كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 00:01
المحور:
المجتمع المدني
تُمنح الشهادات الفخرية لبعض الأشخاص في جميع أنحاء العالم تقديراً لإنجازاتهم ونشاطاتهم في العلوم والفنون والآداب والأعمال السياسة والخيرية. قد يحصل عليها الأديب والممثل والموسيقي والسياسي والوزير والنائب والأفراد الأقل شهرة، الذين قدموا مساهمات كبيرة للمجتمع، وقد تُمنح لمستثمر ناجح من أجل إقامة شراكة أو تعاون مع شركته. .
فالشهادة الفخرية تكريم معنوي، ولا تصلح للتأهيل العلمي والمهني والوظيفي، لكنها تدخل في سجلات السيرة الذاتية تحت بند التقدير (لا التعليم ولا التأهيل). فهي لا تمنح حاملها حقوقاً لممارسة مهنة معينة (مثل الطب أو القانون أو العمل في الحقول الساحلية)، ولا تؤهله للدراسات العليا أو التدريس الأكاديمي. غالباً ما تُضاف إليها اللاحقة (H. C) للدلالة على أنها Honoris Causa (من أجل الشرف)، ويُنصح بالامتناع عن استخدام درجتها في المخاطبات الرسمية وبخاصة إذا كانت من مرتبة الدكتوراه. .
ليس من الضروري أن يكون الشخص الحاصل عليها حاصلا على تعليم أكاديمي؛ فالشهادة هنا عبارة عن لقب شرفي تكريمي أكاديمي، ويمكن للشخص الواحد الحصول على أكثر من شهادة اعتمادا على مركزه ومكانته ونشاطاته ومواقفه وسعيه الدؤوب في خدمة المجتمع. .
اذكر انني حصلت على اكثر من شهادة فخرية من جهات أكاديمية مختلفة، لكنها لم ترفعني إلى مستوى التأهيل العلمي أو المهني أو الوظيفي، ولم تُحسب ضمن معايير التقييم الإداري أو التنافسي، ولا تأثير لها على الراتب والمخصصات المالية، ولم تسمح لي باكمال مشواري العلمي نحو الأعلى فالأعلى، ولم يطرأ على بالي التفاخر بها في يوم من الايام رغم انها حق من حقوقي، ولم أعلقها على جدار مكتبي، ولا ادري اين هي الآن ؟. .
المضحك المبكي انني عملت ميدانيا لأكثر من 40 سنة متنقلا بين العمل في سلك الإرشاد البحري بمختلف درجاته، وبين العمل الإداري التنفيذي، ثم انتقلت للعمل في وزارة النقل، والعمل في مجلس النواب حتى بلغت من العمر عتيا، وانتهى بي المطاف متقاعدا بلا راتب تقاعدي لاسباب يطول شرحها، فانطوت صفحة من صفحات التفاخر والتباهي بالألقاب والدرجات. واصبح لكل حادث حديث. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟