حوادث التصادم في الجنوب، واختناقات المجاري الجنوبية، والفيضانات الجنوبية وغرق المدارس الجنوبية، وملابسات الفساد الإداري في الجنوب، والعقود المشبوهة، والصفقات المريبة، والتهديدات الحدودية المتكررة، وعمليات السطو المسلح، وقوافل التهريب، والنزاعات العشائرية، التي صارت كلها من حصة الجنوب. .

عندما تتابع قنواتنا الحاقدة علينا تشعر انها تتحدث عن القرى الأفريقية البدائية المتخلفة، وتشعر انها تتحدث عن نماذج من الكمبوديين والفلبينيين الذين مازالوا يعيشون في الغابات والأدغال الغارقة في الجهل. تشعر انك تشاهد مسلسلات يومية عن حياة الشعوب الهمجية المتوحشة، وان الأمان مفقود تماما، وان البقاء في البصرة والناصرية مجازفة غير محمودة. وإننا مصدر الشر والقلق لسكان الارض. وتشعر ان التمثيليات والمسلسلات الرمضانية الساخرة تتهكم دائما على ابناء الجنوب. .

أما بقية المدن العراقية الواقعة شمال خط الاستهداف الحضاري، فتحولت في انظار تلك الفضائيات إلى مدن فاضلة، وجمهوريات افلاطونية نموذجية، صارت كلها من الجنان المزدهرة بالخيرات تمرح بها الملائكة. .

كلمة اخيرة: أهجروا تلك الفضائيات هَجْرًا جَمِيلاً. فإن أنضج استراتيجيات التعامل مع أبواق الإزعاج: أن تبتعد عن قنوات القبح والوقاحة دون أن تحمل في قلبك كراهية لأحد. بل هو قرار واع يخلق مسافة تحفظ طاقتنا وصحتنا النفسية. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل